الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الاكتشاف المذهل.. هل يصبح رذاذ الأنف تطعيماً جديداً ضد كورونا؟

الاكتشاف المذهل.. هل يصبح رذاذ الأنف تطعيماً جديداً ضد كورونا؟

لقاحات جديدة لفيروس الكورونا تعمل كرذاذ للأنف بعيدا عن وخز الإبر

يطور العلماء حالياً لقاحات جديدة لفيروس كورونا تعمل كرذاذ للأنف بعيداً عن وخز الإبر، والتي يمكن أن تحقق طفرة في التطعيمات ضد الفيروس ومتحوراته، وتغير قواعد اللعبة بأكملها.

وتعمل عدة مراكز بحثية في العالم على تطوير لقاحات رذاذ الأنف التي تحصن الأغشية المخاطية وتمنع العدوى.

نتائج مبشرة

وكشفت مجلة «فوكوس» الألمانية أن العلماء والباحثين في معهد «برلينر شاريتيه» ومؤسسات بحثية أخرى بالعاصمة الألمانية برلين يعكفون على تطوير رذاذ للأنف كبديل للتطعيم في الذراع، وأعلنوا عن نتائج أولية واعدة ومبشرة لهذه التجارب.

وأكد التقرير أن الاكتشاف الجديد سوف يغيّر قواعد اللعبة تماماً في المستقبل، بعد أن تم استعمال ما يقرب من 12 مليار جرعة من لقاحات كورونا في جميع أنحاء العالم، والتي ساهمت في التقليل بشكل كبير من الخطر الذي يمثله الفيروس.

وأنه مع ذلك، لا تزال أبحاث اللقاح مستمرة، وخاصة أن اللقاحات التي تمت الموافقة عليها حتى الآن بها مشكلة على الرغم من أنها توفر مستوى عالياً من الحماية، لكنها لا تستبعد الإصابة أو انتقال الفيروس لأن الفيروس يمكن أن يدخل الجسم رغم التطعيمات لأنها لا تنتج مناعة دائمة.

وأشار التقرير إلى أن العلماء يأملون في اتخاذ هذه الخطوة التالية من التطعيم باستخدام رذاذ الأنف لأن له تأثيراً جيداً جداً، وأن فريق من العلماء من برلينر شاريتيه تحدثوا عن نجاح كبير لعدة تجارب أجريت على الحيوانات التي تناولت لقاحاً بالرذاذ في الأنف.

وقال العالم إيمانويل فيلر، من مركز «ماكس ديلبروك» للطب في برلين: «حققنا نتائج طيبة، ومع ذلك لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه قبل أن يتم استخدامه في البشر، وأن الدراسات السريرية حول التأثير على البشر قيد الإعداد».

حماية الرئتين

وتطرق التقرير إلى أن التطعيم الجديد الذي يحمل اسم «SCPD9» والذي تم وضعه في أنف عدد من حيوانات الهامستر، مقابل تطعيم مجموعة أخرى باللقاحات المتوفرة من فايزر وأسترازينكا، أظهر نتيجة مبهرة وهي أن التطعيم في الأنف منع انتشار الفيروس في الرئتين والمرض في الحيوانات بشكل أوضح بكثير من اللقاحات الأخرى.

ووصف عالم الفيروسات الألماني الشهير كريستيان دروستن، التطعيم في الأنف بأنه «الاكتشاف المذهل القادم في مكافحة كورونا»، لعدة أسباب منها أنه على عكس التطعيم في الذراع، فإن دفاع الغشاء المخاطي يمكن أن يمنع بالفعل امتصاص الفيروس.

وأوضحت تقارير بحثية أنه من خلال إعطاء اللقاح مباشرة في الأنف، ستتشكل أيضاً أجساماً مضادة هناك، على عكس اللقاحات المتاحة حتى الآن. وبالتالي فإن المناعة المعقمة المرغوبة ستكون في متناول اليد وعبر الرش فقط دون ألم الوخز في الذراع.

وأشارت التقارير إلى أن الحماية المناعية الجيدة للأغشية المخاطية من شأنها أن تعترض الفيروس عندما يخترق، وبالتالي ربما تمنع الأشخاص الملقحين من الإصابة ونشر الفيروس بشكل أكبر، لذلك التطعيم عن طريق رذاذ الأنف يمكن أن يكون أكثر فعالية من التطعيم عن طريق الحقن.

صعوبات التطبيق

ويواجه التطور الجديد بعض الصعوبات منها أن مناعة الغشاء المخاطي أكثر تعقيداً من المناعة الجهازية، وذلك لأن الغشاء المخاطي يضع بعض العقبات في طريق اللقاحات. هناك بروتينات تعمل كحاجز للأجسام الغريبة. إذا هبط اللقاح عليه، فسيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يخترق الغشاء المخاطي. كما أن قيمة الرقم الهيدروجيني للغشاء المخاطي تجعل هذا الأمر صعباً.

وقال الباحث بمركز أبحاث العدوي في هيلمهولتز، كاي شولتس: «إذا قمت بحقن شيء ما، فيمكنك افتراض أن 100% ستدخل الجسم، ولكن من ناحية أخرى، إذا أعطيت شيئاً من خلال الغشاء المخاطي، فسيختلف الأمر».

وأكد التقرير أنه تم نشر العمل فقط كمسودة أولية حتى الآن، ولم تتم مراجعته بعد. وقد هنأ الباحث في مجال اللقاحات ليف ساندرز، من برلينر شاريتيه، زملاءه على تويتر قائلاً: «عمل عظيم. يوفر لقاح الأنف بمفرده أو بالاشتراك مع اللقاحات الأخرى المعروفة، حماية محسّنة بشكل ملحوظ ضد الكوفيد في الهامستر».

وأشار التقرير إلى أنه من المقرر الآن تطوير لقاح sCPD9 من قبل شركة Rocketvax للتكنولوجيا الحيوية ومقرها مدينة بازل السويسرية، والتي تأسست في عام 2020. ومع ذلك، سيظل الأمر عدة أشهر قبل التجارب السريرية الأولى. كما تعمل شركة Codagenix الأمريكية على تطوير لقاح مماثل، وقد بدأت بالفعل التجارب السريرية.

من جهة أخرى، وصف تقرير لموقع «إم دي أر» الألماني أن التحديات كبيرة للغاية في تطوير رذاذ للأنف ضد كورونا، وهذا هو سبب تقدم الأبحاث ببطء. وأنه وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، هناك 8 لقاحات بخاخ للأنف قيد التجارب السريرية حالياً. وقد وصل 5 منها بالفعل إلى المرحلة الثالثة، وهو أمر بالغ الأهمية للموافقة عليه، حيث يتم اختبار اللقاح على آلاف الأشخاص.

آثار جانبية

وأشار التقرير إلى أن اللقاحات الجديدة عليها اختراق طبقات المخاط السميكة والوصول إلى الخلايا المناعية في الأغشية المخاطية، وأن هناك آثاراً جانبية خطيرة، حيث يخشى الباحثون أن قرب الغشاء المخاطي للأنف من الدماغ يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية عصبية خطيرة.

وتسبب لقاح بخاخ للأنف ضد الإنفلونزا الذي تم تطويره في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في حدوث شلل مؤقت في الوجه لدى بعض المرضى، وفقاً لتقرير نشر في مجلة «سينتفك أمريكيان».