يعقد البرلمان التونسي الجديد أولى جلساته غدا الأربعاء وسط جهود حثيثة من حركة النهضة لاستمالة المستقلين من أجل دعم ترشيح زعيمها راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان، بينما يسود الغموض موقفها من الإصرار على منصب رئيس الحكومة.
وكشف عدد من النواب المستقلين عن أن النهضة أجرت العديد من الاتصالات معهم من أجل الحصول على دعمهم في مساعيها للسيطرة على البرلمان، وقال النائب المستقل عن دائرة محافظة قفصة جنوب غرب، أحمد بالقاسم لـ"الرؤية" إن النهضة اتصلت بالعديد من النواب المستقلين، مضيفا: "عن نفسي لن أصوت لحكومة ترأسها حركة النهضة".
وفي اتصال مع "الرؤية"، قال النائب عن القائمة المستقلة "بذل وعطاء" خير الدين الزاهي: "إن المستقلين سوف لن تكون لهم قوة تفاوض حول مناصب لكنهم قوة تصويت لا يستهان بها، فالمستقلون 30 تقريبا، وعلى الرغم من أنهم ليسوا متفقين تماما، إلا أن غالبيتهم لهم انتقادات لأحزاب السلطة السابقة من بينهم النهضة وعلى هذا الأساس بنينا خطابنا الانتخابي وتم انتخابنا وسوف لن نخون أصوات جهاتنا".
من ناحية أخرى، تمسكت الأحزاب المعنية بالحكم، على غرار حركة الشعب والتيار الديمقراطي، بمواقفها الرافضة لتولي النهضة الإخوانية في حال أصرت النهضة بدورها على رئاسة الحكومة وبالإضافة لرئاسة البرلمان.
وصرح محمد العربي الجلاصي لـ"الرؤية" بأن المجلس الوطني للتيار المنعقد أمس الأحد "تدارس موقف النهضة واعتبر أن تمسكها برئاسة الحكومة يعد نوعا من المقايضة".
ويضيف "المقايضة تكمن في أن مجلس الشورى أعلن بوضوح ترشيحه للغنوشي على رأس البرلمان لكن فيما يتعلق برئاسة الحكومة فالظاهر أن النهضة اختارت الغموض في موقفها حول تطورات المفاوضات من أجل الحكومة، فهي من جهة تتمسك برئاسة الحكومة ومن جهة أخرى تصرح بأنها تريد إنجاح مسار تشكيلها على رغم رفضنا لأن يكون رئيس الحكومة نهضويا".
ولم يختلف موقف التيار الديمقراطي عن موقف حركة الشعب التي قال أمينها العام لـ"الرؤية" أن حركته تريد من النهضة ترك المناورات "التي لا طائل منها وانتهاج أسلوب واضح في التعامل".
وفيما يتعلق برئاسة البرلمان، فبعد أن أعلنت النهضة عن ترشيحها الغنوشي لرئاسة البرلمان، قالت أحزاب أخرى إنها معنية أيضا بهذا الاستحقاق، على غرار حركة الشعب التي صرح أمينها العام في لقاء إعلامي بأن حركته ستتقدم في الجلسة الافتتاحية للبرلمان الجديد بمرشحها لرئاسة البرلمان بالتنسيق مع التيار الديمقراطي.
كما أكد سليم العزابي المدير التنفيذي لحزب تحيا تونس لـ"الرؤية" أن حزبه سيترشح للمناصب الثلاثة في البرلمان وهي رئاسة البرلمان والنائب الأول والنائب الثاني.