الجمعة - 16 مايو 2025
الجمعة - 16 مايو 2025

«المنتدى الاستراتيجي العربي» يستشرف تحديات العقد المقبل سياسياً واقتصادياً

«المنتدى الاستراتيجي العربي» يستشرف تحديات العقد المقبل سياسياً واقتصادياً

جانب من جلسات المنتدى في دوراته السابقة. (ارشيفية)

تنطلق في دبي الأثنين، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، أعمال الدورة الـ12 من «المنتدى الاستراتيجي العربي»، بمشاركة مجموعة من المسؤولين والخبراء الاستراتيجيين العالميين، أبرزهم نائب رئيس الولايات المتحدة الأسبق ديك تشيني، وزير خارجية الصين الأسبق لي تشاو شينغ، رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني الأسبق مروان المعشر.

وتحمل نسخة هذا العام من المنتدى العربي أهمية خاصة نظراً لانعقادها بهدف استشراف تحديات وتوقعات العقد القادم 2020 - 2030 على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية خلال السنوات العشر المقبلة، وتأثيرات أحداثها على العلاقات بين الدول.

وبالتزامن مع انطلاق أعماله، يصدر المنتدى الاستراتيجي العربي 3 تقارير بعناوين: «العالم في 2030 - اتجاهات وتحولات وفرص وتحديات»، «11 سؤالاً للعقد القادم» و«المسجد والدولة: كيف يرى العرب العقد المقبل».


منصة عالمية


أكد وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس المنتدى الاستراتيجي العربي محمد بن عبدالله القرقاوي أن الدورة الحالية ترسخ مكانة المنتدى عالمياً وإقليمياً كمنصة مفتوحة وخلاقة لتبادل الأفكار والرؤى بين نخبة المفكرين والخبراء ومستشرفي المستقبل العالميين، كما يواصل ترسيخ دوره كملتقى إقليمي ودولي يسهم في تصور وتوقع أبرز الأحداث والتحولات التي يشهدها العالم عبر قراءة متعمقة لمؤشراتها وإحداثياتها المختلفة والتعاطي معها بإيجابية.

وأوضح أن المنتدى الاستراتيجي العربي يترجم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الخاصة باستشراف المستقبل على أسس علمية دقيقة للمساهمة في صناعته.

وقال إن المنتدى هذا العام وسع النطاق الزمني لاستشراف المستقبل ليركز على العقد المقبل (2020 - 2030) بأكمله، وهو ما يمنحه أهمية خاصة في ظل تسارع الأحداث والتغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة والعالم خلال السنوات الأخيرة، مشدداً على أهمية نسخة هذا العام من المنتدى ومخرجاتها وتوصياتها في استباق التحديات المتوقعة واستطلاع الفرص ورصد المخاطر وأخذ الاحتياطات اللازمة لمواصلة مسارات التنمية وتسريع وتيرتها خلال السنوات العشر المقبلة.

وأشار إلى أن المنتدى يواصل للدورة الـ12 على التوالي العمل على توفير الرؤى والمعلومات والتوصيات من خلال أفضل الخبراء العالميين لاستشراف المستقبل اقتصادياً وسياسياً حتى يتسنى للمهتمين وصناع القرار وضع خطط عمل واقعية وسياسات حديثة مرنة تتخطى التحديات وتحولها إلى فرص.

استشراف 10 سنوات

بالتزامن مع انطلاق دورته الـ12، أصدر المنتدى الاستراتيجي العربي 3 تقارير مهمة لاستشراف السنوات العشر المقبلة، إذ يطرح تقرير «العالم في 2030 - اتجاهات وتحولات وفرص وتحديات» والمعد بالتعاون مع FutureWorld Foundation بعض أبرز الأحداث العالمية المتوقعة في السنوات المقبلة، ومنها تعرض النظام العالمي الحالي ومؤسساته الرئيسة - الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية - لضغوط كبيرة طوال العقد المقبل وظهور انخفاض ملحوظ في الأهمية النسبية لمجموعة السبع G7 (المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا، اليابان، فرنسا، كندا وإيطاليا) كقوة تحدد معايير الاقتصاد العالمي وتحول القوة الاقتصادية العالمية للاقتصادات السبع الكبرى الصاعدة E7 ومن بينها الصين والهند والبرازيل وروسيا وإندونيسيا واحتدام المنافسة في منطقة الشرق الأوسط على الموارد الشحيحة نتيجة للتغيرات المناخية.

وبالتعاون مع Good Judgment Inc، المؤسسة الأكثر دقة في العالم في التنبؤات الجيوسياسية والاقتصادية، أطلق المنتدى تقرير «11 سؤالاً للعقد القادم» ليجيب من خلاله عن أبرز الأسئلة المطروحة خلال الفترة المقبلة، ويتوقع استمرار استخدام النفط ما دام موجوداً بالرغم من التوجه العالمي نحو الطاقة المتجددة.

ويناقش تقرير «المسجد والدولة: كيف يرى العرب العقد المقبل؟»، المعد بالتعاون مع Arab News حالة الإسلام السياسي في المنطقة.

ويأتي إطلاق هذه التقارير بمشاركة أكاديميين وإعلاميين وباحثين متخصصين تعزيزاً لمكانة المنتدى الاستراتيجي العربي كمنصة معرفية ومصدر دائم للمعلومات للمهتمين على مدار العام، إذ يعتمد المنتدى على شراكاته الإعلامية الواسعة ويعمل مع نخبة من الخبراء حول العالم وأفضل مراكز البحوث العالمية لتحقيق تلك الغاية.

جلسات مكثفة

بهدف تقديم تصورات مستقبلية مبنية على المعطيات والمؤشرات الراهنة لتضع في متناول صنّاع القرار قراءات دقيقة يمكن الاستناد إليها، تتضمن نسخة هذا العام من المنتدى 6 جلسات حوارية ومحاضرتين ضمن جدول أعماله الحافل الذي يتواصل على مدى يوم كامل.

وتتضمن الأجندة جلسة بعنوان «أبرز 5 مخاطر - 2020» يلقيها نيك آلان المدير التنفيذي لشركة «كونترول ريسكس»، ويناقش فيها المخاطر السياسية والأمنية العالمية المحتملة والواقع الجديد لعام 2020، لمساعدة المؤسسات العامة والخاصة على تحديد التطورات الاقتصادية والسياسية الكبرى التي يمكن أن تؤثر على قراراتها في العام المقبل، كما سيتم إطلاق خارطة الطريق حول المخاطر العالمية المتوقعة في العام القادم، الخاصة بـ«كونترول ريسكس» لعام 2020 خلال المنتدى.

ويتحدث نائب رئيس مؤسسة مستقبل العالم شون كليري في جلسة بعنوان «العالم في 2030» عن التحولات والتطورات والاتجاهات الرئيسة التي من المحتمل أن تظهر على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال العقد المقبل.

وبشكل عام، ستركز جميع فعاليات النسخة الـ12 للمنتدى على الأحداث التي ستشكل مستقبل المنطقة والعالم خلال السنوات العشر المقبلة.

مستقبل الأسلمة

يتحدث في جلسة «مستقبل الأسلمة خلال العقد القادم» كل من عمر سيف غباش مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية ومؤلف كتاب «رسائل إلى شاب مسلم»، والخبير والكاتب البريطاني إد حسين مؤسس منظمة «كويليام» لمكافحة التطرف ومؤلف كتاب «الإسلامي»، ويديرها فيصل عباس رئيس تحرير «عرب نيوز» وتتناول التوقعات الخاصة بالإسلام السياسي خلال السنوات العشر المقبلة.

العالم اقتصادياً

تستضيف جلسة «هل العالم مقبل على أزمة اقتصادية عالمية؟» الخبير الاقتصادي العالمي الدكتور فيكرام مانشاراماني، المحاضر بجامعة هارفارد ومؤلف كتاب «بومبستولوجي: اكتشاف الفقاعات المالية قبل انفجارها»، ليحلل فيها جميع وجهات النظر حول احتمالات وقوع كساد اقتصادي عالمي مع بدء العقد الجديد، ومن أين سيندلع حال وقوعه وما هي الدول التي ستتأثر به وكيفية الخروج منه، كما سيجيب عن التساؤلات حول إمكانية وقوع مزيد من فترات الكساد على مستوى العالم في الأعوام المقبلة والإصلاحات الاقتصادية المقترحة لتجنبها، وستدير الجلسة هادلي جامبل، مذيعة قناة «سي أن بي سي».

الاقتصاد العربي

تناقش جلسة «التحولات الاقتصادية العربية خلال العقد القادم» إمكانية تحقيق قفزات نوعية في واقع الاقتصاد العربي مع وجود رؤى اقتصادية جديدة، ودور النفط والغاز في المستقبل الاقتصادي للمنطقة في ظل الاتجاهات العالمية للطاقة، ومستقبل البطالة والمديونية في دول المنطقة وأثرها على الاستقرار السياسي، ومستقبل ريادة الأعمال والقطاع الخاص كشريك في دفع عجلة التنمية ومواجهة التحديات الاقتصادية، ويتحدث فيها كل من المدير العام ورئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي، وعضو المجلس الاستشاري الدولي للمجلس الأطلسي ألان بجاني، ورئيس الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية الدكتور عبدالمنعم سعيد، وخبير النفط العالمي وأستاذ اقتصاد النفط والطاقة في كلية ESCP الأوروبية لرجال الأعمال في لندن الدكتور ممدوح سلامة، وتديرها زينة صوفان مذيعة تلفزيون دبي.

موازين القوة

يستضيف المنتدى في جلسة حوارية بعنوان «سباق القوة والتأثير في المنطقة خلال العقد القادم: دول الخليج، إيران، تركيا، روسيا» 4 خبراء لاستكشاف ديناميكيات التفاعل بين القوى الإقليمية الرئيسة الأربع في الشرق الأوسط، وهم الدكتورة المستشارة في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية إلينا سوبونينا، والخبير في الشؤون الإيرانية والزميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي كريم سجادبور، ورئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة الشرق الأوسط التقنية ونائب مدير معهد السياسة الخارجية في أنقرة حسين باقجي، ومؤسّس ورئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر، وتدير الجلسة بيكي أندرسون مذيعة قناة «سي أن أن».