وقال ديك تشيني في كلمته بالجلسة الختامية للمنتدى الاستراتيجي العربي، إن "الإمارات تشكل نموذجاً ملهما لدول المنطقة والشرق الأوسط بما تشهده من تطورات في جميع القطاعات والمجالات".
وأضاف تشيني خلال مشاركته في المنتدى اليوم الاثنين "أنا شاهد على هذا التطور الكبير الذي تشهده دولة الإمارات، حيث زرتها في عام 1990، وأزورها مجدداً هذا العام، وبعد نحو 29 عاماً ولأشهد هذا التطور الكبير، لدولة الإمارات التي تقدم بشكل متواصل ما يعزز ريادتها في المنطقة في كثير من المجالات".
وأشاد ديك تشيني بالرؤية بعيدة المدى التي تحلى بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، موضحاً أنه كان يمتلك رؤية سديدة وبعيدة المدى أسهمت في بناء دولة حديثة ومتطورة ولها مكانة مميزة في المنطقة.
وأضاف تشيني: "خلال مسيرتي المهنية تعاملت مع الكثير من الشخصيات المميزة في الشرق الأوسط، والتي تمت عبرها المحافظة على علاقاتنا الاستراتيجية من حلفائنا وأصدقائنا في المنطقة، وبالعودة إلى عام 1990 وفي حرب الخليج الأولى، فقد زرت المنطقة والتقيت بالأصدقاء وتم خلالها تحقيق التنسيق والتعاون.
وبيّن تشيني أن النجاحات التي تحققت في حرب الخليج الأولى كانت بفضل العلاقات المميزة وطويلة المدى، والثقة المتبادلة التي تعمل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل دائم على بنائها مع شركائها وحلفائها، حيث إنها تحرص على تقديم الدعم لحلفائها الإقليميين لخدمتهم والمساهمة في مساعدتهم على تحقيق التطور لمجتمعاتهم.
وأكد تشيني أنه بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 برزت أهمية تعزيز التنسيق والتعاون مع المنطقة لتحقيق الاستقرار، منوهاً بأنه تم العمل على إسقاط النظام الدكتاتوري لنظام صدام حسين والعمل على تقديم الدعم للشعب العراقي بعد فشل الحلول السياسية مع ذلك النظام الذي شكل تهديداً للمنطقة.
وشدد تشيني على الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في بناء علاقات استراتيجية مع شركائها في المنطقة والعالم، حيث إنها تعمل على تقديم الدعم والحماية لحلفائها، وفي الوقت ذاته تعمل على حماية مصالحها، والتي تقوم على علاقات مشتركة تقوم على تقوية العمل الأمني وتؤسس للحرية والاستقرار والتقدم في المنطقة والشرق الأوسط.
وقال تشيني: "لهذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم على تقديم الالتزامات ودعم حلفائها في المنطقة وبما يسهم في تعزيز العمل المستقبلي ومواجهة التهديدات، ومن هنا فإنه لا بد من العمل المشترك لمواجهة المخاطر، وأن نكون حذرين ومتيقظين لأية مشكلات في المنطقة لأن تجاهلها سيفتح باباً للكثير من المشاكل، والتي قد تقود إلى نتائج كارثية على المنطقة.
وأشار إلى أن وجود داعش في المنطقة كان من أكثر التهديدات لأمنها واستقرارها ومن هنا كان لا بد من العمل على القضاء على هذا التنظيم الإرهابي وقياداته، حيث إن عدم التصدي لخطر داعش سيقود إلى تضخم التهديدات التي سيشكلها التنظيم في مختلف دول العالم.
وبيّن أن التهديدات الحالية التي تمر بها المنطقة هي إيران، ولا سيما مع سعيها للحصول على الأسلحة النووية والحصول على منظومات أسلحة متطورة ستمكنها من ممارسة المزيد من الضغط والاستبداد والقمع لشعبها.
وقال تشيني: "إن اللحظة الصحيحة في العلاقة مع إيران بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية هي إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التخلي عن الاتفاقية النووية والتمسك بالمتطلبات الخاصة بإعلان توقف إيران عن دعم الجماعات الإرهابية.
وشدد تشيني على أنه لإيجاد أمن واستقرار في المنطقة فإن النظام الإيراني مدعو لتغيير مساره، وهو الأمر المستبعد أن يتم، ولا سيما مع شراء إيران مؤخراً أسلحة من روسيا، وهو ما سيدفعها إلى مزيد من العنف.