الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«القبائل» تتجه لمقاطعة تامة لانتخابات الرئاسة الجزائرية

«القبائل» تتجه لمقاطعة تامة لانتخابات الرئاسة الجزائرية

مظاهرة رافضة للانتخابات الرئاسية في الجزائر. (رويترز)

شهدت تيزي وزو، كبرى مدن منطقة القبائل شرق الجزائر العاصمة، حملة مناهضة للانتخابات الرئاسية المقررة يوم الخميس، إذ خلا وسط المدينة من أي أثر لملصقات أو لوحات إعلانية للانتخابات التي خرجت حشود أعربت عن رفضها لها في جميع أنحاء الجزائر.

في مقابل ذلك امتلأت جدران المدينة الرئيسة في منطقة القبائل بدعوات لإضراب عام لقي استجابة واسعة، فيما يدل على التعبئة الكبيرة ضد الانتخابات الرئاسية في المنطقة الناطقة باللغة الأمازيغية، والمعارضة تاريخياً للسلطة، وحيث نسبة المشاركة في الانتخابات ضعيفة عادة.

وأمام مقر الدائرة، وهي الهيئة الحكومية التي تضم عدة بلديات، تجمع مئات المتظاهرين الرافضين للانتخابات.


منذ بداية الحملة الانتخابية في 17 نوفمبر الماضي، قام المتظاهرون ببناء جدران على مداخل كل الدوائر الـ21 في ولاية تيزي وزو، على اعتبار أن كل وسائل تنظيم الانتخابات من صناديق وبطاقات مخزنة هناك.


وخلال الأسابيع الثلاثة للحملة التي انتهت يوم الأحد، لم يزر أي من المرشحين الخمسة تيزي وزو أو بجاية، المدينة الثانية في منطقة القبائل.

ويوم الأحد، وعلى بعد بضع مئات من الأمتار من مقر الدائرة، حيث انتشرت قوات الشرطة التي اعتمر عناصرها الخوذ وتسلحوا بالدروع، تقدم العشرات من الشباب يحملون الطوب الآجر وأكياس الإسمنت في صف واحد نحو مدخل المبنى.

وتحت تأثير الأعداد المتزايدة من المتظاهرين، انسحب رجال الشرطة، وعلت هتافات الفرح من الشباب الذين التفوا حولهم 3 ساعات.

وهتف المحتجون «جزائر حرة.. ديمقراطية» بعد بناء جدار من الطوب الآجر أقفل الباب تماماً وكتب أعلاه مجموعة من الشباب بالأمازيغية «لا للانتخابات».

ورفع المتظاهرون الأعلام الجزائرية والراية الأمازيغية التي منع الجيش حملها خلال تظاهرات الحراك الشعبي ضد النظام في كل مناطق الجزائر منذ 22 فبراير الماضي، ولا يزال مستمراً تحت شعار رفض الانتخابات الرئاسية.

ومع انطلاق الحملة المضادة للانتخابات، أصبح الآجر العنصر المفضل لسكان المنطقة. وعلى فيسبوك، وضع العديد من الأشخاص صورة طوبة آجر على صفحته كُتب عليها «ورقة التصويت».

ويشكل الأمازيغ ربع عدد سكان الجزائر، أي 10 ملايين نسمة، يتحدثون الأمازيغية كلغتهم الأم لكنهم يتعلمون في المدارس العربية التي ظلت اللغة الرسمية الوحيدة قبل أن يتم تعديل الدستور في 2016 لتصبح الأمازيغية أيضاً لغة رسمية.

ولكن قبل ذلك كانت السلطة ترفض أي اعتراف بالهوية الأمازيغية، بل قمعت كل من طالب بها، على أساس أن الجزائر دولة عربية فقط.