حذرت صحيفة ذا غارديان البريطانية من أن هتافات المشجعين في بطولة كأس العالم للأندية التي تنطلق اليوم في الدوحة لن تخفي الجانب المظلم لمعاناة آلاف العمال ومقتل المئات منهم أثناء العمل في المنشآت الرياضية في قطر استعداداً لهذه البطولة ومونديال 2022.
ونبهت الصحيفة البريطانية مشجعي ليفربول الإنجليزي، الذين من المتوقع أن يذهبوا إلى قطر لتشجيع فريقهم في البطولة، إلى أنهم سيجلسون في استاد شيد على حساب معاناة آلاف العمال من دول فقيرة. وحذرت اللاعبين من أنهم سيركضون في ملاعب شيدت على دماء الفقراء.
وقالت الصحيفة إن الجماهير الإنجليزية على مقاعد ملعب خليفة الدولي بالدوحة، حيث يلعب ليفربول أولى مبارياته، لن يدركوا أن عشرات العمال الذين أسهموا في تشييد هذا الملعب تم تسكينهم في أماكن قذرة شديدة الازدحام.
وتابعت أنه لن تكون هناك إعلانات لإبلاغ الجماهير أن هؤلاء العمال تقاضوا أجراً أقل مما وعدوا به، فيما تم احتجاز جوازات سفرهم حتى لا يمكنهم ترك الوظيفة أو مغادرة الإمارة الخليجية الغنية، ما دفعهم للعمل الإجباري الذي يعد شكلاً جديداً من العبودية، بحسب وصف منظمة العفو الدولية.
وقالت الصحيفة "مع النظر إلى أقواس الملعب الشاهقة، لن يكون هناك وقت لتذكر عامل البناء الإنجليزي زاك كوكس الذي سقط ميتاً في هذا الملعب عام 2017.
وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يوم السبت أن ملعب المدينة التعليمية المقر الأصلي لمباراة ليفربول يوم 18 ديسمبر، ليس جاهزاً للمباراة.
لكن هناك قصة أخرى حول هذا الملعب، تدور حول الموت واللامبالاة على أعلى المستويات في هذه الرياضة.
وأشارت الصحيفة إلى مأساة العامل النيبالي رابتشاندرا رومبا (24 عاماً)، الذي توفي نتيجة تعرضه لأزمة تنفس في معسكر للعمال على ضواحي العاصمة القطرية الدوحة، التي نشرتها الغارديان في شهر يونيو الماضي، حيث كان يعمل في ملعب المدينة التعليمية. وقالت الصحيفة إن زوجة العامل المكلومة لم تحصل حتى الآن على تعويض من الشركة القطرية.
تواصلت ذا غارديان مع المدير التنفيذي لنادي ليفربول، بيتر مور، والذي قال "ندعم فكرة التحقيق في أي حالة وفاة غير متوقعة، وأن العائلات المكلومة يجب أن تتلقى العدالة التي تستحقها".
لم تكن تلك حالة الوفاة الوحيدة خلال عمليات بناء ملاعب كأس العالم، فقد مات 11 عاملاً خلال عام 2018 فقط. ومن بين الوفيات جاء الحديث الرسمي من قطر أن 10 حالات كانت غير مرتبطة بظروف العمال، وتم إرجاعها إلى توقف القلب المفاجئ، أو فشل في التنفس.
وتواصلت الصحيفة خلال العام الماضي مع عائلات 5 عمال لقوا مصرعهم في قطر، وبينهم رومبا. وقالت عائلتان إنهما لم تتلقيا أي تعويضات من قطر، فيما تلقت 3 أسر تعويضات بعد نشر الصحيفة البريطانية تقريرها عنهم العام الماضي.
وتكشف البيانات الحكومية من الهند ونيبال وبنغلاديش عن وفاة ما لا يقل عن 1025 عاملاً من نيبال في قطر بين عامي 2012 و2017 منهم 676 لأسباب تعتبر "طبيعية". وفي عام 2018، توفي 149 عاملاً من بنغلاديش، مع 107 حالات وفاة تم تصنيفها على أنها "طبيعية". بين عامي 2012 وأغسطس 2018، توفي 1678 عاملاً هندياً. من هذه الوفيات، تم وصف 1345 حالة "طبيعية" - بمعدل 4 في الأسبوع.