نفى المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك وجود مكاتب لحركة «حماس» و ميليشيات «حزب الله» اللبناني في الخرطوم.
وكانت مواقع إعلامية غربية (تدعمها قطر) قالت إن السودان سوف يغلق مكاتب «حماس» و «حزب الله» كجزء من جهوده لإعادة بناء العلاقات مع الولايات المتحدة ورفع العقوبات.
وادعت المواقع أنه وبحسب مصادر حكومية مقربة، ستعلن حكومة رئيس الوزراء السوداني في وقت قريب عن الإجراء ضد الجماعتين اللتين تعتبرهما أمريكا منظمات إرهابية.
ونفى المسؤول الإعلامي بمجلس الوزراء السوداني البراق النذير وجود مكتب «حماس» و «حزب الله» بالخرطوم، موضحاً لـ«الرؤية» أن الحكومة الانتقالية لا تتعامل مع الحزبين ولا وجود لهما في الخرطوم أساساً!
ورأى مسؤولون حكوميون ومراقبون ومحللون أن نشر الخبر في هذا التوقيت وراءه جهات تريد أن تخلق بلبلة داخلية وخارجية للحكومة الانتقالية، «فاذا نفت الخبر أوقعت بينها والولايات المتحدة، واذا اثبتته أظهرها ذلك وكأنها تعادي العرب» وفقاً لمسؤول إعلامي بمكتب رئيس الوزراء.
وتعذر الوصول الى الناطق الرسمي للحكومة الانتقالية السودانية ووزير الاعلام فيصل محمد صالح نسبة لوجوده خارج البلاد، وقال مدير مكتب وزير الإعلام معاوية العمدة لـ«الرؤية» إنه حاول الوصول إلية عدة مرات خلال اليوم إلا أنه لم يستجيب.
وقال الصحفي السوداني المهتم بالجماعات الإسلامية الهادي محمد الأمين لـ«الرؤية» إنه يستبعد أن يكون لحركة حماس مكاتب في السودان، واستدرك «ربما كان يوجد لهم نشاط خفي ولكن قطعاً ليس وجود فعلي على أرض الواقع كما كان يمارس سابقاً قبل قطع العلاقة بين الخرطوم وطهران».
وأضاف الهادي أن الواقع السوداني الحالي والظروف غير مناسبة لاستمرار وجود مكاتب لحماس في العلن خاصة وأن من يديرون تلك المكاتب أغلبهم رجال مخابرات بعضهم يتبع للحرس الثوري الإيراني، وبالتالي فهم يستشعرون التغيير الذي جرى في السودان، وبالتالي المناخ بات غير مواتي لهم بالبقاء والاستمرار وانتظار الحكومة الجديدة حتى تصدر قراراً بإغلاق مكاتبهم.
من جهته، أكد رئيس تحرير موقع «رياح نيوز» المختص في شؤون الإرهاب الهضيبي ياسين، لـ«الرؤية» أن حركة حماس كانت تدير أعمالها في السودان بواسطة مجموعة كبيرة من المنظمات في طابعها إنساني لكنها واجهة وجزء من أزرع التنظيمات الإسلامية لتوفير ريع اقتصادي يدعم ما يسمى بـ«حركات المقاومة الإسلامية» في كل العالم بالتركيز على دعم حماس.
وقال إن العديد من المنظمات تم تسجيلها في السودان بناءً على الرابط بين النظام السابق في الخرطوم وعلاقته العقائدية مع التنظيمات الإسلامية العالمية، سواء في بورما أو فلسطين.
بدوره، توقع استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين مصعب محمد علي، أن يعمل السودان على فك الارتباط الذي أوقعه فيه نظام الرئيس المعزول عمر البشير بحركات الإسلام السياسي، مشيراً إلى أنه لم يستبعد إغلاق السُلطات لمراكز تابعة لحركة «حماس» و«حزب الله».
وقال علي لـ«الرؤية» إن التسريبات جاءت بعد زيارة قام بها رئيس الوزراء السوداني إلى الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً، لافتاً إلى أن احدى شروط الإدارة الأمريكية لرفع اسم السودان من قائمة الدولة الراعية للإرهاب فك الارتباط بحركات الإسلام السياسي.
وأضاف أن موقف السودان من القضية الفلسطينية سيظل ثابتًا، بدعم حل النزاع عبر المفاوضات، دون أن يدعم طرف على حساب طرف آخر من أطراف الفرقاء الفلسطينين.