واصل الجيش السوري عملياته في مناطق جنوب شرق إدلب بعد تمكنه من السيطرة على 35 قرية ومزرعة، ليصبح على مسافة 7 كم من مدينة معرَّة النعمان ذات الأهمية الاستراتيجية جنوب إدلب.
وأجبرت العملية العسكرية التي شنها الجيش السوري بدعم من روسيا، الفصائل المسلحة وعناصر هيئة تحرير الشام في المنطقة على التراجع، حيث لم تستطع الصمود أمام الهجوم العنيف والمتواصل من قبل الجيش السوري، ووسط خلافات وتبادل الاتهامات بين الفصائل المسلحة المدعومة من الخارج بالتخلي عن بعضها في المعركة.
وبحسب مصدر عسكري مما يسمى بـ"الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة لما يسمى "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا في جنوب إدلب، فإن سبب التقهقر السريع للفصائل المسلحة يعود إلى انهيار خطوط الدفاع الأولى نتيجة تركيز القصف الجوي عليها بشكل دقيق وخاصة من الطيران الحربي الروسي، وكذلك كون المعركة في منطقة سهلية يصعِّب معها التحصين السريع".
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته في تصريحات لـ"الرؤية": "إن الجيش السوري عمد إلى تكثيف عمليات الاقتحام ليلاً ونهاراً مستفيداً من انهيار خطوط دفاع الفصائل والحالة النفسية لها، وكذلك الكثافة النارية الهائلة التي تساندها وتمهد لها باستمرار".
وقال إن الجيش السوري نجح في فرض سيطرته بالقصف المكثف والحشد الكبير منذ عدة أيام، وإن الفصائل لم تكن مستعدة بشكل كافٍ لمواجهة هذه الحملة الضخمة للجيش السوري والدعم الروسي الكبير والذي تم التجهيز له في بلدة سنجار شرق مدينة معرَّة النعمان".
وقال المصدر إن الفصائل تعرضت لضربات كبيرة خلال الأيام الماضية بسبب افتقار الدعم التركي واستلام فيلق الشام المرتبط بتركيا كامل عمليات التسليح والإمداد، وهو الفيلق الذي لم يشارك في المعارك الأخيرة، ما دفع الوحدات المدافعة للاعتماد على مخزونها من السلاح، وبدا واضحاً ضعف ردها وعدم قدرتها على مواجهة عمليات الجيش السوري.
وأوضح المصدر العسكري ذاته، أن العمليات العسكرية الحالية هي تطبيق لاتفاق سوتشي 2018 بالقوة، حيث تسير العمليات ضمن حدود المنطقة منزوعة السلاح المفترضة ضمن هذا الاتفاق، والتي تقضي بأن تكون مسافة من 15 ـ 20 كم، خالية من السلاح الثقيل والعناصر الإرهابية المقصودة هنا "هيئة تحرير الشام" وبعض التشكيلات التي تتبع القاعدة، ومنها تنظيم "حراس الدين"، واللافت في الأمر أن هيئة تحرير الشام لم تستخدم السلاح الثقيل، ولم تشارك بثقلها العسكري في هذه المعارك".
ونقل عن أبومحمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام في اجتماعه مع بعض قادة الفصائل المسلحة في إدلب قوله "لن نخوض معارك استنزاف تضعف الهيئة"، وطالب باقي الفصائل بأن تتولى هي مسؤولية الدفاع عن ريفي إدلب الجنوبي والشرقي.
ويشن الجيش السوري عملياته وعينه صوب مدينة معرة النعمان ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة جنوب إدلب، حيث تمكنه السيطرة عليها من تثبيت نفوذه على 25 كم حتى مدينة خان شيخون جنوباً، بحسب الناشط الإعلامي إبراهيم أبوأحمد من جنوب إدلب في حديثه لـ"الرؤية."
وأضاف أبوأحمد بأن معرة النعمان ليست الهدف الوحيد للجيش السوري ضمن الحملة الحالية، بل إنه يسعى لاستعادة السيطرة على كامل مناطق شرق البلاد وصولاً إلى ريف حلب الغربي، وتعتبر المعرة المدخل لتحقيق هذا الهدف، وفي حال دخول قوات النظام إلى المدينة، فسوف تجبر قوات المعارضة على الدخول في جيب ضيق يسهِّل عليها لاحقاً محاصرته.