تنتشر في محيط محافظة إدلب عدة ميليشيات تابعة لإيران، في ريفي حلب الجنوبي والغربي، وبعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني عمدت هذه الميليشيات إلى الاستنفار وزادت تحركاتها في المنطقة، وذلك بعد استقدامها تعزيزات عسكرية من شرق سوريا تزامنت مع زيارة سليماني لسوريا قبل مقتله بيوم واحد.
وأفاد «الرؤية» مصدر عسكري معارض، بأن الميليشيات التابعة لإيران ومنها حزب الله السوري والعراقي وعناصر سوريين تابعين لفيلق القدس، تعمل منذ يومين على إعادة توزيع عناصرها في منطقة الكليات العسكرية الواقعة بالطرف الغربي من مدينة حلب، باتجاه مناطق باشكوي وحندرات غرب حلب والحاضر جنوبها.
وتهدف الميليشيات من وراء هذه التحركات إلى تفادي تجمع القوات في مكان واحد، وتوزيعها على عدة نقاط خارج مدينة حلب وبالقرب من نقاط التماس مع فصائل المعارضة، وذلك تحسباً لأي ضربة أمريكية محتملة في ظل التوتر بين واشنطن وطهران بعد مقتل سليماني.
وبحسب المصدر، أحدث موت سليماني إرباكاً واضحاً في تحركات هذه الميليشيات التي كانت تخطط للمشاركة في معارك إدلب.
ودفع مقتل سليماني، القائد الفعلي للميليشيات الإيرانية خارج إيران والصندوق الأسود للمخططات الإيرانية للتغلغل في البلاد العربية، الميليشيات في سوريا إلى تأجيل العمل العسكري الذي كانت تخطط له باتجاه مدينة سراقب شرق إدلب بـ20 كم، انطلاقاً من مواقعها جنوب حلب.
وتتمركز الميليشيات الإيرانية في عدة مناطق على تخوم مدينة حلب، أهمها يقع جنوباً في منطقة سد شغيلية وقرية البراغيثي ومطار أبوالضهور العسكري وبلدة الحاضر بنحو 40 كم، ومنطقة الكليات العسكرية، وغرب حلب في مناطق باشكوي وحندرات، امتداداً إلى بلدتي نبل والزهراء 30 كم تقريباً شمال غرب حلب، المعقل الأساسي لميليشيات حزب الله السوري.
وكان للميليشيات الإيرانية ـ وأهمها لواء فاطميون الأفغاني ـ الدور الأساسي في فك الحصار الذي كانت تفرضه فصائل المعارضة على هاتين البلدتين «نبل والزهراء الشيعيتين» في فبراير 2016 بحسب المصدر نفسه.
وأوضح الناشط أحمد العلي من جنوب حلب في حديث مع «الرؤية» أن تحركات الميليشيات الإيرانية على تخوم حلب، وأهمها استقدام أكثر من 250 عنصراً من أماكن تمركز الميليشيات في محيط مدينة البوكمال شرق سوريا، وكذلك نقل الفرقة الرابعة في الجيش السوري والمعروفة بعلاقاتها مع إيران من منطقة مرتفعات كبانة شمال اللاذقية إلى نقاط التماس مع المعارضة جنوب وغرب حلب نهاية العام الماضي، يشير إلى نية الميليشيات للمشاركة في معارك إدلب.
ولم تشارك الميليشيات الإيرانية سابقاً في معارك إدلب منذ عام 2016 بعد إخراج المعارضة من أحياء حلب الشرقية، إلا أنها في الآونة الأخيرة تسعى لإيجاد موطئ قدم لها لتتوسع غرباً وتوسع من نطاق سيطرتها، وتثبت نفسها كطرف فاعل لديه مصالح وتشكيلات عسكرية يشرف عليها ضباط من فيلق القدس في المنطقة، وفي هذه المناطق تحافظ إيران على ضمان تواجد لها شمال سوريا.
كعادتها تستخدم إيران أذرعها لتنفيذ مخططاتها وأطماعها في البلاد العربية، وبمقتل قاسم سليماني مهندس التدخل الإيراني، وجدت هذه الأذرع نفسها سواء في سوريا أو في العراق مضطرة إلى إعادة حساباتها وأخذ احتياطاتها من أي رد أمريكي محتمل في حال تأزم الوضع أكثر مع واشنطن.