2020-01-15
«كانت تعز عاصمةً للثقافة اليمنية، وظلت بهذا الاسم مفخرة المدن اليمنية، لكنها اليوم تحولت إلى مدينة للموت، سيطر عليها الإخوان فأحالوها إلى مدينة تفوح منها رائحة الدم وتحكمها العصابات والميليشيات»، هذا ما قاله يونس محمد، أحد سكان تعز، بعدما فر إلى عدن إثر تلقيه تهديداً بالتصفية من قبل عصابة تابعة لحزب الإصلاح لأنه كتب على مواقع التواصل الاجتماعي حول قضايا الاغتيال وإعدام السجناء والجرحى.
اختار يونس إزالة حسابه في فيسبوك خشية إيذاء أقاربه المتواجدين في تعز، فالإصلاح، كما أكد لـ«الرؤية» «وصل إلى حد إعدام الجرحى بالمستشفيات ومعتقلين قُصّر عُذبوا في سجونه حتى فارقوا الحياة، وظلت كثير من هذه القضايا طي الكتمان كون أهالي الضحايا تلقوا تهديدات إن هم أذاعوا الحوادث على الناس».
إعدام جرحى
ومنذ سيطرة ميليشيات الإصلاح على تعز وبسط نفوذها الكلي على المدينة في أبريل 2019، أُعدم نحو 16 جريحاً في مستشفيات المدينة التي نقلوا إليها على إثر إصابتهم خلال قتالهم ميليشيات الحوثي.
وقال مصدر مسؤول في مستشفى الثورة العام بالمدينة الذي يستقبل أغلب جرحى الحرب، إن 5 حالات إعدام لجرحى حدثت في المستشفى على أيدي مسلحين تابعين لحزب الإصلاح، في ظروف غامضة رفضت قوات الأمن والشرطة التحقيق فيها أو إطلاع الرأي العام عليها، بينما توزعت 11 حالة إعدام على باقي مستشفيات المدينة.
وقُتل أحد المرضى في المستشفى منذ يومين على أيدي مسلحين يتبعون اللواء 170دفاع جوي التابع لقوات حزب الإصلاح، حيث أكد بيان صادر عن منظمة أطباء بلا حدود الثلاثاء، مقتل «مريض في غرفة طوارئ مستشفى الثورة العام المدعوم من قبل منظمة أطباء بلا حدود في مدينة تعز، إذ اقتحم مسلحون غرفة طوارئ المستشفى وقاموا بإطلاق النار وقتلوا مريضاً».
وأشارت المنظمة في بيانها إلى حدوث «عدة عمليات اقتحام مسلحة لمستشفى الثورة على مدار الـ12 شهراً الماضية، متجاهلة الدعوات المتكررة لاحترام المساحات الإنسانية».
ترويع النساء
وبالتزامن مع الحادثة، حاصر مسلحون يتبعون الإصلاح صالة للأفراح في المدينة، لعدة ساعات، وقبلت العصابة لاحقاً فك الحصار لقاء مبلغ مالي كان بمثابة «فدية» للإفراج عن النساء اللاتي كنّ يحتفلن في الصالة.
وقالت راوية، إحدى اللاتي مكثن في الصالة المحاصرة، إن المسلحين أطلقوا النيران على الأجزاء العلوية من الصالة ما أدى إلى سقوط لمبات الإضاءة على رؤوس بعض النساء، وإصابة 4 منهن بجروح.
وأضافت في حديثها لـ«الرؤية» أن العديد من النساء أغمي عليهن، في حين قالت مصادر مطلعة إن شخصاً قتل، وأصيب اثنان آخران بنيران المسلحين، إذ كانوا يتواجدون بمقربة من صالة الأفراح وأطلقت عليهم النيران بشكلٍ مباشر، بينما رفضت قوات الأمن التي يقودها منصور الأكحلي - أحد أبرز قادة الإصلاح - التدخل لمساعدة النساء وإنصاف الضحايا.
إعدام سجناء
وفي ظل سيطرة الإصلاح على المؤسستين الأمنية والعسكرية في تعز، وتحويل المحافظة إلى ما يشبه إمارة إسلامية تابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، أضحت حالات الإعدامات في السجون العسكرية سائدة، وتكررت لأكثر من مرة.
ومع وفاة الشاب أيمن الوهباني في سجن تابع لقيادة محور تعز بالتعذيب، نشط ملف الإعدامات في السجون مرة أخرى، لكن الآن بإشراف مباشر من خالد فاضل، أكبر قائد عسكري في محافظة تعز والذي يدير سجن المحور حيث قتل الوهباني.
وخلال ثلاثة أشهر توفي 5 مدنيين في سجون الإصلاح، بسبب تعذيبهم وصعقهم بالكهرباء، حيث «اتُهموا بتأييد قوات يمنية يناهضها الإصلاح، وعُذبوا حتى الموت» بحسب مصدر في مكتب وزارة حقوق الإنسان بمدينة تعز اشترط عدم ذكر اسمه لتجنب مضايقته من قبل عناصر الإخوان.
وقال المصدر إن الشاب أيمن الوهباني اعتُقل في نوفمبر الماضي أمام منزله في حي عمار بن ياسر، وظل مغيباً عن أهله لمدة شهر، ثم أخرج من السجن وقد فارق الحياة، لافتاً إلى أن أهالي الضحية قرروا رفع دعوى قضائية ضد محور تعز، لكن الأخير هدد بتلفيق تهمة الإرهاب بحق الضحية وقطع الطريق أمامهم.
ويبدو أن تصرفات الإخوان وانتهاكاتهم في تعز أصبحت توازي انتهاكات ميليشيات الحوثي الانقلابية، لكن الإخوان الذين يمارسون أساليبهم تلك، يستفيدون من مناصب عسكرية حصلوا عليها ضمن قوات الشرعية، واستغلوها في إيذاء السكان وخدمة أجندة خارجية.
اختار يونس إزالة حسابه في فيسبوك خشية إيذاء أقاربه المتواجدين في تعز، فالإصلاح، كما أكد لـ«الرؤية» «وصل إلى حد إعدام الجرحى بالمستشفيات ومعتقلين قُصّر عُذبوا في سجونه حتى فارقوا الحياة، وظلت كثير من هذه القضايا طي الكتمان كون أهالي الضحايا تلقوا تهديدات إن هم أذاعوا الحوادث على الناس».
إعدام جرحى
ومنذ سيطرة ميليشيات الإصلاح على تعز وبسط نفوذها الكلي على المدينة في أبريل 2019، أُعدم نحو 16 جريحاً في مستشفيات المدينة التي نقلوا إليها على إثر إصابتهم خلال قتالهم ميليشيات الحوثي.
وقال مصدر مسؤول في مستشفى الثورة العام بالمدينة الذي يستقبل أغلب جرحى الحرب، إن 5 حالات إعدام لجرحى حدثت في المستشفى على أيدي مسلحين تابعين لحزب الإصلاح، في ظروف غامضة رفضت قوات الأمن والشرطة التحقيق فيها أو إطلاع الرأي العام عليها، بينما توزعت 11 حالة إعدام على باقي مستشفيات المدينة.
وقُتل أحد المرضى في المستشفى منذ يومين على أيدي مسلحين يتبعون اللواء 170دفاع جوي التابع لقوات حزب الإصلاح، حيث أكد بيان صادر عن منظمة أطباء بلا حدود الثلاثاء، مقتل «مريض في غرفة طوارئ مستشفى الثورة العام المدعوم من قبل منظمة أطباء بلا حدود في مدينة تعز، إذ اقتحم مسلحون غرفة طوارئ المستشفى وقاموا بإطلاق النار وقتلوا مريضاً».
وأشارت المنظمة في بيانها إلى حدوث «عدة عمليات اقتحام مسلحة لمستشفى الثورة على مدار الـ12 شهراً الماضية، متجاهلة الدعوات المتكررة لاحترام المساحات الإنسانية».
ترويع النساء
وبالتزامن مع الحادثة، حاصر مسلحون يتبعون الإصلاح صالة للأفراح في المدينة، لعدة ساعات، وقبلت العصابة لاحقاً فك الحصار لقاء مبلغ مالي كان بمثابة «فدية» للإفراج عن النساء اللاتي كنّ يحتفلن في الصالة.
وقالت راوية، إحدى اللاتي مكثن في الصالة المحاصرة، إن المسلحين أطلقوا النيران على الأجزاء العلوية من الصالة ما أدى إلى سقوط لمبات الإضاءة على رؤوس بعض النساء، وإصابة 4 منهن بجروح.
وأضافت في حديثها لـ«الرؤية» أن العديد من النساء أغمي عليهن، في حين قالت مصادر مطلعة إن شخصاً قتل، وأصيب اثنان آخران بنيران المسلحين، إذ كانوا يتواجدون بمقربة من صالة الأفراح وأطلقت عليهم النيران بشكلٍ مباشر، بينما رفضت قوات الأمن التي يقودها منصور الأكحلي - أحد أبرز قادة الإصلاح - التدخل لمساعدة النساء وإنصاف الضحايا.
إعدام سجناء
وفي ظل سيطرة الإصلاح على المؤسستين الأمنية والعسكرية في تعز، وتحويل المحافظة إلى ما يشبه إمارة إسلامية تابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، أضحت حالات الإعدامات في السجون العسكرية سائدة، وتكررت لأكثر من مرة.
ومع وفاة الشاب أيمن الوهباني في سجن تابع لقيادة محور تعز بالتعذيب، نشط ملف الإعدامات في السجون مرة أخرى، لكن الآن بإشراف مباشر من خالد فاضل، أكبر قائد عسكري في محافظة تعز والذي يدير سجن المحور حيث قتل الوهباني.
وخلال ثلاثة أشهر توفي 5 مدنيين في سجون الإصلاح، بسبب تعذيبهم وصعقهم بالكهرباء، حيث «اتُهموا بتأييد قوات يمنية يناهضها الإصلاح، وعُذبوا حتى الموت» بحسب مصدر في مكتب وزارة حقوق الإنسان بمدينة تعز اشترط عدم ذكر اسمه لتجنب مضايقته من قبل عناصر الإخوان.
وقال المصدر إن الشاب أيمن الوهباني اعتُقل في نوفمبر الماضي أمام منزله في حي عمار بن ياسر، وظل مغيباً عن أهله لمدة شهر، ثم أخرج من السجن وقد فارق الحياة، لافتاً إلى أن أهالي الضحية قرروا رفع دعوى قضائية ضد محور تعز، لكن الأخير هدد بتلفيق تهمة الإرهاب بحق الضحية وقطع الطريق أمامهم.
ويبدو أن تصرفات الإخوان وانتهاكاتهم في تعز أصبحت توازي انتهاكات ميليشيات الحوثي الانقلابية، لكن الإخوان الذين يمارسون أساليبهم تلك، يستفيدون من مناصب عسكرية حصلوا عليها ضمن قوات الشرعية، واستغلوها في إيذاء السكان وخدمة أجندة خارجية.