الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

وثائق استخباراتية تؤكد وجود روابط بين أردوغان والقاعدة في ليبيا

كشف تقرير نشره موقع «نورديك مونيتور» السويدي وثائق استخباراتية مسربة تؤكد وجود روابط بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقادة في تنظيم القاعدة الإرهابي، تعود لعام 2012.

وأوضحت الوثائق المسربة أن نقل المسلحين بين سوريا وليبيا هو أمر اعتاد أردوغان المشاركة فيه، إذ عمل في السابق على نقل مسلحين من ليبيا، إلى سوريا، حسبما نقلت «سكاي نيوز عربية».

وذكرت الوثائق التي حصل عليها موقع «نورديك مونيتور»، أن ما يُعرف بتنظيم «بن علي» الذي يقوده الليبي المتشدد عبدالعظيم علي موسى بن علي، القريب من تنظيم القاعدة، شارك في نقل المسلحين والأسلحة من ليبيا إلى سوريا، عبر تركيا.


وكشف تقرير للشرطة التركية يعود لعام 2012، تمت صياغته للتداول الداخلي فقط، وجود روابط بين أعضاء في تنظيم بن علي، وأردوغان الذي كان حينها يشغل منصب رئيس الوزراء.


وأوضحت أن زعيم الجماعة المتشددة، بن علي، عمل عن قرب مع فداء المجذوب، الذي كان له اتصال مباشر مع إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان الآن، والذي كان حينها كبير مستشاريه، إضافة إلى سفير توران الذي يشغل منصب كبير المستشارين الرئاسيين، وذلك لتنسيق نقل المسلحين الأجانب والأسلحة إلى ليبيا.

وكانت مهمة تنظيم بن علي هي استقبال المسلحين الأجانب القادمين من ليبيا، ونقلهم إلى إقليم هاتاي التركي على الحدود مع سوريا، والتواصل مع عائلات المسلحين إذا تطلب الأمر.

وتضمن تقرير الشرطة وثائق سرية من جهاز الاستخبارات الوطنية في تركيا، كشفت الصلات التي تربط بين تنظيم القاعدة في ليبيا، والنظام التركي منذ يوليو 2012.

ووفقاً للتقرير، فإن بن علي كان يتلقى المساعدة من متشدد آخر، هو القيادي الليبي الحاصل على الجنسية الأيرلندية المهدي الحاراتي، رئيس المجلس المحلي بطرابلس سابقاً، وقائد ما يعرف بـ«لواء الأمة» الإرهابي، الذي كان بدوره على صلة مباشرة بأردوغان.

وأوضح التقرير أن الحاراتي كان على متن السفينة التركية مرمرة وقد أصيب بجروح أثناء تعرضها لاقتحام إسرائيلي في مايو 2010، لافتاً إلى أنه نقل إلى مستشفى تركي لتلقي العلاج، حيث زاره أردوغان بنفسه للاطمئنان على صحته، ليرد الحاراتي بتقبيل جبهته.

وأوضح التقرير أن بن علي عمل عن قرب مع المجذوب، الذي عمل بدوره مع مساعدي أردوغان، وكانوا جميعاً يُنسقون أعمالهم غير القانونية مع رئيس المؤسسة الخيرية التركية ذات الأعمال المشبوهة «هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات» حسين أوروك، ومنسق عمليات شرق وجنوب الأناضول التابعة للمؤسسة نفسها صلاح الدين أوزر، وقائد «الجيش السوري الحر» آنذاك مالك الكردي.

وبينما كان المجذوب مسؤولاً عن شراء الأسلحة والمعدات، كشف تقرير استخباراتي أن متشدداً آخر يُدعى عبدالله عبدالسميع، نسق نقل المتشددين إلى سوريا، بينما قدم متشدد آخر عرف باسم "يوسف" العلاج الطبي للمسلحين الجرحى.

وتنقل أعضاء تنظيم بن علي بين تركيا وسوريا لتقديم الدعم اللوجستي وشراء الأسلحة ونقل المقاتلين الجرحى الذين على صلة مع تنظيمات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا.

يذكر أن الشرطة التركية فتحت قضية ضد الحاراتي ومعارفه بشأن نقل أسلحة من ليبيا عبر تركيا، إلا أن أردوغان أوقف القضية في عام 2014، ولاحقاً، تم فصل ضباط الشرطة المشاركين بالقضية، وتمت التغطية عليها وغلقها.

وتطرق موقع «نورديك مونيتور» أيضاً إلى تقرير استخباراتي قدمته روسيا إلى مجلس الأمن الدولي في العاشر من فبراير عام 2016، يرصد الدعم التركي للإرهابيين.

ورصد التقرير الروسي عدداً من الأحداث التي تؤكد تعاون الاستخبارات التركية مع جماعات متشددة، كما قدّم شرحاً مفصلاً بشأن أنشطة الحاراتي غير القانونية، التي تمت بمساعدة المخابرات التركية.

ولفت إلى أنه في مارس 2014، نسق رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان، نقل وحدة كبيرة تابعة لتنظيم داعش بقيادة الحاراتي، ليبي الجنسية، وتم نقل المسلحين بحراً من ليبيا إلى سوريا، عبر معبر على الحدود التركية السورية.

وكان الحاراتي شريكاً مهماً لعبد الحكيم بلحاج، الزعيم السابق لـ«الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة» التي لم يعد لها حضور قوي الآن، والتي صنفتها الأمم المتحدة «منظمة إرهابية».

وفي أعقاب الاحتجاجات التي خرجت في سوريا عام 2011، انضم العشرات من المسلحين الليبيين إلى جماعات المعارضة المسلحة في سوريا، وأصبحت ليبيا نقطة عبور للمسلحين من أوروبا الغربية والمغرب العربي نحو سوريا.

واليوم، عكست تركيا حركة النقل للمسلحين المتشددين، إذ تبذل الحكومة التركية جهوداً حثيثة لإرسال المرتزقة السوريين الذين تم تدريبهم سابقاً من قبل ليبيين إلى الأراضي الليبية.