السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أرملة شكري بلعيد تقسّم مواقف الشارع السياسي

أرملة شكري بلعيد تقسّم مواقف الشارع السياسي

أثارت مشاركة بسمة الخلفاوي أرملة شكري بلعيد الزعيم اليساري (أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد) الذي اغتاله تنظيم أنصار الشريعة في 6 فبراير 2013 في الوقفة الاحتجاجية، التي دعا لها الحزب الدستوري الحر للتنديد بالعنف السياسي وتبنتها عديد الجمعيات، الكثير من الجدل من اليساريين والنقابيين الذين اتهموا الخلفاوي ببيعها «لدم الشهيد» و«خيانتها له» و«تحالفها مع نظام الاستبداد»، الذي تمثله عبير موسى وحزبها الدستوري الحر.

وتداولت مئات صفحات فيسبوك صور الخلفاوي جنباً إلى جنب مع موسى، وهما محاميتان من نفس الجيل تقريباً، ويحسب على موسى أنها امتداد لنظام بن علي الذي وضع اليساريين في السجون وضيق على نشاطهم السياسي ومن بينهم بلعيد نفسه.

هذا الموقف ليس هو الموقف الوحيد في الشارع التونسي، فكثير من اليساريين البارزين اعتبروا أن موقف بسمة الخلفاوي هو الموقف الصحيح، وأكدوا في منشورات على فيسبوك وفي تصريحات إعلامية أن المعركة الأساسية اليوم ليست مع نظام بن علي الذي سقط منذ 10 سنوات تقريباً، بل نظام الإخوان المسلمين وفرعهم التونسي حركة النهضة التي تسيطر على مفاصل الدولة، وبالتالي لا بد من بناء جبهة عريضة للقوى الوطنية للحفاظ على تونس وقطع الطريق على التنظيم الإجرامي لحركة النهضة.

وفي هذا السياق دافعت القيادية السابقة في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد والناطقة الرسمية السابقة باسم رئاسة الجمهورية سعيدة قراش عن موقف الخلفاوي وكتبت أن «الشهيد شكري بلعيد لو كان حياً لكان له نفس للموقف»، وذكرت بالجبهة التي تم تأسيسها بعد اغتيال ميليشيات حماية الثورة في تطاوين (جنوب شرق) للناشط السياسي في حركة نداء تونس لطفي نقض في 18 أكتوبر 2012 ضد العنف السياسي التي كان بلعيد من أبرز مؤسسيها.

وفي السياق ذاته كتبت الدكتورة نائلة السليني أستاذة الحضارة العربية في الجامعة التونسية المتخصصة في قراءة النص الديني أن المطلوب اليوم هو توحيد الجهود ضد الإخوان المسلمين في تونس وعبير موسى اليوم أهم من يمثل صوت المقاومة لهذا التيار الغريب عن تونس.

في هذا السياق قال الخبير الاجتماعي والقيادي في حزب البديل التونسي الهادي دحمان إن عدداً كبيراً من السياسيين اليوم ما زالوا يعانون من فوبيا نظام بن علي، وأضاف في تصريح لـ«الرؤية» أن نظام بن علي انتهى منذ 10 سنوات تقريباً وحركة النهضة الفرع التونسي للإخوان هي من يحكم البلاد منذ 10 سنوات، والمطلوب من كل القوى الوطنية نسيان الاختلافات الأيديولوجية والفكرية والسياسية والالتقاء على قاعدة واحدة لمواجهة حركة النهضة وموقف بسمة الخلفاوي اليوم هو الموقف الصحيح والسليم.



ويعتقد عدد كبير من الملاحظين لتحولات المشهد السياسي أن تشكيل الحكومة التي وصفها الفخفاخ رئيس الحكومة المكلف بأنها تستجيب للمسار الثوري سترتب جبهة معارضة قوية من القوى الدستورية ووسط اليسار والديمقراطيين في جبهة واسعة، على غرار تأسيس حركة نداء تونس في شهر يونيو 2012، والتي نجحت خلال وقت قصير في إسقاط حكومة الترويكا التي كانت تقودها حركة النهضة والفوز في انتخابات 2014.

ويعيش الشارع السياسي اليوم وفي هذا السياق مبادرات عدة لبناء جبهة ضد الأحزاب التي ستشكل الحكومة والتي تدعم الرئيس قيس سعيد المثير للكثير من الأسئلة في مستوى مشروعه السياسي الغامض وعلاقته الدولية والإقليمية مع إيران، خاصة التي بدأ عدد من القياديين في حزب قلب تونس في إثارتها.