منذ الأسبوع الأخير من الشهر الماضي حتى الآن، لا تزال شبكات الاتصالات والإنترنت في محافظة الجوف الواقعة شمال شرقي اليمن منقطعة بشكل كامل، وظلّ مصير عشرات العائلات التي تسكن المحافظة مجهولاً، خاصة بالنسبة للأسر النازحة من محافظات أخرى، والتي عجر أقاربها عن التواصل معها.
وعمد الحوثيون إلى عزل الجوف عن عموم اليمن والعالم من خلال قطع شبكات الاتصال الخلوي والأرضي والإنترنت، بالتزامن مع حالة التصعيد العسكري التي أعلنوها في المحافظة.
عبدالله الشميري اضطر مؤخراً للسفر نحو محافظة الجوف قادماً من تعز في طريق محفوف بالمخاطر استغرق منه يومين للوصول، في مهمة البحث عن أسرته التي تقطن في مديرية الحزم بعد فشل كل الوسائل التي اتخذها لمحاولة الاتصال بهم.
وأضاف الشميري لـ«الرؤية» أن والده و5 من إخوته انتقلوا إلى الجوف قبل عام من تعز التي يتواجد فيها لاستكمال دراسته الجامعية، لكنه فشل في التواصل معهم منذ الـ23 من يناير الماضي، وبدأ يشعر بالقلق ليقرر السفر للبحث عن عائلته.
وعزا مراقبون الإجراءات الحوثية إلى سياسة العقاب الجماعي التي يتخذونها ضد اليمنيين.
وقال نورالدين غالب على فيسبوك «يوظف الحوثي الاتصالات في أغراض حربية ويتسبب في قطيعة مخيفة بين الناس في الجوف مع أهلهم في المحافظات الأخرى، إنها سياسة العقاب الجماعي التي تعودنا عليها من الميليشيات الحوثية».
وأضاف غالب أن «هذا العقاب لا يختلف عن تصرفات شبيهة أقامها الحوثيون ضد اليمنيين كقطع التيار الكهربائي عن عموم مناطق سيطرتهم منذ 5 أعوام، وقطع شبكات المياه أيضاً، ومؤخراً إضعاف شبكة الإنترنت بنسبة 80%، حيث أصبحت السرعة الأعلى للإنترنت لا تتجاوز 50 كيلو بايت».
ولا يستبعد الشميري أن يكون خطراً ما قد أصاب أسرته، حيث إن عشرات الصواريخ والقذائف سقطت على مديرية الحزم خلال التصعيد وقتلت عشرات الأبرياء.
ويسيطر الحوثيون على قطاع الاتصالات في اليمن منذ انقلابهم على السلطة الشرعية ولم توفق كل الجهود حتى اليوم في نقل غرف التحكم من صنعاء إلى عدن، حيث سبق للميليشيات أن لجأت إلى الممارسات نفسها في الحديدة عام 2018، وارتكبت هنالك مجازر مروعة في حق الأبرياء ظلت طي الكتمان بسبب انعدام الوسائل لنشرها آنذاك.