أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم الثلاثاء، أمام مجلس الأمن الدولي رفض خطة السلام الأمريكية للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، معتبراً أنها «تُحول شعبنا ووطنا إلى دولة ممزقة».
وقال عباس وهو يعرض خريطة كبيرة لدولة فلسطين كما تقترحها واشنطن «نؤكد على الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة الأمريكية-الإسرائيلية.. نحن نرفض الصفقة لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب ومخالفتها للشرعية الدولية».
وأضاف «يكفي أن نرفض هذه الصفقة لأنها تخرج القدس من السيادة الفلسطينية وتُحول شعبنا ووطنا إلى دولة ممزقة»، قائلاً إنها تشبه «الجبنة السويسرية» (هشة ومفرغة) ولا تحقق السيادة للشعب الفلسطيني.
وسأل الحضور «من يقبل منكم أن تكون دولته هكذا؟».
وأضاف «جئتكم من قبل 13 مليون فلسطيني لنطالب بالسلام العادل فقط».
وأوضح عباس أن «هذه الصفقة ألغت قانونية مطالب الشارع الفلسطيني وحقه المشروع. كما شرعت ما هو غير قانوني من استيطان ومصادرة للأراضي وضم» لها.
وطالب بعقد مؤتمر دولي للسلام، وقال «أدعو الرباعية الدولية وأمريكا والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن لعقد مؤتمر دولي للسلام لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 2334».
وأضاف «أتمنى على الرئيس ترامب أن يتحلى بالعدل والإنصاف ويدعم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية لصنع سلام حقيقي».
وأكد أن «السلام المفروض لا يعيش ولا يمكن أن يعيش».
وقال «هذه الصفقة تهدم الأسس التي قامت عليها عملية السلام ولن تجلب السلام ولا الأمن للمنطقة».
وأشار إلى أن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ممكن وقابل للتحقيق، مؤكداً استعداد الفلسطينيين للتفاوض «إذا وُجد شريك مستعد وتحت رعاية الرباعية الدولية».
وأكد «نحن لا نلجأ للعنف والإرهاب مهما كان الاعتداء علينا، نحن مؤمنون بالسلام ومحاربة العنف».
ولكنه قال «سنحارب بالمقاومة الشعبية السلمية.. مئات الآلاف في الضفة الغربية وغزة خرجوا اليوم ليقولوا لا للصفقة».
والخميس دافع صهر الرئيس الأمريكي وعراب خطة السلام الأمريكية غاريد كوشنر أمام مجلس الأمن الدولي عن ضرورة التخلي عن «العادات» القديمة لدى التعامل مع «المشكلة الأكثر صعوبة في العالم»، في إشارة إلى النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
ولطالما أعلن الفلسطينيون رفضهم الخطة الأمريكية التي تنص على بقاء القدس «عاصمة إسرائيل غير القابلة للتجزئة»، وعلى اعتراف الولايات المتحدة بضم إسرائيل للمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وتوصي بإقامة عاصمة فلسطينية إلى شرق القدس.