الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ليبيا.. مرتزقة سوريا يفرون من معركة «أردوغان» إلى إيطاليا

ليبيا.. مرتزقة سوريا يفرون من معركة «أردوغان» إلى إيطاليا

محاولات الهجرة غير الشرعية عبر السواحل الليبية متواصلة (أ ف ب)

بمجرد وصولهم إلى ليبيا يكتشف المسلحون السوريون كذب الادعاءات التركية التي أخبرتهم بأنهم جاؤوا لمحاربة العدو الروسي الذي دمر منازلهم وشردهم، فيبدؤون في البحث عن مخرج للهرب نحو إيطاليا، هذا ما كشفته مجموعة تحقيقات أجراها موقع تحقيقات غربي في سوريا وليبيا.



وقالت تقارير لموقع «إنفستيجيتف جورنال» إن بعض المرتزقة السوريين الذين وصلوا إلى سوريا يهدفون إلى ركوب البحر والوصول إلى إيطاليا عبر سفن الهجرة غير الشرعية بعد وصولهم، لكن الهرب من المعسكرات التي أعدتها تركيا هناك أصبح أمراً صعباً.



ونقل الموقع عن مصدر بالجيش الوطني الليبي قوله إن 17 من المرتزقة السوريين الذين وصلوا إلى ليبيا يحاولون الهجرة بشكل غير قانوني إلى إيطاليا من مدينة الزاوية، وهي مركز رئيس لتهريب البشر إلى الغرب من العاصمة طرابلس.



وقال المصدر في تقرير نشره الموقع الاثنين إن المسلحين دفعوا مبلغاً من المال إلى أحد المهربين مقابل رحلة بالقارب عبر البحر المتوسط، ومن المقرر أن يسافروا الخميس.



وأضاف «يعتقد أن هؤلاء المسلحين ينتمون إلى فصيل أحرار الشرقية التابع لما يسمى «الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا.



وأحرار الشرقية هي جماعة مسلحة ينتمي أغلب أعضائها إلى الجماعة الإرهابية السابقة هيئة تحرير الشام.



وفي تقرير آخر نقل الموقع عن عبدالله حسن، أحد المسلحين السوريين من ريف إدلب، قوله إن تركيا كانت تنقل عناصر أحرار الشرقية بعيداً عن المدنيين في الأسابيع الأخيرة، مضيفاً «لقد نقلوا رجال المنطقة الشرقية من عفرين، وأرسلوا بعضهم إلى تل أبيض ورأس العين، التي تحتلهما تركيا، لأن هذه المناطق خالية في الغالب»، قبل نقلهم إلى ليبيا.

أشار إلى أن أنقرة نقلت إلى ليبيا حوالي 150 من مقاتلي أحرار الشرقية إلى ليبيا من سوريا منذ أكثر من شهر، مع قائدهم أبوالمعتصم الديري.



قال المصدر الليبي إن مرتزقة أحرار الشرقية يقيمون في تاجوراء، في قاعدة تضم ما لا يقل عن 400 من الإرهابيين السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا.



وأضاف أن ضابطاً تركياً استقبل هؤلاء فور وصولهم إلى ليبيا وقدّم لهم هواتف محمولة، كما قدمت لهم حكومة السراج 6 شاحنات بيك آب تويوتا لاستخدامها في تنقلهم.



وأوضح المصدر أن مهربي البشر الذين اتفقوا على تهريب المجموعة السورية جهزوا لهم كل الإمدادات التي سيحتاجون إليها في رحلتهم إلى إيطاليا من مياه وطعام.



وفي لقاء أجراه الموقع مع أحد المرتزقة السوريين من «الجيش الحر» في أحد المعسكرات بطرابلس، قال الرجل الذي حجب الموقع اسمه وموقعه، وأطلق عليه اسم «أحمد» إن ادعاءات الرئيس أردوغان بعدم وجود جنود أتراك على الأرض في ليبيا كاذبة.



وأضاف «يوجد الكثير من الجنود الأتراك، لكن ليس هناك الكثير من السوريين. إنهم يعيشون في مكان منفصل ويعاملونهم بشكل أفضل منا».



وأتابع أحمد أن هناك الكثير من الحديث بين المسلحين السوريين حول الفرار من المعسكر وإيجاد مهرب للتوجه إلى إيطاليا، لكن هذا لم يحدث في منطقته، حيث «جاء الأتراك إلى المعسكر للتأكد من عدد السوريين هنا وعدم حدوث فرار».



وكان الجيش الليبي قد أسر العديد من المسلحين السوريين الذين كانوا يحاولون القيام بالهجرة عبر البحر، بما في ذلك عضو في تنظيم داعش، وأن هناك أكثر من 100 آخرين قاموا بالفعل بدفع مبالغ لمحاولة تأمين مواقعهم على القوارب مع المهربين.



وقال أحمد إنه كان ضمن 70 شخصاً انقسموا بين القوات البرية والقناصة ومواقع أخرى.



وأضاف «إننا لا نتدرب على القتال كالمعتاد، إنهم يقومون بتدريبنا على حروب الشوارع وحرب العصابات».



وأشار أحمد إلى أنه غير نادم على القدوم إلى ليبيا، لأنه جاء من أجل المال بسبب الوضع في سوريا.

وقال «بعضنا من حلب، وبعضنا من الغوطة وحمص.. وكلنا نازحون لا نملك شيئاً. ليست لدينا منازل ولا أي شيء، ولكن لدي عائلة لأطعمها. ماذا يفترض أن نفعل؟».