واصل الجيش السوري، اليوم الثلاثاء، عملياته العسكرية شمال غرب البلاد بدعم روسي لاستعادة السيطرة على ما تبقى من أراض تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة الإرهابية سابقاً) في مناطق إدلب وجوارها.
ويأتي تقدم الجيش السوري وسط موجة نزوح ضخمة تنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة بعد فرار قرابة 900 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة وبرد قارس.
وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية عدة من تداعيات الوضع الكارثي خصوصاً على الأطفال في منطقة تُؤوي أساساً 3 ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ديفيد سوانسون: «فرّ نحو 43 ألف شخص خلال الأيام الأربعة الأخيرة فقط من غرب حلب».
وأعلنت روسيا في وقت متأخر من مساء الاثنين أن تركيا استأنفت الدوريات المشتركة مع الجيش الروسي شمال شرق سوريا بعد توقف دام أسبوعين، بينما لا يزال هجوم قوات الحكومة السورية على منطقة إدلب يضغط على العلاقات بين موسكو وأنقرة.
وكانت تركيا وروسيا قد بدأتا تسيير دوريات مشتركة في سوريا قرب الحدود التركية في أكتوبر، لكن القوات التركية توقفت عن المشاركة فيها في الثالث من فبراير، وفقاً لما نقلته وكالة إنترفاكس للأنباء عن مسؤول في وزارة الدفاع الروسية.
وقال مصدر أمني تركي في السابع من فبراير إن الدوريات المشتركة بين بلاده وموسكو تأجلت بسبب الأحوال الجوية، لكن توقف الدوريات المشتركة تزامن مع تصاعد التوتر بين البلدين بسبب التطورات في إدلب.
وقالت روسيا الأسبوع الماضي إن تركيا تستخف بالاتفاقات التي أبرمتها معها بشأن سوريا، واتهمتها بالإخفاق في السيطرة على مسلحي الفصائل في إدلب الذين قالت إنهم يشنون هجمات على القوات السورية والروسية.
وتشن قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا هجوماً على آخر معقل للمعارضة المسلحة في إدلب قرب الحدود التركية مما أجبر آلاف المدنيين على الفرار.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «الدورية الروسية التركية المشتركة الأحدث تم تنفيذها» دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ويزور وفد تركي روسيا، اليوم الثلاثاء، وذلك في اليوم الثاني من محادثات يسعى من خلالها البلدان إلى تخطي خلافاتهما بشأن إدلب.