الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«عِفرين».. تركيا تغير أسماء القرى وتمنع تدريس اللغة لطمس هوية المدينة

«عِفرين».. تركيا تغير أسماء القرى وتمنع تدريس اللغة لطمس هوية المدينة

صور الرئيس التركي على أحد مدارس عفرين (أرشيفية)

تواصل السلطات التركية خططها الاستعمارية في الأراضي السورية عبر محو اللغة والثقافة الكردية من مدينة عفرين شمال البلاد منذ احتلالها عسكرياً في مارس عام 2018.

وكانت القوات التركية بعد اعتدائها على عفرين في إطار ما سمته عملية «غصن الزيتون» قد عمدت إلى تدمير عشرات المدارس وتحويل بعضها إلى مقرات عسكرية وأمنية رفعت فوقها صور الرئيس أردوغان والعلم التركي، كما تعمدت تغيير الأسماء الكردية إلى التركية في تحركات تبدو مدروسة لتدمير ومحو الثقافة الكردية في المدينة.

منظمة «حقوق الإنسان في عفرين» وثقت العديد من الانتهاكات التي قامت بها السلطات التركية في هذا الصدد.


إبراهيم شيخو المتحدث باسم المنظمة قال لـ«الرؤية»: «تم فرض التدريس باللغة التركية، وفق مناهج وُضعت في تركيا، ومُنع التدريس باللغة الكردية في المدارس، كما تم فرض اللباس المدرسي التركي على التلاميذ».


ودمرت القوات التركية 64 مدرسة ما بين تدمير جزئي وكلي، فيما تحولت بعضها لمعتقلات كمدرسة «أزهار عفرين» الخاصة، التي أصبحت معتقلاً، ومدرسة «الأمير غوباري» التي تحولت لمقر للشرطة المدنية والاستخبارات التركية.

وكان أكثر من 300 ألف من سكان عفرين الأكراد قد نزحوا إلى الشهباء في ريف حلب، وإلى مناطق شرق الفرات، ولا يقطن حالياً في المدينة ذات الأغلبية الكردية المطلقة إلا 25% فقط من سكانها، فيما باتت نسبة المستوطنين من عوائل المقاتلين من غوطة دمشق وأرياف درعا وحمص أكثر من 80% ضمن عملية تغيير ديموغرافي مدروسة، بحسب توثيق منظمة حقوق الإنسان في عفرين.

وأكّد شيخو أن مواقع أثرية عديدة تعرضت لعمليات نهب وسرقة وتنقيب غير مشروع يندرج ضمن عمليات مسح الهوية الكردية والإبادة الثقافية، على حد قوله، وأوضح: «تم نهب المواقع الأثرية واللوحات الفسيفسائية من قلعة النبي هوري الأثرية، كما تم قصف موقع تل عين دارا الأثري، المسجل على قوائم التراث العالمي لليونسكو، وتحويله فيما بعد إلى مركز تدريب عسكري، وسرقة أسد عين دارا البازلتي الذي يبلغ وزنه 12 طناً».

ولم تكتفِ تركيا والفصائل المسلحة التابعة لها، بطمس اللغة والثقافة الكردية، بل عمدوا إلى فرض اللغة والأسماء التركية في الساحات العامة وغيروا أسماء القرى أيضاً، على سبيل المثال استبدلوا اسم ساحة (وطني) وهو شخصية كردية قديمة في عفرين إلى ساحة (أردوغان).

وتحول اسم قرية «قسطل مقداد» لتصبح في عهد الاحتلال التركي «سلجوق أوباسي»، وقرية (كوتنلي) أصبحت ظافر أوباسي، و«قرزيلي» أصبحت «جعفر أوباسي».

السياسة التركية لمحو الهوية الكردية للقرى والمدن السورية لم تقتصر على عفرين، بل تتم أيضاً بشكل ممنهج في مدن رأس العين وتل أبيض.