الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مكالمة مسربة لكاتم أسرار أردوغان تفضح أطماع تركيا في موارد العراق

مكالمة مسربة لكاتم أسرار أردوغان تفضح أطماع تركيا في موارد العراق

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. (رويترز)

كشف موقع "نورديك مونيتور" عن تسريب لنص مكالمة هاتفية بين اثنين من المقربين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تفضح الطموحات الاستعمارية وأطماع النظام التركي في دول المنطقة ومواردها.

وقال الموقع في تقرير نشره، اليوم الاثنين، إن مساعداً كبيراً للرئيس أردوغان، يدعى مكسوت سيريم، قال خلال المكالمة إن معاهدة لوزان، التي أنهت الصراع بين الإمبراطورية العثمانية والحلفاء وأقامت الحدود الحديثة بين تركيا واليونان ودول في الشرق الأوسط، "انتهت صلاحيتها"، وبذلك تصبح تركيا حرة في الاستيلاء على موارد غنية بالمنطقة بما في ذلك تلك الموجودة في شمال العراق.

وعرّف التقرير سيريم بأنه كاتم أسرار أردوغان، مضيفاً أنه كان يتحدث مع صديق له في مكالمة يعود تاريخها لعام 2013، بخصوص المعاهدة التي أٌبرمت عام 1923 في مدينة لوزان السويسرية، لتنهي الصراع بين الإمبراطورية العثمانية والحلفاء وترسم الحدود بين تركيا الحديثة واليونان وبعض دول الشرق الأوسط، وتحررت بموجبها بعض مناطق العراق وسوريا وليبيا من القبضة العثمانية.


وقال "نورديك مونيتور" السويدي، إن المكالمة السرية تم تسجيلها في 5 يونيو 2013، عندما كان القضاء التركي يحقق مع سيريم لصلته بقضية فساد تورط فيها كبار المسؤولين الحكوميين بمن فيهم أردوغان وأفراد من أسرته تتعلق بالتحايل على العقوبات الدولية على إيران. ومنحت المحكمة إذن التنصت في 27 مايو 2013 في ملف التحقيق رقم 2012/656.


وكان سيريم يتحدث إلى أحمد إرغون، وهو صديق مقرب أيضاً لأردوغان لعقود من الزمن وعضو في المجلس العام في مؤسسة خدمات الشباب والتعليم في تركيا، وهي منظمة يعمل فيها نجل الرئيس أردوغان بلال عضواً في المجلس التنفيذي.

وتكشف المكالمة عن أن الدوائر الداخلية حول أردوغان مقتنعة تماماً بأن معاهدة لوزان انقضت ولم يعد لها أثر وأنها قوضت الأطماع التوسعية للعثمانيين لأعوام طويلة ويجب عليهم الاستيلاء على مناطق تحوي موارد غنية بالنفط في العراق وموارد الغاز في شرق البحر المتوسط.

وبعد تلك المكالمة بـ 3 أعوام، تحدث أردوغان علناً بشكل متكرر مستخدماً نفس الرواية والمبررات الاستعمارية التي لا تتفق مع القانون الدولي. ففي خطاب له بسبتمبر 2016، وصف أردوغان معاهدة لوزان بأنها "هزيمة لتركيا.. تخلت بموجبها عن بعض الجزر لليونان. وتساءل مستنكراً "هل يعد هذا انتصاراً؟.. نحن الآن نعاني من تبعات تلك المعاهدة".

وأشار التقرير إلى أن علاقة أردوغان وسيريم تعود إلى تسعينات القرن الماضي عندما كان الأخير يشغل منصب مدير فرع أحد البنوك، بينما كان أردوغان عمدة مدينة إسطنبول وعمل أردوغان مع البنك بشكل وثيق في تنفيذ مشروعات بالمدينة. ورغم تورط سيريم في قضايا فساد أبعدته عن إدارة البنك، إلا أن أردوغان استعان به فور تقلده السلطة في نوفمبر 2012.