الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تركيا تبدأ خطوات اللعب بورقة اللاجئين لجر أوروبا لمعركة "إدلب"

بدأت تركيا في تنفيذ خطوات على الأرض للضغط على أوروبا لتوريطها في معركة إدلب ودعم عدوانها على أراضي شمال سوريا، بعدما تعرضت لأفدح خسائر بشرية وعسكرية لها منذ 2016 بمقتل 30 جندياً في هجوم للجيش السوري.

وفي وقت أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوضوح، السبت، أنه سيبقي الحدود إلى أوروبا مفتوحةً أمام المهاجرين، ذكر موقع "أحوال" أن أردوغان الذي دأب على اللعب بـ "ورقة اللاجئين والمهاجرين للضغط على أوروبا والمجتمع الدولي"،

أعطى الضوء الأخضر فعلياً للاجئين ليتدفقوا إلى مناطق الحدود مع أوروبا.


وقال الموقع المتخصص في الشأن التركي في تقرير نشره، اليوم السبت، إن أردوغان، كعادته في الأزمات السابقة المرتبطة بسوريا، "لا يهتم بالتلاعب بأرواح مهاجرين مغلوبين على أمرهم، تقطعت بهم السبل".


وأضاف أن النظام التركي لا يكترث لأرواح المهاجرين حيث يتركهم يواجهون قدرهم في مياه المتوسط وبحر إيجة، لأن الأهم بالنسبة له هو أن يخلط الأوراق ويثير هلعاً أوروبياً لتحقيق أهدافه وأطماعه عبر الابتزاز.

وأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام الرسمية الحكومية، لا سيما وكالة أنباء الأناضول، بدأت في بث سيل من الصور والأخبار، التي تظهر سير آلاف المهاجرين والأطفال، وهم يقطعون طريقهم وسط أحراش وغابات باتجاه شواطئ بحر إيجة في أجواء شتائية قاسية.

وانعكاساً لما أسماه التقرير "فوضى المهاجرين التي أججها أردوغان"، صرح مسؤول تركي كبير بأن أنقرة "لن تمنع اللاجئين السوريين من الآن فصاعداً من الوصول إلى أوروبا، في إطار ردها على مقتل 33 من جنودها في ضربة جوية نفذتها قوات الحكومة السورية"، أمس الجمعة.

وتحسباً لتدفق وشيك للاجئين من مدينة إدلب السورية، أبلغ المسؤول التركي وكالة أنباء "رويترز"، طالباً عدم الإفصاح عن هويته، بأنه صدرت أوامر للشرطة التركية وخفر السواحل ومسؤولي أمن الحدود بعدم الوقوف في وجه عبور اللاجئين عبر البر والبحر إلى أوروبا. وختم المسؤول: "أصبح عبور كل اللاجئين، بما في ذلك السوريون، إلى الاتحاد الأوروبي مرحباً به".

واحتشد عشرات الأشخاص، غالبيتهم أفغان، في محطة باصات في إسطنبول حيث ركبوا حافلات وسيارات أجرة باتجاه حدود اليونان، حيث كان بالإمكان رؤية لاجئين يسيرون في طابور طويل على جانب الطريق، وفقاً لرويترز.

وهدد أردوغان مراراً بفتح الأبواب للمهاجرين للسفر إلى أوروبا، وهو ما يمثل تراجعاً عن تعهد بلاده للاتحاد الأوروبي عام 2016، وقد يجتذب القوى الغربية للمواجهة في إدلب. ونزح قرابة مليون مدني في سوريا قرب الحدود التركية منذ ديسمبر الماضي، في وقت استعادت فيه القوات السورية، المدعومة روسياً، أراضي من قوات الفصائل المسلحة والجماعات الإرهابية المدعومة من أنقرة، الأمر الذي فجر أسوأ أزمة إنسانية في الحرب المستمرة منذ 9 أعوام.