وخلال الأسبوع الماضي تصاعدت حالات الإصابات بالفيروس المعروف باسم Covid-19 بشكل كبير في إيران، وصدّرت إيران العديد من الإصابات لأكثر من 12
دولة حول العالم بما في ذلك العراق وأفغانستان ولبنان.
ويعيش مالا يقل عن 12 مليون لاجئ بين العراق وسوريا ولبنان وتركيا، وهي دول مرتبطة بإيران إما عن طريق السفر المتكرر أو الهجرة غير الشرعية أو الحدود المشتركة أو الثلاثة معاً.
ويعيش في إيران أيضاً ما يقارب مليون لاجئ معظمهم من أفغانستان، وما يقدر بنحو 1.5 إلى مليوني مهاجر غير شرعي.
ومؤخراً خرج من تركيا آلاف المهاجرين باتجاه أوروبا ولا يزالون عالقين على الحدود اليونانية التي ترفض دخولهم، وذلك بعد فتح أردوغان حدوده في محاولة للضغط على أوروبا باستخدام اللاجئين.
وقال الدكتور محمد جواد، وهو باحث في إمبيريال كوليدج في لندن، ويدرس تأثير الصراع على الصحة العامة، إن آثار النزاع المسلح تؤدي إلى تفتيت نظام الصحة العامة والبنية التحتية.
ويرى الدكتور آدم كوتس، أخصائي الصحة العامة بجامعة كامبريدج، أن اللاجئين معرضون بشكل خاص للإصابة بفيروس كورونا أو حتى غيره من الأمراض، وذلك
بسبب التنقل الجغرافي العالمي وعدم الاستقرار والعيش في ظروف مكتظة، والافتقار إلى خدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية وبرامج التطعيم، كما
أشار إلى أنه في أغلب الأوقات يتم صرف النظر واستبعاد اللاجئين من التخطيط للتأهب للكوارث والأوبئة، ويشكل الوصول إلى اللاجئين والمهاجرين بالمعلومات تحدياً كبيراً.
الصراع والتشرد
تواجه البلدان المتضررة من الحروب وقتاً عصيباً في مراقبة من يدخل ويغادر أراضيها، ويرى الباحثون أن فيروس كورونا يشكل التحدي الأكبر في هذه البلدان التي تعاني نظماً صحية ضعيفة.
ويرى العلماء أن اتباع طرق الوقاية من الفيروس أفضل سبيل للسيطرة عليه، على الرغم من عدم التمكن من تطبيقها في بعض المخيمات بسبب المعاناة من التلوث والاكتظاظ.
ويتزايد الخوف في بلدان مثل لبنان والعراق اللذين لا يمكن إحصاء عدد اللاجئين فيهما، وفي الوقت نفسه لا يمتلكان نظاماً
صحياً قوياً نتيجة الصراع والإهمال السياسي، ولا يوجد طريقة لمراقبة كل ما يجري بشكل مستمر وتقديم استجابة قوية للصحة العامة.
وفر من سوريا ما يقارب مليون شخص نحو الحدود التركية بسبب النزاع المستمر في المنطقة، ويعاني هؤلاء الأشخاص أزمات إنسانية طغت
عليها جهود المساعدات بدون وجود العامل الإضافي وهو فيروس كورونا.
ويرى الباحثون أن تفشي فيروس كورونا شمال غرب سوريا سيشكل كارثة، حيث يعيش النازحون دون مأوى أو في المخيمات المزدحمة التي تفتقر إلى المياه النظيفة.
اللاجئون خارج الحسابات
يفسر الباحثون أن السبب الرئيس في حال تفشي الفيروس في الشرق الأوسط، هو اللامبالاة الدولية تجاه هؤلاء الأفراد، وأن سبب تدهور الحالة
الصحية للاجئين يعود إلى انخفاض التمويل الإنساني وتراجع الاهتمام السياسي من أوروبا والمملكة المتحدة وأمريكا.
وحتى الآن لم يكن هناك أي نقاش علني أو تدابير حول كيفية تأثير فيروس كورونا على اللاجئين والمهاجرين خلال فترة تفشي المرض.
وأطلقت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة مؤخراً خطة استجابة تركز على المهاجرين كجزء من برامج التأهب ضد فيروس كورونا.
وقالت جاكلين ويكيرز، مديرة صحة الهجرة في المنظمة الدولية للهجرة، إنه يجب إصدار الرسائل بلغات مختلفة، وأكدت
أن من المهم ضمان تمكن الأشخاص من الإبلاغ عن أي عوارض تصيبهم دون الخوف من الاعتقال أو الترحيل.
ويلزم محللو الصحة العامة المجتمع الدولي بالاهتمام أكثر بالأسباب التي قد تؤدي لإصابة اللاجئين بكورونا.