الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

في اليوم العالمي للمرأة.. يمنيات وراء أسوار «غوانتانامو» الحوثي

في اليوم العالمي للمرأة.. يمنيات وراء أسوار «غوانتانامو» الحوثي

معاناة متزايدة للمرأة اليمنية في ظل الميليشيات الانقلابية. (إي بي إيه)

سلط تقرير الخبراء الأمميين النهائي السنوي بشأن اليمن في فبراير، الضوء على »تشكيل الزينبيات«، الذراع الأمنية والعسكرية النسوية لدى الميليشيا الحوثية، والذي يمارس »مهاماً قذرة» ضد النساء اللاتي تعتقد الميليشيا أنهن يعارضن سياساتها، . وينتهي بهن الأمر في سجون أسوأ من سجن غوانتانامو الأمريكي سيِّئ السمعة

عمليات قمع للنساء، وعنف جنسي، وتسهيل عمليات الاغتصاب ضد المعارضات في مراكز الاحتجاز السرية، وضرب وتعذيب يمارسه هذا التشكيل النسوي، الذي بدأ الحوثيون تشكيله منذ 3 أعوام، للتغلب على الخطوط الحمراء التي تفرضها تقاليد المجتمع اليمني فيما يخص المرأة، حتى بلغ قوامه ما يزيد عن 4 آلاف مجندة، تدرب بعضهن في إيران وجنوب لبنان.

ويتم اعتقال النساء بمبررات واهية وبأسلوب همجي غير مسبوق، تواجه فيه المختطفات في السجون الحوثية، ظروفاً سيئة ومأساوية، وفقاً لما كشفه أحدث تقرير لمنظمة مكافحة الاتجار بالبشر، الذي وصف المعتقلات التي تحتجز فيها النساء، بأنها أسوأ من غوانتانامو وأبوغريب.

وطبقاً لتقرير صدر عن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، وهو منظمة إقليمية حاصلة على الصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة، فقد تنامت ظاهرة انتهاك حقوق النساء في اليمن، وتسببت في إفراز قيم مغايرة لحقوق الإنسان وحاطَّة بالكرامة لم يشهدها اليمنيون من قبل.

وأشار تقرير مركز المعلومات إلى أن فريق الرصد والتوثيق التابع له، سجل حوادث اعتقال بالعشرات طالت نساء، لافتاً إلى وجود ما يقارب

300 امرأة ما زلن يقبعن خلف القضبان، بينهن 100 امرأة ناشطة سياسية وحقوقية وإعلاميات، عوضاً عما يقارب 45 امرأة مخفيات قسريا

وخلال العام الفائت، تسببت ميليشيا الحوثي بمقتل 15 امرأة من أصل 19 امرأة، وإصابة نحو 36 من بين 40 امرأة أخرى، أُصبن بشكل مباشر عن طريق القصف والقنص والاغتيال، بحسب ما ذكره التقرير، منوهاً إلى 70% من الفتيات اللاتي حُرمن من التعليم، وأصبحن الأكثر عرضة لحالة التدهور الصحي التي أصابت قرابة 80% من السكان.

وفي سبتمبر الماضي، كشفت الناشطة اليمنية نورا الجروي في ورقة قدمتها خلال ندوة حقوقية في جنيف، عن 13 ألف حالة انتهاك، مارسها الحوثيون ضد النساء، وذلك في الفترة من ديسمبر 2017 حتى أكتوبر 2018، من بينها، 300 حالة اختطاف، و44 حالة إخفاء قسري.

مشيرة إلى أن 288 امرأة ما زلن في سجون الحوثيين.

تقول الناشطة الحقوقية اليمنية وضحى مرشد »يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، وتحتفل المرأة اليمنية بمرور 6 سنوات حرب أخذت منها كل شيء، وتركتها عارية في مواجهة آلة القمع والإرهاب الحوثية ما بين قطع رواتب وتجويع وسوق مُعيلها، جبراً، للحرب ثم أطفالها وإعادتهم أشلاء في توابيت

وأضافت في تصريح اختصت به «الرؤية» أن «المرأة الأضعف ماقبل الإنقلاب، صارت الأكثر انتهاكاً في زمن الحرب، ميليشيا الحوثي الإرهابية ضد الدين والعادات والتقاليد التي تجرم التعرض للنساء، هي اليوم تقوم بانتهاك كل المحرمات والعيب الأسود، قتلت النساء بالأرياف والمدن وزرعت الألغام في منازل النازحات، ولا تزال تقنص الباحثات عن قطرة ماء في تعز وغيرها، ثم تهجم على منازل نساء عزل في مناطق سيطرتها مروعة النساء والأطفال

وتابعت وضحى مرشد »تعتقل الميليشيا وتختطف ثم تهدد وتعذب وتغتصب النساء في سجونها غير القانونية، وبلا تهم، أصبحت النساء في سجون الحوثيين بين خيارين لا ثالث لهما، فإما التعفن في السجن بين الاغتصاب والتعذيب، أو القبول بالتجنيد في صفوفهم كخلايا استخباراتية ودعارة، وشهادات الناجيات تحكي فصولاً من الرعب الذي لم يحدث في أسوأ حروب العالم عبر التاريخ

واختتمت حديثها بالتذكير بالوضع المأساوي الذي تعيشه النساء بلا استثناء بمناطق سيطرة الحوثيين، تقول :كانت النساء بمناطقهم معارضة أو صامتة، ناشطة أو ربة بيت عادية، فهي ضحية محتملة لأذاهم ومعرضة كل يوم لخطر الإصابة أو القتل أو الاعتقال والاغتصاب والتعذيب وتزداد الصورة قتامة ورعباً في ظل صمت الضحايا والأهالي والمجتمع الدولي وحالة الترهيب والرعب التي سيطرت على الناس.