الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تصاعد التوتر في الحُديدة بعد قنص ضابط يمني على يد ميليشيات الحوثي

تصاعد التوتر في الحُديدة بعد قنص ضابط يمني على يد ميليشيات الحوثي

مسلحون من ميليشيات الحوثي يجوبون شوارع الحديدة. (رويترز - أرشيفية)

تصاعد التوتر في محافظة الحُديدة في اليمن بعد تعرض ضابط يمني في لجنة إعادة الانتشار لمراقبة اتفاق ستوكهولم، للقنص على يد ميليشيات الحوثيين، بينما كان يؤدي مهامه في نقطة المراقبة الخامسة.

وأعلنت وزارة الخارجية اليمنية تعليق عمل الفريق الحكومي في اللجنة، نتيجة لاستمرار التصعيد من قبل الميليشيات المدعومة من إيران.



وتم نشر ضباط لجنة الارتباط المنبثقة عن لجنة إعادة الانتشار بإشراف الأمم المتحدة في أكتوبر 2019، في 5 نقاط شرق الحديدة، لمراقبة وقف إطلاق النار وإبلاغ غرفة عمليات البعثة الأممية عن الخروقات، إلا أن هذا الإجراء لم يمنع وقوع اختراقات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، أغلبهم مدنيون.



واتهمت وزارة الخارجية الحوثيين باستغلال اتفاق الهدنة لحشد وتصعيد «حربهم العبثية»، مشيرة إلى أن المليشيات ترفض السماح للفريق الفني التابع للأمم المتحدة «بالدخول وتقييم وصيانة خزان صافر العائم على سواحل الحديدة، لتلافي وقوع كارثة بيئية خطيرة في البحر الأحمر، لا تحمد عقباها».

وفي وقت سابق، أعلنت القوات المشتركة سحب ضباطها من نقاط المراقبة المشتركة في كل المواقع، رداً على قنص المليشيات للضابط محمد شرف الصليحي، الذي تعرض لإصابة بالغة في رأسه، يرقد على إثرها في العناية المركزة.



وفي 13 ديسمبر 2018، اجتمع في ستوكهولم وفد من الحكومة اليمنية والحوثيين في حضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، حيث عقدت محادثات تمخضت عن اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب عسكري لكافة الأطراف من محافظة الحديدة.

وتضمن الاتفاق إشراف قوى محلية عرفت باسم لجان إعادة إعادة الانتشار الحكومية، على النظام في المدينة، لتبقى الحديدة ممراً آمناً للمساعدات الإنسانية. ويقضي الاتفاق بانسحاب ميليشيات الحوثي من المدينة والميناء خلال 14 يوماً، وإزالة أي عوائق أو عقبات تحول دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها، لكن الميليشيات دأبت على انتهاك الاتفاق.

وفي تصريحات خاصة لـ«الرؤية»، قال مصدر عسكري في القوات المشتركة إنها ستتخذ كل الإجراءات، التي من شأنها حماية ضباطها و«سترد على هذا الاعتداء بشكل قاسٍ وموجع»، دون أن يوضح طبيعة الرد.



وأشار المصدر إلى أن لجنة تنسيق إعادة الانتشار الحكومية رفعت بلاغاً إلى رئيس البعثة الأممية في الحديدة، الجنرال الهندي أبهجيت جوها، لكنه لم يعلق بعد.



من جانبه، وصف رئيس الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، اللواء الركن محمد عيضة، قنص ضابط الارتباط بـ«التصعيد الخطير»، الذي يهدد بنسف اتفاق ستوكهولم وعودة الأوضاع إلى نقطة الصفر.



وأكد أن «الفريق الحكومي يعتبر أن هذا الاعتداء الجبان يضع اتفاق ستوكهولم ومسار السلام في محافظة الحديدة أمام مفترق طرق». وأضاف «لن نقف مكتوفي الأيدي أمام مثل هذه الاعتداءات».



وحمّل الناطق الرسمي باسم المقاومة الوطنية، عضو القيادة المشتركة في الساحل الغربي صادق دويد، ميليشيات الحوثي، مسؤولية «انهيار اتفاق ستوكهولم، المحتضر منذ ولادته، بخروقاتهم المستمرة، وآخرها الاستهداف المباشر بالقنص لضابط الرقابة».

واعتبر ما أسماه بـ«الصمت الأممي إزاء الحماقات الحوثية» مشاركة فعلية في المزيد من تدهور الوضع في الحديدة.



في السياق نفسه، أكد المتحدث باسم عمليات تحرير الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش، في تصريحات خاصة لـ«الرؤية» أن الأمم المتحدة «لم تستجب لكل الدعوات والبلاغات التي رُفعت إليها حول حادثة قنص الضابط وهو ما دعانا لسحب ضباطنا».

وأوضح «الوضع متأزم والأمور تتجه نحو الحرب الشاملة، وإذا لم تخرج الأمم المتحدة، لإدانة هذا الحادث صراحة، فنحن سننسحب من هذا الاتفاق ونعلنها حرباً شاملة ضد الحوثيين».

وقال الدبيش: «إن الحوثيين منعوا البعثة الأممية من إدانة الاعتداء الحوثي، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه البعثة خاضعة لتوجيهات الحوثيين وتشرعن للمليشيات أفعالها العدوانية».