السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

زيارة حفتر إلى برلين وباريس.. بصيص أمل لحل الأزمة الليبية

زيارة حفتر إلى برلين وباريس.. بصيص أمل لحل الأزمة الليبية

قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في أثينا. (رويترز)

يرى مراقبون أن الزيارة غير المعلنة لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر إلى ألمانيا هذا الأسبوع، تبعث برسالة مفادها بأن برلين ترغب في حل سلمي للأزمة الليبية، وإن اعتمدت على سياسة «النفس الطويل».

والتقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، المشير حفتر في برلين يوم الثلاثاء، في مسعى لدفع جهود ضمان وقف إطلاق نار دائم في ليبيا.

وخلال الاجتماع، شددت ميركل على أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع في ليبيا، وبالتالي فإن «وقف إطلاق النار وإحراز تقدم في العملية السياسية وفقاً لقرارات مؤتمر برلين، هي أمور ضرورية»، حسبما نقل عنها الناطق باسمها شتيفن زايبرت.

ولم يكشف المتحدث عن تفاصيل بشأن رد فعل حفتر.

وزيارة حفتر إلى برلين هي الثانية في الأشهر الأخيرة، وكان التقى ميركل أيضاً على هامش مؤتمر برلين الذي عُقد في يناير الماضي.

وزار حفتر باريس والتقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين.

وقال مسؤول فرنسي بارز، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته التزاماً بالممارسات المعتادة في الرئاسة الفرنسية، إن حفتر التزم بالتوقيع على مسودة اتفاق وقف إطلاق النار منذ الشهر الماضي، لكنه أشار إلى أن الالتزام يعتمد على احترام الطرف الآخر لوقف إطلاق النار.

وأكد المراقبون أنه لا يمكن أن تترك أوروبا ليبيا في أيدي روسيا وتركيا فقط، فهذا بلد عبور خطير للاجئين على ساحل البحر المتوسط، كما أنه لا بد من الضغط على تركيا التي تُعقِّد الأمور بشدة هناك عبر المرتزقة السوريين الذين ترسلهم للحرب بجانب حكومة فايز السراج في طرابلس.

من جهته، يرى الباحث بالمعهد الألماني لسياسات التنمية مارك فورنس، أن الوضع شائك للغاية، وأن الحديث عن بصيص أمل يُعد بمثابة أمنيات صعبة المنال في الوقت الحالي في ظل تشابك الأطراف الداخلية والدولية الفاعلة على الساحة الليبية.

وأضاف فورنس في تصريحات لـ«الرؤية» أنه لا يمكن لألمانيا أو أوروبا أن تتوقف عن بذل مزيد من الجهود، لأن المخاطر جمة كما وصفها المبعوث الأممي غسان سلامة الذي استقال مؤخراً.

وأشار إلى أنه منذ توقيع خطة 55 نقطة في قمة برلين باشتراك الأطراف الفاعلة في ليبيا ومنها «وقف إطلاق النار، مساعدات اقتصادية لإعادة بناء البلاد، وتراجع المرتزقة الأجانب» لم يحدث أي التزام بها.

وتابع بقوله إن هذا الأمر يحتاج لوقفات صارمة، ولكن هذا غير وارد في هذا التوقيت، فالجميع مشغول بقضايا عالمية خطيرة.

وتحدثت وسائل إعلام ألمانية عن أنه من السذاجة أن تعتقد ميركل أن الضغط بالكلام أو الدبلوماسية وحدهما، سيؤديان لأي تحسن في الموقف على الأرض، وخاصة أن الأطراف المحلية والدولية اللاعبة على الساحة الليبية لم تلتزم بأي اتفاقات مسبقة.

وأشارت صحيفة «فيلت» الألمانية إلى أن الحل السياسي لا بد من أن تفرضه قوة عسكرية تراقب الوضع في ليبيا وتضمن عدم خرق الأطراف لوقف النار، ولكن حدوث ذلك صعب في الوقت الحالي، وإنه إذا حدث وضمنت ميركل ذلك فإننا ربما سنكون أمام صفحة جديدة ربما تأتي بنتائج إيجابية.

فيما ذكر موقع «ستاندرد دويتشلاند» أنه لا بد لأوروبا من أن تضغط على تركيا لإيقاف مغامراتها الاستعمارية في ليبيا والدول الأفريقية، وربما يكون الوقت الحالي مناسباً؛ لأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يخسر قوات حالياً في ليبيا.