الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«التنين» يفتح الباب أمام إجراءات مصرية لمواجهة فيروس كورونا

«التنين» يفتح الباب أمام إجراءات مصرية لمواجهة فيروس كورونا

جمعيات أهلية شاركت في دعم منكوبي الطقس السيء. (الرؤية)

بعد نحو أسبوعين من تجاهل مطالب شعبية بوقف الدراسة، احتفى أولياء أمور وطلاب بإجراءات الحكومة المصرية اليوم السبت لمواجهة فيروس كورونا، والتي جاءت بعد إجراءات حكومية غير معتادة لاحتواء الطقس السيئ المصاحب لما عرف باسم «منخفض التنين».

وأمر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتعليق الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوعين بدءاً من غد الأحد.

وأعلنت الحكومة أيضاً تخصيص 100 مليار جنيه (حوالي 6.4 مليار دولار) لتمويل خطة شاملة لاحتواء الفيروس الذي أثار ذعراً عالمياً بعد انتشاره من الصين التي ظهر فيها أواخر العام الماضي.

وأوضح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن قرار تعليق الدراسة جاء حفاظاً على سلامة الطلاب الذين يمثلون نحو 25% من الشعب، بعد اكتشاف 4 حالات إصابة بالفيروس بالمدارس.

وقاومت الحكومة على مدى الأسبوعين الماضيين مطالب عبر منصات التواصل الاجتماعي لوقف الدراسة، وأشارت إلى عدم وجود توصية من منظمة الصحة العالمية باتخاذ هذا الإجراء، لكن عدد الدول العربية والأوروبية التي علقت الدراسة لاحتواء انتشار الفيروس تزايد على مدى الأسبوعين الماضيين.

ورحبت مجموعات لطلاب جامعيين على منصات التواصل الاجتماعي بقرار تعطيل الدراسة، فيما اعتبرته أمهات انتصاراً لأولياء الأمور.

وجاءت إجراءات الحكومة لمواجهة الفيروس بعدما نجحت على مدى اليومين الماضيين في احتواء آثار موجة من الطقس السيئ نتيجة ما عرف باسم منخفض التنين الجوي، من خلال إجراءات شملت تعطيل الدراسة والأعمال وحركة القطارات وترشيد إمدادات المياه والكهرباء، لتخفيف الضغط على البنية التحتية في البلاد لاحتواء هطول الأمطار بمعدلات لم تشهدها مصر منذ عام 1994.

ولقي 20 شخصاً حتفهم في موجة الطقس السيئ، في حين تسببت أمطار مشابهة في عام 1994 في سيول أودت بحياة نحو 600 شخص في قرية درنكة في صعيد مصر.

وأشاد الرئيس المصري بجهود السلطات ورد فعل المواطنين، ما ساعد على اجتياز «مشهد بالغ التعقيد إزاء ظروف مناخية ليست معهودة في بلادنا».

وقال أستاذ إدارة الأزمات بجامعة حلوان، الدكتور عبدالحميد يحيى، إن الحكومة في إدارتها للأزمة هذه المرة ركزت على معلومات سليمة من الخبراء، واستعدت بكل إمكاناتها المتاحة، مشيراً إلى أن الوعي الشعبي وعدم نزول المواطنين للشوارع إلا للضرورة كان له دور كبير في التخفيف من حدة الأزمة والأخطار المترتبة عليها، وأوضح أن المأخذ الوحيد هو القصور في البنية التحتية.