السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

تونس.. الشارع يرفض إجراءات مواجهة «كورونا» والإخوان يهاجمون المفتي

تونس.. الشارع يرفض إجراءات مواجهة «كورونا» والإخوان يهاجمون المفتي

الحركة تتواصل في شوارع العاصمة رغم القرارات الحكومية (أي بي أيه)

يواصل التونسيون حياتهم العادية رغم التحذيرات من انتشار فيروس كورونا بسبب العائدين من الخارج، وخاصة فرنسا التي يعيش فيها حوالي مليون تونسي، حيث كانت استجابة الناس لقرارات الحكومة الاحترازية كانت ضعيفة.

ولم ينقطع التونسيون عن أداء الصلوات الجماعية رغم ما فيها من مخاطر وكذلك ارتياد المطاعم والمقاهي والملاهي التي تغلق وجوباً في الرابعة مساء، إلا أن الكثير من هذه الأنشطة التجارية لم يلتزم بالتوقيت الذي حددته الحكومة، خاصة المقاهي التي تواصل تقديم النرجيلة (الشيشة)، خاصة في الأحياء الشعبية ما اضطر الشرطة البيئية (جهاز أمني تابع لوزارة الداخلية) إلى التدخل وحجز التجهيزات في أكثر من مقهى وغلقه بالقوة.

هذه الظاهرة ليست التجاوز الوحيد الذي يعاني منه التونسيون؛ فقد اتخذت الحكومة قراراً بإخضاع العائدين من بعض الدول مثل إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وغيرها للحجر الذاتي في بيوتهم مع متابعة من المصالح الصحية إلا أن الكثيرين لم يلتزموا بهذا وواصلوا التجول في الأسواق والمقاهي وكأن شيئاً لم يحدث.

ورداً على هذا السلوك أطلق عدد من الناشطين على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك حملة للمطالبة بإجبار المواطنين على البقاء في البيت تحت عنوان «شد دارك» (أبقى في البيت).

وطالبوا الحكومة بفرض حظر تجوال وهو القرار الذي يتوقع أن تتخذه الحكومة في الساعات القادمة بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا بعد تسجيل 20 إصابة مؤكدة وعشرات المشتبه بإصابتهم الذين التزموا ذاتياً البقاء في منازلهم.

وفي تصريحات لـ«الرؤية»، قالت الدكتورة سارة ثابت، إن إجبار الناس على البقاء في البيت مخالف للقانون التونسي لكن المسألة تبقى مرتبطة بالوعي الجماعي بخطورة هذا الفيروس الذي يحتاج إلى مواجهة عبر الاحتياط واليقظة.

وكان مفتي الديار التونسية الشيخ عثمان بطيخ طالب في رسالة صوتية التونسيين بالبقاء في البيت وأداء الصلوات بشكل فردي في البيت، درءاً للمخاطر كما قال، لكن دعوة المفتي واجهها أنصار حركة النهضة (ممثل الإخوان المسلمين) والصفحات القريبة منها وأنصار الإسلام السياسي بشكل عام بحملة نقد واسعة قادها رئيس جامعة الزيتونة الدكتور هشام قريسة الذي ندد بدعوة وزارة الشؤون الدينية إلى تعليق صلاة الجماعة في المساجد درءاً للعدوى.

وكتب «فأما أن يؤخذ قرار منع الجماعة والجمعة وينسب إلينا فهذا لا يستقيم، وأنا لا أهرب من المسؤولية ولكن لا أسمح بأن يكون من اتخذ القرار يختفي وراءنا، ويعلن قراره ويتحمل مسؤوليته ونحن نمتثل لأمره، ثمّ كيف سيكون الابتهال إلى الله والتضرع له إذا نحن تركنا الصلاة في المسجد والله سبحانه هو الرافع للبلاء ونحن في عقيدتنا يرفع بالاحتياط وبالدعاء والواجب».

كما هاجم النائب في مجلس نواب الشعب عن حزب الرحمة سعيد الجزيري رئيس الحكومة ومفتي الديار التونسية الذي دعا إلى الصلاة في البيت واعتبر ذلك منافياً لتعاليم الإسلام.

ومن جهته، قال الأستاذ أنس الشابي الباحث المتخصص في تاريخ الحركات الإسلامية إن موقف رئيس جامعة الزيتونة يؤكد أن هذه الجامعة خارج التاريخ. وأضاف في تصريح لـ«الرؤية» الحفاظ على النفس هدف كل التشريع الإسلامي الذي جعل الحفاظ على الروح الهدف الأسمى وعدم «التهلكة».

وتابع أنه «على المسلم أن يبتعد عن كل ما من شأنه أن يمثل خطراً على حياته، وبالتالي فإن الصلاة الجماعية إذا كانت ستتسبب في عدوى خطيرة تصبح مهلكة للنفس وهو ما لا يبيحه الإسلام».