السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الرئيس الجزائري يعلن إجراءات استثنائية تشمل حظر المسيرات لاحتواء كورونا

الرئيس الجزائري يعلن إجراءات استثنائية تشمل حظر المسيرات لاحتواء كورونا

متظاهرون جزائريون يرفضون قرار حظر المسيرات (أ ف ب)

أعلن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، مساء الثلاثاء، إجراءات استثنائية للتصدي لفيروس كورونا، الذي قتل 5 أشخاص في البلاد، لكنه أكد أن الوضع تحت السيطرة رغم حالة الذعر بين المواطنين الذين تكالبوا على شراء الإمدادات الغذائية.

وبعد اجتماع مع كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين، أعلن تبون في كلمة عبر التلفزيون، غلق جميع الحدود البرية للبلاد مع الدول المجاورة، وتعليق الرحلات الجوية والبحرية ما عدا الخاصة بشحن البضائع.

وأشار إلى منع تصدير أيّ منتج استراتيجي سواء كان طبياً أو غذائياً حتى انفراج الأزمة.

وأعلن تبون أيضاً حظر التجمعات والمسيرات «كيفما كان شكلها وتحت أيّ عنوان كانت».

وجاء ذلك بعد أيام من الشد والجذب بين نشطاء حول صواب استمرار مسيرات الحراك الشعبي يومي الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع.

وأكد تبون أن الدولة الجزائرية قوية، وأن الوضع تحت السيطرة، داعياً الجزائريين إلى التحلي بالانضباط واليقظة.

وجاءت كلمة تبون أيضاً بعد علامات على انتشار حالة الذعر على المستوى الشعبي، حيث عرفت البلاد في الـ24 ساعة الماضية أزمة في التموين بالمواد الغذائية خاصة الحبوب والبقول الجافة.

وانتشرت شائعة عن تحضير الحكومة الجزائرية لإعلان الحجر الصحي على العاصمة وولاية البليدة التي سجلت أغلب حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وباقي الولايات التي ظهرت فيها إصابات.

وتسببت الشائعة في هجوم المواطنين على البقالات ودكاكين بيع المواد الغذائية في أغلب المدن الجزائرية، وعجز التجار عن تلبية الطلبات الكبيرة على المواد التي نفذت حتى لدى أسواق الجملة، كما نفذت من أغلب الصيدليات الأقنعة الواقية.

وأعلنت وزارة الصحة الجزائرية، الثلاثاء، حالة وفاة جديدة بسبب الفيروس ليرتفع عدد الضحايا في البلاد إلى 5 حالات، في حين بلغ عدد الإصابات المؤكدة 60 حالة منها 14 غادرت المستشفى بعد تماثلها للشفاء.

وكتب أستاذ العلوم السياسية بجامعة تمنراست قاسمي السعيد بصفحته على فيسبوك: أن «الهلع الذي دفع المواطنين للتدافع على اقتناء حاجاتهم سببه غياب اتصال فعَّال وفقدان ثقة ومصداقية في السلطة القائمة، التي تتحمل ما يحدث.»

وقررت وزارة الشؤون الدينية تعليق إقامة صلوات الجماعة ابتداءً من ظهر الثلاثاء، وعدم إقامة صلاة الجمعة ابتداءً من يوم الجمعة المقبل.

وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، للتلفزيون الجزائري، إن لجنة الفتوى قررت تعليق صلاة الجمعة والجماعة وغلق كل المساجد عبر ربوع الوطن بسبب تفشي فيروس كورونا، مع الإبقاء على شعيرة الآذان فقط.

وبدت أغلب شوارع العاصمة فارغة باستثناء الشوارع التي شهدت مسيرات الطلبة المعتادة يوم الثلاثاء قبل ساعات من كلمة تبون بعدما رفض ناشطون الانصياع لنداء تعليق نشاطات الحراك المتواصل منذ فبراير العام الماضي.

لكن ناشطين آخرين دعوا مجدداً في ساحات التجمعات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى تعليق مسيرات الجمعة والثلاثاء.

وقال الناشط عصام مقراني عبر فيسبوك: «من خرج اليوم في المسيرات بغض النظر عن نيته، يطبق في شعار جديد: نموتوا قاع عوض يتنحاوا قاع (شعار الحراك باللهجة الجزائرية معناه يرحلوا جميعهم). الله يهدينا».

وقال الناشط السياسي فاتح قرد معلقاً: «مع أن العقل غالب في الحراك فإن صوت مجانين الحراك أكثر صخباً، وسلوكهم أكثر ضرراً حتى بالحراك نفسه».

وقال الإعلامي مهدي براشد: "من يصر على الخروج إلى الشارع في هذه الظروف الصعبة إنما يريد تشويه الحراك الشعبي وضربه مع سبق الإصرار والترصد

من جانبه، كتب رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس عبر فيسبوك: «إن تغليب وإعطاء الأولوية لصحة الجزائريين هي مسؤولية الجميع».

وفي نفس الوقت، رد الأستاذ بجامعة الجزائر والناشط رضوان بوجمعة، بأن دعا السلطة في منشور مطول عبر صفحته على فيسبوك إلى «فصل هذا الوباء عن مجال التجاذب السياسي، وعدم استخدام كورونا لزرع الفتنة بين الجزائريين والجزائريات، وأن تعرف السلطة أن الوعي الشعبي اليوم يُبين أن هذه الثورة سائرة في طريق إنقاذ الأمة والكيان القانوني والجغرافي للدولة.»