الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

اعتداء جديد لميليشيات الحوثي يؤكد الشكوك حول التزامها بهدنة «كورونا»

اعتداء جديد لميليشيات الحوثي يؤكد الشكوك حول التزامها بهدنة «كورونا»

عنصر حوثي يحمل سلاحه (ا ف ب)

تمكن تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية من إسقاط طائرات مسيرة أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه المملكة صباح اليوم الجمعة.

وجاء الاعتداء الحوثي الجديد رغم ترحيب قيادة التحالف والحكومة اليمنية الشرعية بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوثه إلى اليمن مارتن جريفيث بوقف إطلاق النار لدعم جهود التصدي لفيروس كورونا المستجد.

وأبدى الحوثيون موافقتهم أمس على الهدنة وهو ما رحب به غوتيريش، لكن وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية نبيل عبدالحفيظ، يرى أن الموافقة على هذه الدعوة مع وضع شروط، نوع من المراوغة، لافتاً إلى أن محمد علي الحوثي، طالب برفع الحظر عن المطارات والموانئ مقابل الموافقة.

وقال عبدالحفيظ، في تصريحات لـ«الرؤية» من القاهرة، إن جماعة الحوثي اعتادت التسويف والمماطلة، والتلاعب بكل الاتفاقيات التي تعقد معها: «اتصالات مكثفة من المبعوث الأممي مارتن جريفيث للحوثيين نصحهم خلالها بالموافقة لكن يبدو أنهم أعلنوها ظاهرياً».

وأشار إلى أن ميليشيات الحوثي، معتادة على نقض العهود، منذ عام 2004 حتى في صراعاها وحروبها من النظام السابق للرئيس علي عبدالله صالح، لافتاً إلى أنهم نكثوا 75 اتفاقاً خلال 14 عاماً قبل اتفاق ستوكهولم الذي لم يطبقوه أيضاً.

وأوضح أنهم في العادة يوافقون ظاهرياً، لكن عند بدء تنفيذ الاتفاق يعاودون الكرة ويواصلون الانتهاكات ولا يقدمون شيئاً على الأرض غير التخريب والدمار، وتابع: «الحوثيون وباء في حد ذاتهم، ربما نجد علاجاً لـكورونا، لكن سيبقى وباء الحوثيين بلا لقاح، والحل الوحيد لوقف شرهم هو كسرهم عسكرياً».

وقال رئيس مركز حقي لدعم الحقوق والحريات في جنيف هاني الأسودي، إن الحوثيين لا يلتزمون بأي اتفاق دولي، لذلك فلا أمل في التزامهم بوقف إطلاق النار لمواجهة فيروس كورونا.

وذكّر في تصريحات لـ«الرؤية»، بنكوصهم عن اتفاق الكويت قبل 3 سنوات، على الرغم من كونه اتفاقاً لبناء الثقة بين الأطراف، إلا أنهم رفضوا التوقيع عليه بعد أن كانوا وقعوا على المسودة الأولية، وواصلو انتهاكاتهم غير عابئين بأية دعوة للتهدئة.

وتابع أن اتفاق الأطراف في ستوكهولم نهاية عام 2018 نص على الانسحاب من ميناء الحديدة وتخفيف حدة الحرب في تعز، لكنهم واصلوا الانتهاكات والتضييق على المدنيين، ولم ينسحبوا إلى اليوم من منطقة الحديدة، ولم يفرجوا عن الأسرى والمعتقلين.

وأشار إلى أن هذه الميليشيات تتبع سياسة إيران في المماطلة ووضع العراقيل لإفشال أي اتفاق، لهذا فإن من المستبعد أن يلتزموا بوقف إطلاق النار، وسيواصلون جنباً إلى جنب مع كورونا، تهديد أمن وحياة اليمنيين، لأن ماضيهم الأسود لا يبشر بالخير.

وهو ما يؤيده الباحث في الشأن الإيراني هشام البقلي، في تصريحاته لـ«الرؤية»، معتبراً أنهم يتعاملون بنفس أسلوب إيران، لكنه أكد أن خطر وباء كورونا سيغير الكثير من التوازنات الدولية وشكل الأوضاع السياسية في كثير من الدول على رأسها اليمن.

وقال أن ميليشيات الحوثي ستسعى إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب الاقتصادية والسياسية عن طريق استغلال هذه الأزمة التي تهدد البشرية.