الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«كورونا» يقسم اليمن إلى شطرين.. والميليشيا تستغل الجائحة في فرض إتاوات جديدة

«كورونا» يقسم اليمن إلى شطرين.. والميليشيا تستغل الجائحة في فرض إتاوات جديدة

محاولات لتطهير وتعقيم الأماكن العامة في صنعاء. (إي بي أيه)

تسبب فيروس كورونا المُستجد في تقسيم اليمن إلى شطرين بشكلٍ يشابه ما كانت عليه البلاد قبل مايو 1990، باختلاف طفيف في الخارطة الجغرافية لهذا التقسيم الذي عززته المخاوف من الوباء، وطموحات الميليشيا الحوثية باستثمار الأزمة في التكسب والربح.

لدى اليمن اليوم واقعٌ يشبه دولتين منفصلتين نتجتا عن الحرب الحوثية، وأكملتها كورونا، ففي صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين يتم تداول عملة نقدية خاصة طُبعت قبل الحرب تختلف في مواصفاتها ومقاساتها عن العملة النقدية التي يتم التعامل بها في مناطق سيطرة الشرعية، وهذه الأخيرة طبعت في العامين الأخيرين، لتوفير السيولة النقدية، ويمنع تداولها في مناطق سيطرة الحوثيين من قبل الميليشيا، كما تختلف قيمة أسعار الوقود والمواد الغذائية وأسعار صرف العُملات الأجنبية.

إضافة إلى ذلك، فإن هنالك منافذ جمركية مستحدثة بين المناطق المحررة وغير المحررة يفرض من خلالها الحوثيون رسوم جمركية على البضائع المجمركة أصلا في المنافذ الرسمية البرية والبحرية، وسيارات نقل الركاب، إضافة إلى سياجات أمنية وعسكرية للمراقبة والتفتيش الدقيق تبدأ من حيث المناطق الفاصلة بين سيطرة الشرعية والأخرى التي يسيطر عليها الحوثيون وكأنها منافذ حدودية بين بلدين اثنين.

لكن المخاوف من تفشي وباء كورونا إضافة إلى المتاجرة الحوثية بالأزمة، خلقت ما هو أسوأ من ذلك، حيث أقرت ميليشيا الحوثي بمنع دخول اليمنيين من المناطق المحررة الى المناطق التي تخضع لسيطرتها، وإعادتهم فوراً من كل المنافذ معتبرةً هذا الإجراء تدبيراً احترازياً لمواجهة كورونا في البلد العربي الذي لم تسجل فيه أية إصابة حتى اللحظة.

وزارة الداخلية التابعة لميليشيا الحوثي أعلنت الخميس الماضي أنها لن تسمح إطلاقاً بدخول القادمين من خارج البلاد أو من المحافظات التي يسيطر عليها التحالف والشرعية، إلى مناطق سيطرة الميليشيا.

وحذرت بمعاقبة «كل من يثبت قيامه بتهريب أي شخص من الوافدين، أو إدخاله عبر المنافذ والممرات بأي طريقة، باعتبار هذا الفعل من الجرائم الجسيمة». بحسب البيان.

لكن مصادر «الرؤية» أكدت أن الميليشيا الحوثية استغلت جائحة كورونا بغرض تعزيز إيراداتها المالية، مشيرة إلى أنها تفرض مبلغ 30 ألف ريال يمني (50$) على كل مواطن يمني من المناطق المحررة يرغب في الدخول إلى المحافظات التي تسيطر عليها.

وقال أحد اليمنيين وصل إلى صنعاء الجمعة برفقة زوجته وطفليه قادما من تعز لـ«الرؤية» إنه دفع مبلغ 120 ألف ريال يمني في منفذ الحوبان شرق تعز، حيث تسيطر الميليشيا، مقابل سماح الميليشيا له بمواصلة رحلته نحو صنعاء التي يقصدها بغرض علاج زوجته التي تعاني من ورم سرطاني، مؤكداً أن الميليشيا أعادت مئات المسافرين لعجزهم عن دفع المبالغ.

وكان زعيم الميليشيا الحوثية زعم في خطاب له يوم الخميس الماضي -سبق قرار وزارة الداخلية التابعة للحوثيين- وجود جنود من قوات الشرعية في محافظة حجة مصابون بفيروس كورونا، وهو ما نفته الحكومة الشرعية لاحقاً على لسان وزير إعلامها معمر الأرياني.

ووصف الوزير الأرياني ما جاء على لسان الحوثي بأنها تصريحات خرقاء لا مسؤولة «تكشف مستوى السقوط الأخلاقي ومساعي الميليشيا لاستثمار الجائحة العالمية كورونا في سياق الصراع والتحشيد السياسي والعسكري والحرب النفسية على اليمنيين خدمة لمشروعهم الظلامي المستورد من إيران».