السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

احتجاج وقطع طرق في ضاحية فقيرة بتونس ينذر بعاصفة ضد حكومة الفخاخ

شهدت منطقة المنيهلة والتضامن من ضواحي تونس الفقيرة، احتجاجات بسبب نقص المواد الأساسية وارتفاع الأسعار.

وأحرق المحتجون إطارات السيارات وقطعوا الطرق خلال المظاهرات الغاضبة التي اندلعت الاثنين، فيما حذر مراقبون من تفجر الأوضاع بشكل أكبر خلال الأيام القادمة مع تزايد الضغوط بسبب الإغلاق المفروض بسبب أزمة كورونا.

واعتبر ناشطون على التواصل الاجتماعي أن الاحتجاجات مؤشر على عاصفة قادمة إن لم تبادر الحكومة باتخاذ تدابير عاجلة لضمان موارد للفئات المهمشة والفقيرة التي توقف نشاطها بسبب الحجر الصحي.

ولم تفِ حكومة إلياس الفخفاخ بوعودها بصرف إعانات مالية على الرغم من مرور شهر ونصف على الأزمة.

وكانت الحكومة قد وعدت بصرف تعويض عن توقف النشاط الاقتصادي لملايين التونسيين وقد تسببت هذه الوعود في طوابير أمام مراكز المعتمديات (المقرات الرسمية في المحليات) والولايات (المحافظات) والمقرات الرسمية للسلطة في مراكز المحافظات، ما قد يشكل خطورة وسبباً في انتشار عدوى فيروس كورونا وبالتالي يصبح الحجر الصحي بلا معنى.

وقال الخبير الاجتماعي الهادي دحمان لـ«الرؤية» إن الحجر الصحي سيتسبب في حريق اجتماعي كبير قد يؤدي إلى الفوضى.

وأضاف «الحجر الصحي إجراء ضروري لمحاصرة الفيروس، لكن من سيطعم الفقراء وكيف يمكن أن نقنع أب عائلة ليس له ما يطعم به أبناءه للبقاء في البيت؟».

وتابع «هذه المعضلة التي على الحكومة مواجهتها.. تونس لا تملك الإمكانات ولا الآليات لضمان أجور دنيا للفئات الهشة الذين ليس لهم وظائف».

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور محمد الجويلي أستاذ علم الاجتماع في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس أن استقرار تونس مهدد بسبب الحجر الصحي إن لم ترافقه إجراءات عاجلة لضمان موارد العيش للفئات الفقيرة والعاطلين عن العمل وأصحاب الحرف والعاملين في قطاع الخدمات.

وأكدت رئيسة جمعية المحمدية مليكة الهنتاتي لـ«الرؤية» أن الذين فقدوا دخولهم اليومية بسبب الحجر الصحي على تواضعها سيخرجون إلى الشارع وسيحرقون الأخضر واليابس لأن الجوع كافر والموت بكورونا أو الجوع سواء.

وأضافت «أنا صيدلانية في المحمدية، وهي ضاحية شعبية فقيرة غربي العاصمة، أرى معاناة الناس كل يوم وألاحظ كيف يتحايلون على ظروفهم من أجل العيش يعملون في مهن بسيطة مثل تنظيف المنازل، إعداد الخبز المنزلي، البناء، الباعة المتجولين».

وتابعت: كل هذه الأنشطة توقفت فكيف سيواصلون حياتهم؟ السؤال الذي طرحته رئيسة جمعية المحمدية يطرحه كل يوم ملايين التونسيين سواء الذين فقدوا موارد عيشهم أو المتعاطفون معهم.