السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الرئيس اللبناني يؤكد أن بلاده تواجه أزمتين وتحتاج للدعم الخارجي

الرئيس اللبناني يؤكد أن بلاده تواجه أزمتين وتحتاج للدعم الخارجي

الرئيس اللبناني ميشال عون (رويترز)

أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، اليوم الاثنين، أن لبنان يجمع على أرضه أسوأ أزمتين هما: فيروس كورونا والنزوح، مشيراً إلى أن برنامج بلاده الإصلاحي يحتاج إلى دعم مالي خارجي.

وقال عون، خلال اجتماع أعضاء «مجموعة الدعم الدولية» من أجل لبنان، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»: إن «مجموعة الدعم أعلنت في آخر اجتماع لها في باريس في ديسمبر عام 2019، عن استعداد المجتمع الدولي لدعم لبنان على تخطي أزمته المالية والاقتصادية، بشرط قيام حكومة فعَّالة وذات مصداقية، وقادرة على مكافحة الفساد، وتنفيذ حزمة أساسية من الإصلاحات الاقتصادية».

وأضاف: «على وقع التحركات الشعبية، وفي ظل أزمة اقتصادية مالية اجتماعية متصاعدة، وعلى رغم كل العوائق السياسية، تشكلت حكومة في لبنان، وتعهدت بإطلاق خطة إنقاذ طارئة، ومكافحة الفساد، والقيام بمعالجات في المالية العامة، مع إجراءات اقتصادية للانتقال من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج».

وأكد أن «لبنان كان يستعد لإطلاق ورشة عمل لمعالجة أزماته الاقتصادية والمالية والاجتماعية حين ضربت جائحة»كوفيد-19«العالم، فاضطر الى إعلان حالة طوارئ صحية، ما عرقل إلى حد ما انطلاقته، وفاقم من أزماته، وأضاف إليها أزمة الصحة، ونحن اليوم نجابه كل هذه الأزمات والتداعيات ونرحب بأي مساعدة دولية».

ولفت إلى أن لبنان ‏يعاني من انكماش اقتصادي كبير، ومن تراجع الطلب الداخلي والاستيراد، ونقص حاد بالعملات الأجنبية، وارتفاع البطالة ومعدلات الفقر، وارتفاع الأسعار، وانخفاض سعر صرف الليرة اللبنانية من خلال السوق الموازي، بالإضافة إلى العجز في المالية العامة نتيجة تراجع الإيرادات الضريبية.

وأوضح أن «الدولة اللبنانية، و‏بهدف وقف استنفاد الاحتياطيات الخارجية التي وصلت إلى مستوى منخفض للغاية، وفي محاولة لاحتواء عجز الميزانية، قررت تعليق سداد استحقاقات سندات اليوروبوند، وتم تعيين استشاريين دوليين، مالي وقانوني لمؤازرة الحكومة في هذا المجال».

وأعلن أن «‏الدولة اللبنانية تعمل على إعداد خطة مالية اقتصادية شاملة، بهدف تصحيح الاختلالات العميقة في الاقتصاد، ومعالجة التشوهات التي نتجت عن 30 سنة من السياسات الاقتصادية والمالية الخاطئة، والتي سبقتها 15 سنة من حروب مدمرة، أطاحت بالكثير من البنى الاقتصادية والصناعية وحتى الإنسانية».

وأكد أن «هذه الخطة أشرفت على الانتهاء، وهي تهدف إلى حل المشاكل الاقتصادية والمالية والبنيوية، وإلى استعادة الثقة بالاقتصاد، كما إلى خفض الدين العام، ووضع المالية العامة على مسار مستدام، وإلى إعادة النشاط والثقة إلى القطاع المالي».

وقال عون: «نظراً لخطورة الوضع المالي الحالي، والآثار الاقتصادية الكبيرة على اللبنانيين، وعلى المقيمين والنازحين، سيحتاج برنامجنا الإصلاحي إلى دعم مالي خارجي، وخصوصاً من الدول الصديقة ومن مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، وذلك لدعم ميزان المدفوعات، وتطوير قطاعاتنا الحيوية».

وأضاف: "أننا نعول وبشكل كبير على التمويل الذي تم التعهد به، والبالغ 11 مليار دولار في مؤتمر (سيدر)، والذي سيخصص بشكل أساسي للاستثمار في مشاريع البنية التحتية.

وأكد عون، أن «لبنان اليوم يجمع على أرضه أسوأ أزمتين أصابتا العالم منذ 75 عاماً»، وقال: «إذا كانت جائحة»كوفيد 19«قدراً سيئاً طال معظم الدول، ونلنا منه قسطنا، فإن أزمة النزوح تحملناها منفردين، وقد تخطت كلفتها علينا 25 مليار دولار، ولا حل يلوح في المدى المنظور».

من جانبه، أكد رئيس الحكومة، حسان دياب، أن خطة حكومته ستصبح متوفرة قريباً، ومجمل الإصلاحات جاهزة للتصويت عليها في مجلس النواب.

وقال دياب، في كلمة له خلال الاجتماع: «نعول على قدرتكم لدعمنا في مجالس المؤسسات من حيث تخصيص الموارد المالية، ودعم مسعانا الهادف إلى استرداد أصول لبنان».

وأضاف: «سنتطلع إلى ردود فعلكم الإيجابية طوال العملية الإصلاحية، بغية إعادة النمو المستدام، والازدهار للبنان في سياق مستقر، وبأقرب وقت ممكن».

وتابع: «من أصل مجمل الإصلاحات التي تعهدت حكومتي إجراءها خلال الأيام المئة الأولى، 57% منها أصبحت اليوم جاهزة للتصويت عليها في مجلس النواب».

وأضاف: أن «التحديات الهائلة التي نواجهها لن تثبط على الإطلاق عزيمة حكومتي لتقييم الوضع كما ينبغي، والتصرف بحزم لتأمين مستقبل مشرق للشعب اللبناني تدريجياً، لا سيّما وأنه سيعيش حتماً أوقاتاً عصيبة جداً حتى تطبق الإصلاحات الملائمة».