الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تنتجه شركة تونسية.. «الروبوت الطبي» هل يكون المنقذ للأطباء والممرضين من الموت بـ«كورونا»؟

تنتجه شركة تونسية.. «الروبوت الطبي» هل يكون المنقذ للأطباء والممرضين من الموت بـ«كورونا»؟

الروبوت في أحد متاجر ألمانيا لتوجيه المتسوقين. (أ ف ب)

منذ اجتياح وباء كورونا المستجد للعديد من دول العالم، بدأ التفكير في الاستعانة بالروبوتات، لتقليل انتشار الفيروس المعروف (بكوفيد-19)، ونظراً لأن المرض ينتقل عبر التلامس والتقارب، فكانت هذه الآليات وسيلة هامة لمنع الاتصال المباشر بين البشر.



وبدأت العديد من الدول مثل الصين وأمريكا، وبعض دول أوروبا، في الاستعانة بالروبوتات للقيام بأعمال التنظيف، وإعداد الطعام، والتعقيم في المستشفيات، وهي عمليات تعتبر خطراً على البشر في ظل هذا الانتشار الوبائي للفيروس.



وبعض الدول استعانت أيضاً بالروبوتات في أعمال التوصيل للمنازل مع إغلاق العديد من الشركات والمحال أعمالها، ووقف العديد من عمالها عن التواصل مع الآخرين لتقليل خطر انتقال العدوى، وحتى في التحذير ونشر الوعي بخطورة المرض، مثلما حدث في الهند وألمانيا.

كانت الصين، التي ظهرت بها البؤرة الأولى للوباء، سبّاقة في استخدام الروبوتات في المستشفيات، على سبيل المثال، تم استخدام روبوت دورية في مستشفى شنيانغ بالصين لفحص درجات الحرارة، وتطهير الناس، والأماكن.



وظهر في تونس «الروبوت الشرطي»، وهو روبوت تم تصميمه لأغراض أمنية، وتم تعديله كي يتناسب مع الدور الجديد المطلوب منه، وهو مراقبة حظر التجوال في الشوارع لمنع تواصل رجال الشرطة مع الأشخاص في الشوارع.

الشركة التونسية المصنعة للروبوت «إينوفا روبوتيك»، ومقرها سوسة 140 كلم جنوب العاصمة، تعمل حالياً على «روبوت» آخر لاستخدامه في المستشفيات التونسية.



وفي اتصال مع الرؤية، قال مسؤول الإعلام والمبيعات بالشركة، رضوان بن فرحات، إن الروبوت المخصص للمستشفيات هو مصمم بالفعل ومستخدم من قبل في بعض مستشفيات فرنسا منذ عام 2019، ولكن تم تطويره مجدداً ليتوافق مع متطلبات العمل مع مرضى فيروس كورونا.



وأضاف أن الروبوت يقلل الاتصال المباشر بين المرضى وطاقم التمريض والأطباء، ويتم استخدام الذكاء الاصطناعي فيه لإتمام عملية التواصل عن بعد، وكذلك التحدث مع المرضى والكشف عن الأعراض التي لديهم، وقياس درجة الحرارة، ونقل هذه البيانات مباشرة إلى الفريق الطبي المتواجد في مكان آخر بعيد لتحديد التشخيص الأولي.



نفس الفكرة تم اعتمادها من قبل طلاب الهندسة في جامعة «شولا لونغكورن» في بانكوك بتعديل «روبوتات النينجا» الطبية المصممة لمرضى السكتة الدماغية لجعلها مفيدة مع المرضى المصابين بكورونا.



ويمكن للروبوتات قياس درجات حرارة المرضى، وحماية سلامة العاملين في مجال الرعاية الصحية، من خلال تقليل التفاعلات مع المرضى.



كما أن الروبوت مزود بشاشة تسمح للأطباء بإجراء دردشة فيديو مع المرضى.



رضوان قال إن الروبوت الجديد تزداد الحاجة إليه هذه الأيام مع تعرض الكثير من الطواقم الطبية لمخاطر الاتصال المباشر مع المرضى، فهو يوفر الحماية لهم، ويقلل من انتشار الفيروس داخل المستشفيات.



ومنذ تفشي الوباء، كان العاملون في القطاع الصحي من أول ضحايا الفيروس اللعين، بدءاً من الطبيب الصيني، لي وينليانغ، الذي كان أول من تحدث عن الوباء ومعه 3 أطباء آخرين، إلى أطباء كثر حول العالم.



وفي إيطاليا التي أصبحت الدولة رقم واحد في عدد الإصابات والوفيات، سجلت وفاة 61 طبيباً بالفيروس التاجي حتى 30 مارس الماضي، وبلغ عدد الإصابات بين العاملين في القطاع الصحي هناك 8358، بحسب المعهد الوطني للصحة.



وفي الفلبين توفي 18 طبيباً، وفي بريطانيا تم تسجيل وفاة 4 أطباء، وفي مصر توفي طبيب.



وفي إسبانيا التي أصبحت تحتل المركز الثاني بعد إيطاليا سجلت إصابة 5500 عامل في المجال الصحي.



وأوضح رضوان أن الروبوت الجديد مع إمكانية التحكم فيه عن بعد كذلك، يوفر التعاون الدولي، حيث يمكن التعامل والتواصل معه والحصول على البيانات منه في نفس وقت تواصله مع المرضى في دول أخرى.



وقال لـ«الرؤية»: أن أحد مستشفيات تونس سيتسلم الروبوت الأول خلال بضعة أيام، وبعدها بثلاثة أسابيع سيتم تسليم 3 آخرين، مشيراً إلى أن كلفة الروبوت الواحد تبدأ من 13 ألف دولار أمريكي.