الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«كورونا» يوقف حملات التبرع بالدم في الجزائر والمرضى يلجؤون للتواصل

«كورونا» يوقف حملات التبرع بالدم في الجزائر والمرضى يلجؤون للتواصل

من إحدى حملات التبرع بالدم بالجزائر السابقة.(أرشيفية)

لم يتسبب فيروس كورونا في معاناة للمصابين به فقط بالجزائر بل لمرضى آخرين هم تحت رحمة الحصار الذي ضربه الوباء على البلاد، خاصة بالنسبة لمن هم في حاجة إلى نقل دم كمرضى الكبد والسرطان.

ونتج عن انتشار الفيروس توقف عملية التبرع بالدم في الجزائر منذ اكتشاف أول إصابة بكورونا في الدولة أواخر فبراير الماضي، حيث تأثرت حملات جمع الدم الذي تتوقف عليه حياة العديد من الأشخاص.

وكانت حملات التبرع قبل انتشار وباء كورونا تستهدف التجمعات الكبرى، حيث يتم نشر شاحنات حقن الدم في محيط المساجد والمراكز الجامعية، وهو ما كان يضمن دخول كميات مريحة من الدم إلى بنك الدم.

غير أن إجراءات الحجر الصحي التي أقرها الرئيس الجزائري منذ 3 أسابيع، خصوصاً ما تعلق بغلق المساجد والمراكز الجامعية، جمدت عملية جمع الدم للمحتاجين.

وأرجع رئيس الفدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم، قدور غربي سبب توقف عمليات التبرع بالجزائر إلى أمرين أولهما الحجر الصحي المفروض بسبب تفشي مرض كورونا ومكوث الناس في بيوتهم.

والعامل الثاني هو الخوف من العدوى وانتقال الفيروس القاتل إليهم عبر الحقن، ودعا غربي في تصريح لــ«الرؤية» المواطنين إلى التوجه لأقرب مركز طبي للتبرع بقليل من الدم.

وطمأن غربي المتبرعين، مؤكداً أن الفيروس لا يمكنه الانتقال لأن الحقن معقمة ويتم استعمالها مرة واحدة ولمتبرع واحد.

وقال إن العديد من المرضى ترتبط حياتهم بالدم القليل الذي يقدمه المتبرع، وذكر مرضى فقر الدم ومرضى الكبد والسرطان، والنساء المقبلات على الولادة كونهن عرضة للنزيف الدموي الحاد.

كما أن المحتاجين للدم هم ضحايا حوادث الطرقات، حيث تتسبب تلك الحوادث في جرح ما يفوق 30 ألف شخص سنوياً، وحياة العديد من الحالات الخطيرة تكون مرهونة بدم المتبرعين. وبالرغم من إجراءات الحجر الصحي إلا أن حوادث الطرقات لم تتوقف في البلد، وما زالت تقع وتحصد الأرواح وتحدث الجرحى.

وتشير تقارير طبية في الجزائر نشرتها وسائل الإعلام المحلية إلى أنه يتم تسجيل 200 حالة لسرطان الدم سنوياً، تحتاج كل حالة لنقل الدم على الأقل مرة واحدة كل 20 يوماً.

أما الأنواع الأخرى من السرطان فيتم تسجيل ما معدله 53 ألف حالة إصابة جديدة كل سنة، والعديد من الحالات تستدعي الحقن الدوري للدم.

كما أشارت تقارير طبية تناقلتها وسائل الإعلام إلى أن عدد المصابين بفقر الدم بأنواعه المختلفة تخطى 11 ألف حالة وهي أمراض تستدعي تزويد المريض بالدم مرة واحدة كل 20 يوماً.

وفي ظل الإغلاق الذي تشهده البلاد، لجأ المرضى إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتوجيه نداءات للمواطنين للتبرع لهم بالدم.

وعن هذه التجربة أكد الناشط الاجتماعي عبد الحليم غجاتي قائد فوج للكشافة الإسلامية الجزائرية بولاية سطيف شرقي البلاد، في تصريح لــ«الرؤية» أن العديد من الكشافين تطوعوا للتخفيف عن المرضى المحتاجين للدم، حيث يقومون يومياً بالتوسط بين المرضى والمتبرعين، أثناء الحجر الصحي، ويحثون الناس على التبرع بدمهم لهم.

ودعا الفرع الكشفي الذي يقوده عبدالحليم غجاتي إلى حملة للتبرع بالدم، الأربعاء المقبل لفائدة مرضى منطقتهم بمدينة عين الكبيرة بسطيف.

وقال غجاتي إن مجموعته على غرار باقي الفروع على المستوى الوطني انخرطت في أعمال التضامن من جمع المؤن إلى توزيعها على المواطنين المتضررين من الحجر الصحي، كما قامت بحثّ المواطنين على التبرع بدمهم لفائدة المرضى.