السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

القدس.. مدينة الصمود «تئن» بين سندان «كورونا» ومطرقة الاحتلال

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالتطورات الصحية المتلاحقة لفيروس «كورونا»، وكيفية مجابهته يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى ويكثف من المشاريع الاستيطانية فيها لفرض المزيد من الوقائع على الأرض.

وبعد أن كانت المدينة المقدسة تتعرض لهذه الاعتداءات قبل انتشار وباء «كورونا»، فإنها أصبحت الآن تقع بين سندان وباء «كورونا» ومطرقة الاحتلال لتترك وحدها تجابه وباءين.

وأكد جواد صيام مدير مركز «معلومات وادي حلوة» المختص في رصد الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس أن سلطات الاحتلال واصلت اعتداءاتها وممارستها القمعية في مدينة القدس على الرغم من الأوضاع الصحية المتدهورة وحالة الطوارئ العالمية إثر تفشي وباء كورونا.

وأوضح صيام في حديثه لـ«الرؤية» أن سلطات الاحتلال حاولت التدخل وفرض السيادة في شؤون المسجد الأقصى المبارك، بحجة الوقاية من فيروس «كورونا».

واستعرض الحالات التي تم فيها إغلاق بوابات المسجد الأقصى قبل منع الصلاة فيه والسماح للمستوطنين باقتحامه، وقمعها للمصلين خارجه.

وشدد على أن قوات الاحتلال قامت باقتحام عدد من منازل المرجعيات الدينية في مدينة القدس وتحرير مخالفات لهم وكذلك اعتقال وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية فادي الهدمي.

وأكد أن سلطات الاحتلال أغلقت في 20 مارس الماضي أبواب الأقصى ومنعت الدخول إليه وإلى القدس القديمة، قبل موعد صلاة الجمعة بساعة، تحت ذريعة الوقاية من فيروس كورونا.

وأشار صيام إلى أن سلطات الاحتلال لاحقت المبادرات الشبابية الوقائية من فيروس كورونا بحجة «خرق السيادة الإسرائيلية على مدينة القدس» واعتقلت 3 فرق تعقيم في المدينة، وصادرت منهم أدوات ومواد التعقيم.

وأوضح أن سلطات الاحتلال قامت بـ192 حالة اعتقال خلال شهر مارس الماضي، بينهم 4 نساء، و33 قاصراً، كما أبعدت 8 فلسطينيين عن المسجد الأقصى، و7 عن البلدة القديمة.

وأوضح أن قوات الاحتلال هدمت أرضية وجداراً في قرية جبل المكبر، فيما أجبرت عائلة علقم في مخيم شعفاط على هدم منزلها ذاتياً بحجة البناء دون ترخيص.

وذكر تقرير أعده مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن أعداد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى، خلال شهر مارس المنصرم، تصاعد رغم الإغلاق بذريعة «الوقاية من انتشار فيروس كورونا».

وأوضح المركز أن عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى خلال شهر مارس وصل إلى 1604مستوطنين، بينهم عناصر في جيش الاحتلال بلباسهم العسكري، وما يسمون بـ«طلاب الهيكل المزعوم».

وفي السياق ذاته، كشف المركز «العربي للتخطيط البديل» عن طرح سلطات الاحتلال مخططاً لبناء نفق سكة حديد تحت الأرض في مدينة القدس المحتلة يصل إلى تخوم المسجد الأقصى، مستغلة انشغال العالم بجائحة تفشي فيروس «كورونا.»

واعتبر الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا للدفاع عن القدس؛ إجراءات الاحتلال بحق مدينة القدس في ظل وباء «كورونا» بأنها إجراءات عدوانية وليست وقائية.

وقال صبري لـ «الرؤية»: «خلال وباء كورونا الاحتلال زاد من الاعتقالات وحركة الاستيطان وعاقب الشباب الفلسطينيين الذين كانوا يقومون بالأعمال التطوعية ومنعوهم من تقديم المواد الغذائية والمواد التعقيمية للسكان وصادرت المواد».

ومن جهته، اتهم المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الاحتلال باستغلال وباء «كورونا» لتمرير مزيد من سياسات التهويد ضد مدينة القدس المحتلة، مناشداً العالم عدم ترك المدينة المقدسة وحدها في مواجهة كورونا والاحتلال.

وقال حنا لـ «الرؤية»: «مع تفشي وباء كورونا فإن الإجراءات التي اتخذت بهدف محاصرة المدينة مستمرة دون توقف»، معبراً عن خشيته استغلال وباء كورونا وحالة التوقف من قبل الاحتلال بهدف تمرير المزيد من المشاريع الاستيطانية في المدينة المحتلة».

وتابع:«نحن نعاني كلنا من وباء كورونا ووباء الاحتلال، ويجب أن نكون يقظين وحذرين جداً كفلسطينيين ونقوم بدورنا في مواجهة كورونا لكي نقضي عليه، في الوقت ذاته يجب أن نكون على قدر كبير من الوعي والمسؤولية والحكمة لكي ندافع عن مدينتنا ومقدسانا وأوقافنا وعلى أبناء شعبنا».