الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

غانتس يسقط في فخ نتنياهو.. وساعات حاسمة لتشكيل حكومة أو انتخابات رابعة

غانتس يسقط في فخ نتنياهو.. وساعات حاسمة لتشكيل حكومة أو انتخابات رابعة

نتنياهو وغانيتس ورئيس الدولة الإسرائيلي. (أرشيفية)

ما زال الغموض يحيط بمصير تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ففي الوقت الذي توقع فيه محللون فلسطينيون تشكيل حكومة طوارئ قومية قبل انتهاء مهلة مددها الرئيس الإسرائيلي إلى منتصف ليل غد، استبعدت مصادر إسرائيلية حدوث ذلك ورجحت الاتجاه نحو انتخابات رابعة.

وكان الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، قرر تمديد مهلة التفويض الممنوحة لرئيس الأركان السابق بيني غانتس، لتشكيل حكومة إسرائيلية، وذلك في أعقاب طلب قدمه رئيس حزب الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو في محاولة أخيرة للتوصل إلى حكومة وحدة إسرائيلية.

وقال الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب المتابع للشأن الإسرائيلي: «إن الرئيس الإسرائيلي لم يمنح كلا الخصمين 48 ساعة إلا لتأكده تقريباً من أنهما على وشك التوصل لتشكيل حكومة لا تؤدي في نهاية المطاف إلى إجراء انتخابات رابعة».

وأضاف حبيب لـ«الرؤية»: «هناك بعض الإشارات التي اعتمد عليها ريفلين في هذا الأمر، حيث إن هناك حديثاً عن تسوية بين الجانبين تقضي بتراجع نتنياهو عن التمسك بمسألة تعيين القضاة ومنح هذه الصلاحية لغانتس مقابل عدم ترشحه بدلاً من نتنياهو حال أقرت المحكمة الإسرائيلية العليا أن تكليفه بتشكيل الحكومة غير ممكن».

وتابع:«بالتالي مثل هذه التسوية من الممكن أن يتم التوصل إليها خلال هذه الساعات المقبلة».

لكن موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني نقل عن مصادر سياسية قولها إن الاجتماع بين نتنياهو وغانتس الذي استمر 6 ساعات اليوم لم يسفر عن اتفاق، ما يشير إلى أن سيناريو الانتخابات الرابعة أقرب للتحقيق.

ووصف حبيب الوضع الإسرائيلي الحالي بأنه «غير عقلاني»، مشيراً إلى 3 متناقضات حصلت خلال هذه الفترة أولها: أن رئيس الدولة يمنح تمديد للمكلف بناء على طلب خصمه، وثانيها: الشخص المكلف (غانتس) يريد أن يكلف حكومة برئاسة خصمه (نتنياهو)، وثالثها: أن الحملة الانتخابية التي قادها أزرق- أبيض كانت شعارها الأساسي إسقاط نتنياهو والآن كل الجهد ينصب لتنصيب نتنياهو زعيماً.

وقال حبيب: «الأحكام العقلانية والمنطقية لا يمكن أن تستتب في الوضع الإسرائيلي، وكلام كل المحللين السياسيين سابقاً كان خطاً لأنه لا يمكن فهم ما يجري».

واعتبر أن الذهاب للبرلمان الإسرائيلي (الكنيست) في حال انتهت المهلة دون تشكيل حكومة يشكل ضغطاً على غانتس لأن أي توجه لانتخابات جديدة تشير كل استطلاعات الرأي إلى أنها ستؤدي إلى حصول اليمين على 64 صوتاً، مقابل 62 صوتاً لغانتس وهذا يجعل نتنياهو يشكل الحكومة بشكل مريح ويصبح الجميع تحت سطوته.

وأعرب حبيب عن استغرابه كيف كان غانتس رئيساً لأركان جيش الاحتلال وهو «بهذه السذاجة والغباء».

واتفق الدكتور إياد حمدان الخبير في الشؤون الإسرائيلية مع حبيب على احتمال تشكيل الحكومة الإسرائيلية قبل انتهاء المهلة.

وقال حمدان لـ«الرؤية»: «لا يوجد خيار أمام غانتس سوى الاستسلام أمام نتنياهو والانضمام إليه لأنه وضع نفسه بالزاوية ولا يستطيع الآن الرجوع إلى تحالفه السابق أزرق أبيض بعد تفككه، إضافة لانهيار تحالف الوسط يسار».

واعتبر أن دخول غانتس الحكومة مع نتنياهو يعني نهايته السياسية، مشيراً إلى أن غانتس الآن في موقف استجداء، ولم يعد خصماً عنيداً أمام نتنياهو كما كان خلال الحملة الانتخابية.

وقال حمدان: «غانتس سيخضع لابتزاز نتنياهو لأن الأخير يحاول أيضاً إرضاء تحالف اليمين وحزب «يمينا» الذي يصر على وزارة العدل بعد التنازل عن الدفاع».

ومن جهته، قال السياسي الإسرائيلي «يوسي أليتوف»: «يتضح أن نتنياهو خدع غانتس، ودفعه لتفكيك حزب أزرق - أبيض مقابل وهم تشكيل حكومة طوارئ، لكنه الآن يلقي به بشكل مخجل».

أما الكاتب الإسرائيلي «أوري مسغاف» فقال في مقال بصحفية هآرتس اليسارية: «الحكومة التي تشكلت الآن تحت جنح الظلام دليل دامغ على أن الجريمة في السياسة تبدو كاملة فهذا ائتلاف لمنشقين وخونة وسارقين للعقل والمقاعد».

وأضاف: «حكومة شريرة يتوقع أن تتشكل بفضل أصوات المليون ونصف مصوت لـ«أزرق أبيض»، والعمل، وميرتس، الذين كانوا ينوون القيام بعكس ذلك تماماً».

وعقد غانتس ونتنياهو اجتماعاً فجر اليوم الثلاثاء واتفقا على تقديم طلب لتمديد مهلة تشكيل الحكومة 14 يوماً بعد انتهاء مهلة الـ28 الممنوحة لغانتس الليلة الماضية، إلا أن ريفلين وافق على مهلة لـ48 ساعة فقط تنتهي منتصف ليل الأربعاء.