الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

الجهود الذاتية والتطوع ملاذ سكان إدلب في مواجهة كورونا

أطلق الدفاع المدني في إدلب ومديرية صحة إدلب مطلع الأسبوع حملة تطوعية تحت اسم «متطوعون ضد كورونا» بهدف تنظيم العمل ضمن محافظة إدلب لمواجهة فيروس «كوفيد-19» حال انتشاره في المنطقة.

ويأتي تنظيم الحملة في وقت لم تسجل فيه المنطقة التي تضم مخيمات للنازحين أي إصابة بالفيروس، في محاولة لاستغلال الوقت لرفع مستوى الوعي بين سكان المنطقة للتعامل مع الجائحة، في ظل انخفاض مستوى الاستجابة للاحتياجات من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الداعمة.

استجابة كبيرة

وفي حديثه لـ«الرؤية»، قال رامز العبدالله المنسق الإعلامي للحملة، وصل ما يزيد على 70 طلب انضمام للحملة، ما بين منظمات المجتمع المدني وفرق تطوعية عاملة في إدلب، وسيتم الإعلان عن قائمة المنضمين للحملة نهاية الأسبوع الحالي، يلي هذه المرحلة فتح مجال التطوع أمام الأفراد في أقرب مكان عليهم، ويتواجد فيه فريق عمل بعد تجهيز خريطة انتشار المنظمات والفرق التطوعية جغرافياً.

شح الموارد

بحسب محمد حلاج ضمن فريق المبادرة، فإن استجابة المنظمات سواء من مشاريع الاستجابة الإنسانية أو مشاريع المياه والإصحاح وغيرها لا تتجاوز 40% بالمقارنة مع الاحتياجات الفعلية في المحافظة، فخلال العام الماضي 2019 كان هناك نقص بالتمويل من قبل الأمم المتحدة والمانحين بما يقارب 47%..

وأضاف الحلاج بأن تقدير الاحتياجات المطلوبة يتم عن طريق تقيم المنظمات العاملة على الأرض بشكل نصف سنوي، و يقدم إلى صندوق الاستجابة المركزية لدى هيئة الأمم المتحدة.

خطة على الورق

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أقرت الخطة النهائية المقترحة لاستجابة كورونا والمقدرة بـ33,5 مليون دولار شاملة لكل الفعاليات الصحية، ولكن إقرار الخطة لا يعني توفير المال، وهذا الأمر يتوقف على دعم الجهات المانحة وتوفير الأموال المطلوبة.

وبغض النظر عن ضعف الاستجابة على مستوى المنظمات الدولية بحسب رامز العبدالله فيجب أن نؤمن بإمكانياتنا و بهمة الشباب والشابات المتطوعين والمنظمات العاملة في سوريا، فهناك دائماً ما يمكن عمله رغم ضعف الإمكانات وصعوبة الظروف.

والتوعية وحدها لا تكفي حتماً للتصدي للفيروس ولكنها ضرورية.. فرفع وعي الناس هو خطوة أولى لنجاح الخطوات التالية.. وهذا ما تم أخذه بعين الاعتبار في هذه الحملة، فالأمر ليس مقتصراً على رفع نوعية بل هناك خطوات تنفيذية على الأرض سيتم الإعلان عنها تباعاً حسب كل مرحلةـ بحسب العبدالله.

تأخير الفيروس

وتهدف حملة «متطوعون ضد كورونا» إلى تأخير وصول الفيروس لشمال غرب سوريا، ودفع ذروة منحنى الانتشار لتكون في فترة الصيف وتسطيح منحنى الانتشار للحفاظ على قدرة القطاع الصحي وتقليل الضغط والمخاطر على العاملين فيه، وذلك عن طريق العمل على إبقاء المواطنين في منازلهم والتزامهم بإجراءات منظومة الصحة للوقاية من فيروس كورونا، وإيصال الخدمات المنقذة للحياة للفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع دون مغادرتهم للمنازل «ذوي الإعاقة، المسنين فوق 65 سنة والأسر دون معيل» بحسب العبد الله المسؤول الإعلامي للحملة.

وخارج مبادرة متطوعون ضد كورونا التي مازالت في مرحلة التنظيم وستنطلق على أرض الواقع خلال الأسبوع القادم، فقد باشرت منظمات أخرى ومنها الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية «أنصر» حملات توعية في منطقة إدلب والمخيمات بعد إجراء تدريبات خاصة بكورونا لأكثر من 150 متطوعاً ومتطوعة، فجابت فرق المنظمة يوم أمس الثلاثاء وهو اليوم الأول للحملة مخيمات أطمه ومدينة إدلب وعملت على توزيع المنشورات التوعوية ورش المعقمات في الأماكن العامة، بحسب أحمد الشيخ أحد المتطوعين في حديثه مع «الرؤية».

الجهود المجتمعية

ومن جهته، يرى محمود أبو علي مدير أحد المراكز الطبية في مخيمات أطمه، في حديثه لـ«الرؤية» أن الجهود المجتمعية يمكن أن توفر المساعدة لـ80% من الناس، و14%من الناس سيستفيدون من الجهود الطبية التخصصية المتوفرة، أما 6% من الحالات فلن يقدر أحد على مساعدتها في حال انتشار الفيروس، وبالتالي نجاح أي مبادرة يمكن أن يساعد 5 أضعاف ما ستقدمه كل الجهود الطبية المتوفرة في إدلب، ويتوقف ذلك على استجابة الناس التي ارتفعت الى مستوى ملحوظ.

ويقول أبو فراس وهو نازح ضمن مخيمات أطمه لـ«الرؤية» قرأت كثيراً على جدران المركز الصحي في المخيم والمنشورات التي وزعها اشخاص ضمن المخيم عن طرق الوقاية من كورونا، وأصبح غسل يدي باستمرار وشراء مواد التعقيم أمراً أساسياً.