الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

شمال سوريا.. تهريب عبر الحدود ومعابر مفتوحة تهدد بتفشٍّ خطير لوباء كورونا

شمال سوريا.. تهريب عبر الحدود ومعابر مفتوحة تهدد بتفشٍّ خطير لوباء كورونا

أحد مخيمات اللاجئين قرب الحدود التركية.(أ ب)

تشكل المعابر الفاصلة بين مناطق السيطرة في شمال سوريا العامل الحاسم في منع انتقال فيروس كورونا المستجد إلى مناطق ومخيمات النزوح في الشمال السوري التي تكتظ باللاجئين، وتعاني من نقص في الخدمات الطبية وتردي البنية التحتية، فيما يواصل الفيروس التفشي في تركيا المجاورة بلا هوادة، وظهور حالات إصابة في الأراضي السورية.

وفي الوقت الذي أغلقت فيه أغلب دول العالم حدودها، وفرضت إجراءات مشددة لمنع انتقال الوباء إلى أراضيها، يفترض أن تكون هذه المعابر مغلقة حالياً، وأن تكون الرقابة مشددة عند الحدود الفاصلة بين مناطق نفوذ الأطراف المختلفة سواء كانت الفصائل المسلحة وإلى جانبها تركيا أو الحكومة السورية، أو الأكراد، لكن الواقع ينبئ بصورة مختلفة.

يفصل معبر أبو الزندين الواصل بين مدينة الباب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة ومدينة حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، وبالقرب منه توجد عدة نقاط تهريب من وإلى مناطق الفصائل قرب قرية السكرية الصغيرة وقرية أناب وقرية براد بحسب الناشط الإعلامي بريف حلب الشمالي باسم الحلبي في حديثه مع «الرؤية».

وأضاف الحلبي أن عمليات التهريب في معبر عون الدادات بريف حلب الشرقي والفاصل بين مناطق الفصائل المسلحة ومناطق قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، تتم بالتنسيق بين التجار والمسؤولين عن المعبر بمقابل مادي يتراوح بين 3000 و4000 دولار أمريكي.

في المقابل، فإن المعابر على الحدود مع تركيا وهي باب السلامة والراعي وجرابلس والحمام في مناطق سيطرة ما يعرف بـ«الجيش الحر» الذي تكون من مسلحين ينتمون لفصائل مسلحة ومتشددة تدعمها تركيا، فإنها تعمل تجارياً بالتعاون مع السلطات في أنقرة، إلى جانب السماح بدخول وخروج الأطباء ضمن إجراءات وضعتها الحكومة التركية وهي البقاء لمدة 15 يوم في سوريا و15 يوم في تركيا مع إجراء فحوصات قبل الدخول والخروج بحسب الحلبي.

وبعيداً عن المعابر هناك أيضاً حركة تهريب بين الحدود التركية السورية، وهو ما أكد محمد الحسن أحد المهربين في منطقة حارم غرب إدلب لـ«الرؤية».

وقال الحسن إن عمليات تهريب الأشخاص مازالت تنشط، وهي بالأساس لم تتوقف ولا يمكن إيقافها، ولكن ما أثر على عدد من يودون الدخول إلى تركيا هي قرارات الحجر الصحي التي اتخذتها تركيا ومنع التجوال.

ومع نشاط عمليات التهريب دون رادع تزداد فرضية تسلل فيروس كورونا إلى مناطق سيطرة الفصائل بعد تسجيل إصابات ضمن مناطق الحكومة السورية ومناطق سيطرة قسد، وكذلك في تركيا التي تفشى فيها الوباء بشكل خطير، حيث تشكل عمليات التهريب جريمة بحق الإنسانية في زمن كورونا بحسب أحمد المرعي وهو عضو ضمن شبكة الترصد الوبائي في حديثه مع «الرؤية».

وقال المرعي، إن عدم ضبط المعابر وإجراء فحوصات للمارين ورصد أي اشتباه بالإصابة يجعل الجهود المبذولة لمواجهة كورونا في مهب الريح.

وحمل الناشط باسم الحلبي ما يعرف بـ«الجيش الحر» المسؤولية الكاملة عن استمرار عمليات التهريب، مشيراً إلى أن تهريب الأشخاص يدار عن طريق شبكات تابعة لبعض الفصائل التابعة له، والتي تتقاضى 200 دولار أمريكي لقاء مرور الشخص الواحد إلى مناطقها، متجاهلين احتمالية تخطي حاجز المليون إصابة بفيروس كورونا المستجد في حال وصوله إلى مناطق الفصائل المكتظة بالمخيمات والتجمعات السكانية الكبيرة.

وتفتح المعابر الفاصلة بين مناطق الفصائل والحكومة السورية بالاتفاق والتنسيق فيما بين الأطراف، ومنها «هيئة تحرير الشام» الفصيل المسلح الذي يسيطر عليه إرهابيون من جبهة النصرة سابقاً.

وكانت الجبهة قد أجلت افتتاح معبر جديد مع الحكومة السورية بين مدينة سراقب وسرمين شرق مدينة إدلب جراء رفض السكان في هذه المناطق.

الناشط إبراهيم المحمد في إدلب أوضح لـ«الرؤية» أن افتتاح أي معبر جديد ما هو إلا جهل وطمع بالمال في زمن تحرص فيه جميع دول العالم إلى تطبيق التباعد الاجتماعي بالقوة ومنع التجوال لمواطنيها وإغلاق حدودها بشكل كامل للتصدي لكورونا، وأياً كانت الظروف فالمسؤولية مشتركة بين هيئة تحرير الشام والحكومة السورية.