السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الحرب وكورونا والغلاء ثلاثية تفقد اليمنيين لذة شهر رمضان

الحرب وكورونا والغلاء ثلاثية تفقد اليمنيين لذة شهر رمضان

متاجر بيع مستلزمات رمضان في اليمن خالية من الزبائن.(رويترز)

رغم أن اليمن يكاد يكون قد تجاوز جائحة كورونا مع إعلان تعافي الحالة الوحيدة المؤكد إصابتها بالوباء في البلاد، وعدم تسجيل حالات إضافية، إلا أن اليمنيين اليوم يعيشون أوضاعاً صعبة فرضتها ظروف الحرب، وأزمة الفيروس وغلاء المعيشة، في ثلاثية أفقدتهم الاستمتاع بأجواء رمضان للعام الخامس على التوالي.

وبالرغم من هذا الاستثناء الإيجابي من الجائحة العالمية للبلد الذي ما زال يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، هنالك ظروف بائسة تحشر ملايين المواطنين في معاناة إنسانية بسبب واقع الحرب في البلاد، وهذه المعاناة تزايدت مع حلول شهر رمضان الذي تعوّد اليمنيون على قضائه بطقوس أكثر بذخاً عن باقي الشهور على المستوى المعيشي.

أعتاد عبدالرؤوف المقيم في صنعاء على قضاء رمضان من كل عام مع أسرته بمسقط رأسه في منطقة الراهدة جنوب تعز، وكان قد حزم أمتعته هذا العام للوصول إلى هناك إلا أنه تعثر عندما منعه الحوثيون من الدخول وأرجعوه إلى صنعاء، لأن «المنطقة عسكرية وممنوع الدخول والخروج إليها» كما تحدث مأمور النقطة العسكرية التابعة للحوثيين في مدخل الراهدة مع عبدالرؤوف.

لم يكن عبدالرؤوف وحده الذي تقطعت به السبل، ولم يستطع الوصول إلى أسرته لقضاء شهر رمضان، صالح سالم الذي تفصله مسافة قصيرة عن مُستقر أسرته يعجز هو الآخر عن الذهاب إليهم في مديرية التحيتا بالحديدة، نتيجة تقاسم السيطرة على المديرية بين القوات المشتركة وميليشيات الحوثي، ووجود موانع فرضتها الميليشيات في تنقل الأفراد الى المناطق المحررة.

الشابة ابتسام هي الأخرى تشعر وكأنها بالأسى والغربة خلال شهر رمضان، فقد تعودت على قضاء طقوس الشهر الكريم مع شقيقتها ووالدتها اللتين قتلتا في هجومين للحوثيين على مدينة حيس جنوب الحديدة، خلال ديسمبر وفبراير الماضيين، وانتقلت ابتسام من حينها إلى مخيم للنزوح تاركةً منزلها وذكرياتها في حيس.

تقول ابتسام لـ«الرؤية» كان رمضان يجمعني مع أمي وأختي كما تجمعنا باقي الأيام، لكن لرمضان نكهة أخرى كنا نعيشها معاً، فوالدي توفي في الغربة 2018 وليس لدي إخوة ذكور، واستطعت مع أمي وأختي تجاوز ظروف الحياة بمشروع مستقل نعيش منه، ثم استشهدت أمي وأختي، واليوم أتمنى لو أن رمضان لم يأتِ لكي لا يبعث ذكرياتي السعيدة معهما في هذا الوضع التعيس».

غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بدا جلياً أيضاً مع حلول شهر رمضان، وعجزت الكثير من الأسر عن شراء احتياجاتها الرمضانية نتيجة غلاء الأسعار وجشع التجار وانعدام رقابة السوق من قبل السلطات المسؤولة سواء في المناطق المحررة أو غير المحررة.

وتحدث مواطنون لـ«الرؤية» عن تفاجئهم بارتفاع مهول في أسعار المواد الأساسية مثل القمح الذي ارتفع سعر الكيس منه (50 كغم) من 12 ألف ريال (49 دولاراً) إلى 18 ألف ريال يمني، والسكر الذي زاد سعره إلى 20 ألف ريال من 17 ألف ريال يمني، وكذا الأرز الذي يباع في الأسواق بـ40 ألف ريال يمني، إضافة إلى ارتفاع أسعار الخضار والفواكه والمواد الأخرى.

وقال الناشط اليمني عبدالواسع الفاتكي لـ«الرؤية» إن ملايين اليمنيين لا يتحصلون على رواتبهم الشهرية، وقد أصبحوا اليوم في عُرف الفقراء، لا يستطيعون أمام هذه الأسعار الجنونية شراء ما يلزمهم، خاصة في الشهر الكريم. محملاً السلطات الرقابية المسؤولية في «عدم ضبط السوق وكف عبث التجار بمعيشة الناس، ووقف الاستغلال الحاصل خلال هذه الأيام والتربح من معاناة المواطنين».

وكانت المعونات الإنسانية الخارجية تساعد اليمنيين في تخطي الكثير من الأزمات المعيشية بالذات في هذا الشهر، بيد أنها تقلصت هذا العام بسبب الحواجز التي أوجدها فيروس كورونا، ووقف بعض المانحين مساعداتهم، وتدخل الحوثيين في الشأن الإنساني، ما أدى إلى تقليص بعض المنظمات الإنسانية لمشاريعها الإغاثية، مثل برنامج الغذاء العالمي.