أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، الليلة الماضية، عن حالة طوارئ تشمل كل المحافظات جنوب البلاد بما فيها محافظة عدن، والإدارة الذاتية لهذه المحافظات بسبب استمرار الصلف والتعنت للحكومة اليمنية في القيام بواجباتها.. والتلكؤ في تنفيذ اتفاق الرياض، بحسب بيان للمجلس.
وقال المجلس الانتقالي في البيان، الموقع من عيدروس الزبيدي رئيس المجلس، إنه تابع جملة التطورات الحاصلة جنوب البلاد مع «عدم صرف رواتب وأجور منتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية والمتقاعدين والمدنيين منذُ عدة أشهر، والتوقف عن دعم الجبهات المشتعلة بالسلاح والذخائر والغذاء ومتطلبات المعيشة» من قبل الحكومة.
وأشار بيان المجلس الانتقالي إلى «توقف رعاية أسر الشهداء وعلاج الجرحى، وتأجيج التناحر الوطني والسعي لزعزعة وتمزيق اللحمة الوطنية، ودعم الإرهاب وقوى التطرف، وتردي الخدمات العامة وفي مقدمتها البنية التحتية للكهرباء والمياه والطرق».
جاء بيان المجلس بعد أيام من السيول التي اجتاحت عدن وسط قصور خدمات البنية التحتية.
واتهم المجلس الحكومة الشرعية بتسخير الموارد في تمويل أنشطة الفساد وتحويلها إلى حسابات الفاسدين في الخارج، والتلكؤ والتهرب من تنفيذ اتفاق الرياض للمصالحة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، والذي جرى التوقيع عليه في الخامس من نوفمبر الماضي في الرياض بوساطة سعودية ومشاركة تحالف دعم الشرعية.
وأقر المجلس الانتقالي في بيانه، إعلان حالة الطوارئ العامة في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، وتكليف القوات العسكرية والأمنية الجنوبية بالتنفيذ، اعتباراً من يوم السبت 25/4/2020 الموافق 2 رمضان 1441هـ.
كما أعلن المجلس الانتقالي «الإدارة الذاتية للجنوب اعتباراً من منتصف ليل السبت 25 أبريل 2020، وتباشر لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها، وفقاً للمهام المحددة لها من قبل رئاسة المجلس».
ووجه الانتقالي بتشكيل «لجان رقابة على أداء المؤسسات والمرافق العامة ومكافحة الفساد بالهيئات المركزية والمحلية بالتنسيق بين رئيس الجمعية الوطنية ورؤساء القيادات المحلية للمجلس بالمحافظات في نطاق الاختصاص الجغرافي وبما يحقق إدارة ذاتية رشيدة».
وأشار البيان إلى «تكليف لجان المجلس الانتقالي الاقتصادية والقانونية والعسكرية والأمنية، بتوجيه عمل الهيئات والمؤسسات والمرافق العامة لتنفيذ الإدارة الذاتية للجنوب كل في مجال اختصاصه، وفق القوانين النافذة وبما لا يتعارض مع مصالح شعب الجنوب».
ودعا محافظي المحافظات الجنوبية «ومسؤولي المؤسسات والمرافق العامة من أبناء الجنوب للاستمرار في أعمالهم وبما لا يتعارض مع مصالح شعبنا». داعياً «الأشقاء في التحالف العربي والمجتمع الدولي، إلى دعم ومساندة إجراءات الإدارة الذاتية، وبما يحقق أمن واستقرار شعبنا، ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين».
وزاد التوتر مؤخراً بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، في ظل تنامي الغضب الشعبي في محافظة عدن على خلفية توقف الخدمات العامة كالمياه والكهرباء، نتيجة السيول التي ضربت المحافظة، الثلاثاء الماضي، بفعل منخفض جوي.
وحذرت الحكومة اليمنية عبر تويتر من تبعات إعلان المجلس الانتقالي واعتبرت انه بمثابة "إعلان رفض وانسحاب تام من اتفاق الرياض".