الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بعد أن خدعتهم تركيا.. مرتزقة أردوغان تحولوا إلى لصوص منازل في ليبيا

يوماً بعد يوم تنكشف الأكاذيب التركية والخداع الذي يمارسه نظام الرئيس رجب طيب أردوغان فيما يخص أطماعه في ليبيا، هذا ما أكده مرتزقة سوريون ذهبوا للقتال ضد الجيش الوطني الليبي بعد إغرائهم بالمال وكذبة الجنسية العثمانية.

في تقرير مطول لموقع "إنفستيجيتف جورنال" يقول زين أحمد، أحد عناصر ما يسمى بـ"الجيش الحر"، المدعوم من تركيا في عفرين: "لقد عدت لتوي من ليبيا أمس، لكنني كنت أحاول المغادرة لأكثر من شهر".

بداية النهاية


بدأت قصة إرسال المرتزقة السوريين إلى ليبيا في أبريل 2019، عندما دعت حكومة السراج في طرابلس تركيا إلى إرسال دعم عسكري لمواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي بدأ الزحف نحو العاصمة لتطهيرها من الميليشيات والجماعات الإرهابية المسلحة.


بدأت القوات التركية في تجنيد مقاتلين من فصائل في سوريا للقتال نيابة عنها، وبدأت تنقل المئات إلى ليبيا كل أسبوع. العدد الدقيق للمسلحين السوريين الذين أرسلتهم تركيا غير معروف، لكن التقديرات تتراوح بين 5000 و17000. وتستمر الرحلات الجوية التي تحمل سوريين إلى ليبيا على الرغم من جائحة فيروس كورونا.

فصائل إرهابية

كان أحمد عضواً في فصيل أحرار الشرقية الإرهابي وهو فصيل سيئ السمعة بسبب معاملته الوحشية للمدنيين وميله إلى محاربة الفصائل الأخرى في المناطق التي يغزوها. كان أحمد مقيماً في عفرين مع الفصيل منذ عملية تركيا التي أطلقت عليها اسم "غصن الزيتون" في عام 2018. وأدى الغزو التركي لعفرين إلى مقتل مئات المدنيين وتشريد مئات الآلاف. أحرار الشرقية متهمة بارتكاب جرائم حرب واسعة النطاق في المدينة، بما في ذلك النهب والقتل والخطف والاغتصاب.



القتال من أجل المال فقط

عندما سئل عما إذا كان يؤمن بمهمة تركيا في عفرين، ضحك أحمد، وقال "كنت أحد المرتزقة ذهبت إلى عفرين، وكذلك ذهبت إلى ليبيا. لا يوجد جهاد. انتهى الجهاد عندما خسرت المعارضة السورية حلب أمام الأسد عام 2016. منذ حلب، كان الأمر مجرد أموال بالنسبة لنا. نحن لا نهتم بمن نقاتل".

انتشرت فظائع أحرار الشرقية إلى ما بعد عفرين عندما أطلقت تركيا، في أكتوبر 2019، عملية أطلقت عليها زوراً "ربيع السلام" في شمالي وشرقي سوريا.

النهب في ليبيا

قال أحمد: "أعرف أن الجماعة فعلت أشياء سيئة في عفرين عندما دخلنا المدينة". "لكنني لم أفعل ذلك أبداً، شخصياً لم أنهب أبداً عندما كنت في عفرين. لكنني نهبت عندما كنت في ليبيا. كلنا فعلنا. توقفوا عن الدفع لنا".

وعود تركية كاذبة

عند سفرهم إلى ليبيا وعدت تركيا المرتزقة السوريين في ليبيا برواتب تتراوح بين 2000 و3000 دولار شهرياً، لكن تقارير من المسلحين في عدة فصائل تشير إلى أن حكومة السراج لم تف بالمدفوعات كما وعدت. قال أحد أعضاء فرقة حمزة إنه يتلقى 2000 دولار كل شهر ونصف بدلاً من كل شهر. ويقول بعض أعضاء فيلق المجد الذين كانوا في ليبيا منذ أكثر من 3 أشهر إنهم تلقوا رواتبهم مرة واحدة فقط.



"قالوا لنا سنتلقى راتب 3000 دولار في الشهر. لم يحدث ذلك قط. في الشهر الأول حصلنا على 2000 دولار، في الشهر الثاني، أعطونا 1400 دولار"، بحسب أحمد.

ويضيف: في الشهر الثالث لم نتقاض أجورنا على الإطلاق. لذا نهبنا. أخذنا النحاس من المنازل، أي شيء يمكن أن نجده من الذهب، أي شيء قيِّم يمكننا العثور عليه. والليبيون معنا يأخذون المواد ويبيعونها لحسابنا.

السرقة من منازل الليبيين

ويقول ناشط من فرقة حمزة إن مسلحاً ليبياً ينتمي إلى حكومة السراج كان يأخذ السوريين إلى المتاجر في طرابلس حتى يتمكنوا من بيع بضاعتهم المسروقة. وقال "كان بعض المقاتلين ينهبون بدلاً من القتال". "في الواقع، قُتل العديد من مقاتلينا لأنهم كانوا يسرقون من منازل بالقرب من الخطوط الأمامية، فكانت قوات الجيش الوطني الليبي تنصب لهم الكمائن وتقتلهم".

لال هشام، رجل أعمال في طرابلس، لديه صديقان يمتلكان متاجر يمر عليها المسلحون السوريون، قال له إنه حاول الاتصال بالشرطة عندما جاء السوريون في المرة الأولى لكن بالطبع، لم تفعل الشرطة شيئاً. ويضيف إنه حكم الميليشيات في طرابلس. أصحاب المتاجر ليسوا سعداء بوجودهم، لكنهم مطالبون بالتعامل معهم.

طرابلس تنتظر الجيش الليبي

ويقول هشام "في رأيي، هؤلاء المرتزقة متطرفون وإرهابيون وينتمون لداعش. أريد أن أوضح أنني، والعديد من المدنيين الآخرين هنا في انتظار دخول الجيش الوطني الليبي إلى طرابلس".

ويقول زين أحمد إن معظم الوعود الأخرى التي تعهدت لهم بها القوات التركية لم تتحقق. وقال: "أخبرونا أولاً أنه إذا بقينا وحاربنا لمدة 6 أشهر، فسوف نحصل على الجنسية التركية".

ويضيف "كانت كلها أكاذيب. قالوا لنا إذا متنا في القتال في ليبيا، فستحصل عائلاتنا على الجنسية التركية. الآن وقد مات الكثير من السوريين في ليبيا، نعلم أن هذه كذبة أيضاً".

يقول أحمد إنه عندما قُتل أحد أعضاء أحرار الشرقية في معركة في فبراير، مُنحت أرملته في عفرين نحو 8000 دولار. "بالطبع، لم تحصل على الجنسية التركية."

وضع مخيف

ويؤكد أحمد أن القادة الأتراك خدعوهم بسهولة المهمة في ليبيا ولكنهم وجدوا الأمور مخيفة، فبعد عدة أسابيع بدأت معارك عنيفة.

ويضيف "الوضع كان أسوأ مما كان عليه في سوريا، سقطت الجثث في الشارع ولم يلتقطها أحد. لقد مات الكثير من السوريين".

قال أحمد "لم يكن الأمر كما اعتدنا عليه في سوريا إنه قتال شوارع وليس لدينا الأسلحة المناسبة أو المهارات المناسبة. نحن نذبح. وهكذا، بدأ الكثير منا يرفض القتال. أو ننتقل إلى الخطوط الأمامية ونختبئ هناك".

يقول أحمد إنه عندما بدأ المسلحون السوريون في تحدي الأوامر، يأتي جنود ليبيون متحالفون مع حكومة السراج ويضربونهم. وذات مرة، عندما رفض سوري القتال 3 مرات متتالية، أطلق مسلح ليبي النار عليه في ساقه.

التوسل للعودة

يتزايد عدد السوريين اليائسين من مغادرة ليبيا يوماً بعد يوم. وقال أحمد "الكذبة الأخيرة التي أخبرتنا بها تركيا هي أننا سنضطر للبقاء لمدة شهرين أو 3 أشهر فقط". "لكن مرت أكثر من 3 أشهر على مجموعتي، ولم يسمحوا لنا بالعودة."

في النهاية، أُجبر أحمد على دفع مبلغ 700 دولار أمريكي لقائده السوري للسفر إلى سوريا. وأشار إلى أن نحو 100 دفعوا ما بين 500 دولار و1000 دولار، حتي تمت الموافقة على مغادرتهم.

وقال أحمد "وضعونا على متن طائرة مع القتلى والجرحى وسمحوا لنا بالعودة إلى سوريا".

يخطط أحمد لإنهاء علاقته بفصيله. وعندما سُئل عن المستقبل بالنسبة له، سخر قائلاً. "يجب ألا تسألني ذلك. لا تسأل أحداً منا ". "أنا لا أعرف حتى ما سيكون الحاضر بالنسبة لي."