السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

حراك إسرائيلي في ملف الأسرى.. وحماس تعتبره «للاستهلاك المحلي»

حراك إسرائيلي في ملف الأسرى.. وحماس تعتبره «للاستهلاك المحلي»

شاب فلسطيني يبعد قنبلة غاز أطلقها جنود الاحتلال الاسرائيلي أثناء اشتباكات في قرية كفار قدوم بالضفة الغربية اليوم. (أ ف ب)

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مباحثات داخلية للحكومة الإسرائيلية لمناقشة صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس بعد سنوات من ركود الملف، لكن الحركة التي تدير قطاع غزة اعتبرت التقارير موجهة للاستهلاك المحلي في غياب انفراجة حقيقية في الاتصالات بين الجانبين.

القناة 11 للتلفزيون الإسرائيلي كشفت أن اللجنة الوزارية لشؤون الأسرى والمفقودين اجتمعت مرتين في الأيام القليلة الماضية لمناقشة مقترحات لإعادة الجنود الأسرى من غزة، وأكدت جدية الاتصالات التي تمت في الآونة الأخيرة من أجل عقد صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل من خلال طرف ثالث .

ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم الجمعة عن مصادر سياسية ودبلوماسية إسرائيلية، قولها إن تولي بيني غانتس زعيم حزب «أزرق- أبيض»، منصب وزير الدفاع في حكومة الطوارئ الإسرائيلية المرتقبة، سيعزز الاستعداد لتنفيذ صفقة لتبادل الأسرى مع حماس.

وذكرت المصادر أن غانتس يحمل معه التزاماً بإغلاق الملف بالنظر إلى أنه كان رئيساً لأركان الجيش خلال حرب غزة 2014 التي تقول حماس إنها أسرت خلالها جنوداً إسرائيليين.

وفي نفس الوقت، طالب تجمع «الماغور» للعائلات الإسرائيلية التي سقط لها قتلى أو جرحى في هجمات نفذها فلسطينيون المستشار القضائي للحكومة أفيحاي ميندليب بعدم الموافقة على الصفقة، وذلك لمنع الإفراج عن أسرى فلسطينيين شاركوا في قتل أو إصابة أبنائهم.

وذكرت القناة 13 للتلفزيون الإسرائيلي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جمع الأسبوع الماضي اللجنة الوزارية للأسرى والمفقودين للنقاش عبر خط آمن، بشأن الاتصالات مع حماس حول صفقة التبادل.

ومن جهته، أكد الدكتور إياد حمدان، أستاذ الإعلام بجامعة القدس المفتوحة في غزة، والمختص في الشأن الإسرائيلي، أن كل المعطيات حول تحرك الحكومة الإسرائيلية تجاه صفقة التبادل وتصريحات القادة الإسرائيليين حول سعيهم لاستعادة الجنود الأسرى من غزة تؤشر على أن الأمور متجهة نحو صفقة قادمة.

واستدرك قائلاً «لكن من غير المعروف الشكل الذي ممكن أن تخرج به هذه الصفقة».

وأكد أن هناك ضغوطاً كبيرة من ضباط في الجيش الإسرائيلي على السياسيين لإبرام هذه الصفقة، لا سيما بعدما وجهت لهم اتهامات بإرسال الجنود للحرب دون ضمان عودتهم سالمين أو حتى استعادة جثامينهم لدفنها.

ورفض قادة حركة حماس التعقيب على الجدل الداخلي في المجتمع الإسرائيلي أو إلى أين وصلت الاتصالات حول الصفقة.

وقلل رياض الأشقر المختص في شؤون الأسرى من حديث قادة الاحتلال عن حراك في موضوع صفقة التبادل، معتبراً أنه فقط لإرضاء أهالي الجنود الأسرى وإظهار أن المسؤولين يتواصلون مع حماس.

وقال الأشقر «كل تصريحات قادة الاحتلال فارغة المضمون وهي لخدمة أجندات سياسية على حساب قضية الأسرى».

وحول الجدل داخل المجتمع الإسرائيلي ومطالبة منظمة الماغور بعدم إبرام أي صفقة تبادل، قال إن «الأمر كله لا يعدو كونه جدالاً سياسياً، ودعاية داخل كيان الاحتلال لكسب الناخب الإسرائيلي وتحسين صورة نتنياهو أمام شعبه حتى يغطي على الفساد ومحاكمته أمام القضاء الإسرائيلي ولكي يوجد لنفسه فرصة جديدة في حال تمت انتخابات رابعة إذا فشلت المفاوضات النهائية لتشكيل الحكومة».

وأضاف «كل قيادات حركة حماس التي لها علاقة بهذا الموضوع نفت تماماً أن تكون هناك مباحثات أو مفاوضات مع الاحتلال، وكل ما جرى هو محاولة تدخل بعض الوسطاء لطرح وجهات نظر فقط وجس نبض، أما المفاوضات الحقيقة فلا توجد».

وشدد الأشقر على أن الاحتلال يراهن على ابتزاز المقاومة والحصول على معلومات عن جنوده مقابل صفقة اقتصادية وتحسينات لغزة وليس صفقة تبادل أسرى.

وذكرت صحيفة معاريف أن إسرائيل تروج للصفقة، عبر التلويح بحزمة مساعدات إنسانية واسعة النطاق لغزة للتعامل مع وباء كورونا، وإيماءات وإجراءات أخرى لتجنب فشل الصفقة، بعد سنوات من الركود في هذا الملف.

وقال الأشقر «الاحتلال يريد صفقة مجانية مقابل تحسينات إنسانية وتخفيف الحصار على القطاع ومشاريع اقتصادية لغزة وإدخال معدات طبية».

وأضاف «الفترة التي يعيشها الاحتلال الآن ما بين وباء كورونا والوضع السياسي المهلهل تصعب على أي قائد أو مسؤول اتخاذ قرار في موضوع الصفقة، هذا الأمر يحتاج لاستقرار سياسي، وبالتالي فالقيادة الموجودة لا يمكن أن تتخذ قراراً في هذا الموضوع.. كل ما يدور مجرد تصريحات إعلامية لكسب الشارع الإسرائيلي وأهالي الجنود الأسرى».