الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

الامارات: استقرار المنطقة يتطلب خفض التصعيد والعقلانية لمواجهة «إعصار» كورونا

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش أن الأولوية في منطقة الشرق الأوسط ستكون للشأن الداخلي، كأحد توابع أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم، مع التأكيد على تجنب التصعيد والمواجهة.

وقال قرقاش إن منطقة الشرق الأوسط «ستمر بفترة ستمتحن الإرادة والموارد والنماذج المعتادة»، مؤكداً على ضرورة إدارة المرحلة بعقلانية»، وذلك رداً على توقعات بأن تستمر إيران في سلوكها العدائي في المنطقة على الرغم من الأزمة التي تضرب العالم أجمع.

جاءت تصريحات وزير الدولة في قمة نظمها معهد بيروت (بيروت إنستيتيوت) عبر الإنترنت عن دوائر السياسة شارك فيها أيضاً رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، ومدير المخابرات الأمريكية السابق الجنرال ديفيد بتريوس ورئيس صندوق الأبحاث والاستشارات السياسية بموسكو الدكتور أندريه فيديروف، وهو نائب سابق لوزير الخارجية الروسي.


وشدد قرقاش، في الجلسة التي ناقشت «إعادة تعريف الاستقرار»، وأدارتها مديرة المعهد رغدة ضرغام، على أن أزمة وباء كورونا ستؤدي إلى بروز كفاءة الدولة الوطنية وقدراتها بغض النظر عن الأيديولوجيا كمعيار رئيسي فيما بعد تداعيات الوباء.


خفض التصعيد

وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية على ضرورة خفض التصعيد في المنطقة من أجل السماح للدول بالتركيز على «الإعصار» الذي يسببه وباء فيروس كورونا المستجد، وعلى ضرورة التفكير في نماذج التنمية.

وقال إن «المنطقة، مثل كل المناطق في العالم، ستكون أضعف مالياً وسياسياً.. سيكون من الحكمة التفكير في نماذج التنمية الخاصة بنا، وفي خفض التصعيد ومحاولة حل بعض المشكلات».

التفكير في الصراعات.

ورداً على توقعات الخبير الروسي الدكتور أندريه فيديروف بأن إيران ربما تشهد أعمال عنف الشهر المقبل وهو ما سيدفع النظام إلى لوم أطراف خارجية في العالم والمنطقة، قال قرقاش إن الأولوية للدول ستكون للتركيز على التداعيات الداخلية للوباء الذي عطل الأعمال التجارية على مستوى العالم.

وأشار إلى أن منتجي الطاقة الخليجيين الذين تضرروا أيضاً من انهيار أسعار النفط سيحتاجون إلى تسريع خطط التنويع الاقتصادي وليس التفكير في الصراعات.

وأردف قائلاً: «سيكون لدينا تساؤلات كثيرة بخصوص ما يمثله نموذج الدولة الريعية الخليجية.. فقد حاولنا على مدى سنوات عديدة الهروب من هذا النموذج بدرجات متفاوتة من النجاح، لكنني أتصور أن هذا سيُسّرع ضرورة إيجاد شيء أكثر استدامة قليلاً».

اختلالات سوق العمل

وأوضح أن اختلالات سوق العمل ظهرت أيضاً كقضية رئيسية رغم أنه «من السابق لأوانه» القيام بأي عمل لإعادة هيكلتها.

ومن جانبه، اعتبر فيديروف أن المؤشرات الحالية مع التوترات السابقة التي مرت بها الدولة الإيرانية مع تفشي الفيروس مؤخراً ترجح توقعاته بحدوث شغب ومشكلات داخلية كبيرة للنظام الإيراني.

وقال إن ذلك سيدفع إيران إلى البحث عن أطراف خارجية لإلقاء اللوم عليها ومنها بالطبع الولايات المتحدة، والجيران، وربما تلجأ للهروب من مشكلاتها بخلق مشكلات خارجية.

واتفق الأمير تركي مع فيديروف على أن سلوك الدولة الإيرانية مستمر بنفس النهج العدائي ولم يتغير رغم الأزمة وأن ذلك واضح في تغطية الإعلام الإيراني.

العمل المشترك

واعتبر أن السعودية والولايات المتحدة وجميع الدول الخليجية تدرك المخاطر المحيطة بالخليج مشيراً إلى أن القيادة السعودية تعمل مع الولايات المتحدة في الاستعداد لأي مخاطر.

وشدد على أن السعودية في خضم أزمة كورونا تركز على العمل المشترك والتعاون الدولي وإيجاد حلول بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين وأن ذلك بدا واضحاً من قيادتها لقمة العشرين التي تعهدت بتوفير مخصصات مالية كبيرة لمواجهة الوباء.

وتوقع فيديروف أن تخرج الولايات المتحدة أقوى من الصين من أزمة كورونا، وخصوصاً على الصعيد السياسي والدولي ولكن ليس ربما على الصعيد الاقتصادي.

إيران تستغل الأزمة

من جانبه، قال الجنرال ديفيد بتريوس إنه لا يتوقع أن تقوم إيران بأي عمل أو مسعى للتورط في صراع عسكري مع الولايات المتحدة خاصة مع الوضع المتأزم داخلياً، حيث يدرك حكام إيران الآن أن الولايات المتحدة لن تصمت على أي استفزاز حقيقي بعد التحركات الأخيرة في العراق.

لكنه لم يستبعد أن يستمر النظام الإيراني في استفزازات لفظية وتحرشات هدفها إخراج الولايات المتحدة من العراق التي تعد منطقة نفوذ إيراني كبير.

وأشار إلى أن التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية مستمر لمواجهة أي تحديات مستقبلية في هذا الشأن.

واتفق بتريوس مع فيديروف على أن إيران تحاول استغلال أزمة كورونا للتخلص من العقوبات الأمريكية.