الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أطباء بلا حدود تدعو العالم لإنقاذ اليمن من جائحة «تفطر القلب»

أطباء بلا حدود تدعو العالم لإنقاذ اليمن من جائحة «تفطر القلب»

طفل يبكي على ظهر شقيقه في سوق يمني وسط المخاوف من تفشي كورونا. (رويترز)

طالبت منظمة أطباء بلا حدود الأمم المتحدة والدول المانحة بمد يد المساعدة بصورة عاجلة لليمن في مواجهة تفشي وباء كورونا الذي قالت إنه خلق وضعاً «يفطر القلب» وسط ظروف الحرب المندلعة منذ 5 سنوات، فيما ألقى مراقبون بالمسؤولية على ميليشيات الحوثي التي ترفض الهدنة التي أعلنها تحالف دعم الشرعية.

وقالت المنظمة في بيان إن عدد الوفيات الواقعة في مركز علاج مرضى كوفيد-19 الذي تُديره في عدن، يعكس وجود كارثة أوسع نطاقاً في المدينة بدأت تتكشف فصولها الآن. وأضافت، أن المركز، وهو الوحيد المُخصّص لعلاج مرضى كوفيد-19 في جنوب اليمن بأكمله، استقبل خلال الفترة من من 30 أبريل إلى 17 مايو الجاري 173 مريضاً، لقي على الأقل 68 منهم حتفهم.

وقالت إن المرضى يصلون إلى المركز وهم يعانون من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، ما يجعل إنقاذ حياتهم مهمة صعبة، ويشير إلى أن في منازلهم مصابون آخرون.

وأشارت المنظمة إلى أن إحصائيات الدفن الحكومية تُظهر أن الكثير من الناس يموتون في منازلهم، وتكشف أيضاً أن 80 شخصاً توفوا كل يوم في المدينة خلال الأسبوع الماضي، بعدما كان المعدل المعتاد في فترة ما قبل انتشار المرض 10 حالات وفاة يوميا.ً

وقالت مديرة عمليات أطباء بلا حدود في اليمن، كارولين سيغين، إن «ما نراه في مركز العلاج الذي نُديره هو مجرد غيض من فيض من حيث عدد الأشخاص الذين يُصابون ويموتون في المدينة. يلجأ الناس إلينا لنُنقذهم بعد فوات الأوان، ونحن نعلم بأن آخرين كثرين لا يأتون على الإطلاق: يموتون ببساطة في المنزل. هذا الوضع يفطر القلب».

وأضافت: «تحتاج الأمم المتحدة والدول المانحة إلى بذل المزيد من الجهود وبشكل فوري، ليس فقط من أجل عدن بل من أجل اليمن بأسره. يجب تأمين الأموال لدفع أجور العاملين في مجال الرعاية الصحية، كما يجب تزويدهم بمعدات الوقاية الشخصية اللازمة للحفاظ على سلامتهم».

وقالت إن «البلد بحاجة ماسة أيضاً إلى المزيد من مكثفات الأكسجين لمساعدة المرضى على التنفس. على السلطات المحلية أن تبذل كل ما في وسعها لتسهيل عمل المنظمات الدولية ـ مثل منظمة أطباء بلا حدود ـ التي تتعاون معها للتصدي للفيروس وضمان دخول الإمدادات الطبية والموظفين الدوليين لدعم الفرق في الميدان».

وأضافت «نحن نفعل كل ما في وسعنا، لكن مواجهة هذا الفيروس بمفردنا مستحيلة. من غير الأخلاقي أن يترك العالم عدن وبقية اليمن وحدهما في وجه هذه الأزمة».

من جانبه، قال رئيس المنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق الإنسان، فضل علي عبدالله، إن الأمم المتحدة تخلت منذ زمن، عن المدنيين في أرجاء اليمن كافة، ولم تقدم لهم سبل الحماية اللازمة من الموت، وبالتالي فإنها لن تقدم لهم شيئاً في مواجهة الوباء.

وقال عبدالله الذي يقيم في عدن، لـ«الرؤية»، إن المنظمة اليمنية، حذرت قبل نحو شهر من أن أعداد الوفيات في المنازل تتزايد، وكان لها دور في إتمام الاتفاق بين منظمة أطباء بلا حدود وبين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، على تسلم «أطباء بلا حدود» مهمة مواجهة الوباء في مركز الأمل الذي تم تجهيزه لهذا الغرض.

بدوره، حمل المحلل السياسي اليمني المقيم في القاهرة، الدكتور عبدالملك اليوسفي، ميليشيات الحوثي الانقلابية، مسؤولية تردي الأوضاع الإنسانية في عدن وباقي محافظات اليمن، وآخرها جائحة كورونا التي تحصد الأرواح بدون هوادة.

وقال لـ«الرؤية»، إن التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية، أقر هدنة في اليمن لمدة 15 يوماً مع قدوم شهر رمضان ثم مددها لشهر آخر، نظراً للتحديات التي فرضتها جائحة كورونا، لكن الحوثيين لم يلتزموا، وظنوا أن هذه الهدنة تنم عن ضعف التحالف، لأنهم في النهاية لا يضعون الاعتبارات الإنسانية في الحسبان.

وقال وزير الشؤون القانونية اليمني السابق، الدكتور محمد المخلافي، إن الحوثي مسؤول ليس فقط عن تفشي فيروس كورونا في اليمن، ولكن أيضاً عن الأوضاع الإنسانية المتردية التي وصلت إليها البلاد.

وأضاف في تصريحات لـ«الرؤية»، أن من فجّر الحرب وقتل الأبرياء وزرع الألغام ليقتل الأجيال التالية، لا يمكن التعويل على إنسانيته، بل يجب وضعه في حجمه الطبيعي، فالميليشيات التابعة للحوثي مجرد مجموعة متمردة، دأبت على القتل والتخريب.

وأشار إلى أن بعثة الأمم المتحدة في اليمن ليست ذات تأثير أو ثقل في مجريات الأمور، لافتاً إلى أن تقرير فريق الخبراء المعني باليمن، والذي جرى تسليمه إلى مجلس الأمن قبل أشهر ويطالب بالتحقيق في الشبكات التي تعرض اليمنيين لأقصى الانتهاكات بما في ذلك العنف الجنسي، ما زال حبيس الأدراج الأممية.