الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

سياسيون: انتهاكات الحوثي المتواصلة نسفت جهود مواجهة «كورونا»

سياسيون: انتهاكات الحوثي المتواصلة نسفت جهود مواجهة «كورونا»

يمنيون في أحد أسواق العاصمة صنعاء. (أ ف ب)

حمّل سياسيون ميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن، مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية في ظل انتشار فيروس كورونا، مؤكدين أن إجرام الحوثي حرم اليمنيين من فرصة العيش بسلام منذ إعلان التحالف العربي لدعم الشرعية وقف إطلاق النار لتوحيد الجهود في مواجهة الجائحة بدءاً من 9 أبريل الفائت.

وحذرت الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع الصحية في اليمن الذي يعاني الحرب منذ نحو 5 سنوات، مؤكدة أن معدل الوفيات الناجمة عن كوفيد- 19، بلغ 20% مقارنة بالمعدل العالمي المستقر عند 7%، كما أن اليمن مقبل على مجاعة حال لم يتوفر التمويل اللازم للأنشطة الإغاثية.

وقال عضو وفد التفاوض عن الحكومة اليمنية في مباحثات ستوكهولم، وكيل وزارة الشباب، حمزة الكمالي، «إن ميليشيات الحوثي الانقلابية لم تقم بواجبها كسلطة أمر واقع في عدد من محافظات اليمن، وهذا هو المتوقع من جماعة مجرمة خارجة على القانون».

وأضاف لـ«الرؤية»، أن منهج الحوثي وداعش واحد، فهم يتغذون على القتل والخوف والخراب، ومهمتهم جباية الأموال والضرائب، دون تقديم أي خدمات للمواطنين الخاضعين لسيطرتهم.

وتابع: «أنا في الأصل طبيب، وأستطيع أن أؤكد أن نسب الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا أكثر بكثير من المعلن، في اليمن بأكمله، وبالأخص صنعاء، فهي مدينة مرتفعة عن سطح الأرض، ونسبة الأكسجين فيها أقل من باقي المحافظات، فضلاً عن النظام الصحي المتهالك بالأساس».

وأكد أن الحوثيين أضاعوا فرصة ثمينة على المدنيين في كافة أرجاء اليمن، حين لم يلتزموا بوقف إطلاق النار المعلن من التحالف العربي لدعم الشرعية قبل أكثر من 6 أسابيع، وهي مدة كانت كافية لتوحيد الجهود في مواجهة الوباء.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود التي تدير معركة مواجهة كورونا على الأرض في اليمن، طالبت الأمم المتحدة والدول المانحة بمد يد المساعدة بصورة عاجلة لليمن في مواجهة تفشي وباء كورونا الذي قالت إنه خلق وضعاً «يفطر القلب» وسط ظروف الحرب المندلعة منذ 5 سنوات.

وقالت المنظمة في بيان إن عدد الوفيات الواقعة في مركز علاج مرضى كوفيد-19، الذي تُديره في عدن، يعكس وجود كارثة أوسع نطاقاً في المدينة بدأت تتكشف فصولها الآن.

وأضافت، أن المركز، وهو الوحيد المُخصّص لعلاج مرضى كوفيد-19، في جنوب اليمن بأكمله، يستقبل المرضى وهم يعانون من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، ما يجعل إنقاذ حياتهم مهمة صعبة، ويشير إلى أن في منازلهم مصابين آخرين.

وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان في الحكومة الشرعية، نبيل عبدالحفيظ، إن المسؤول الأول عما وصلت إليه الأوضاع الإنسانية من تردٍ في اليمن، هو سلوكيات الحوثي الرافضة لأي عملية سلام على الأراضي اليمنية.

وأضاف المسؤول الحكومي لـ«الرؤية»، أن تقارير الأمم المتحدة تعترف بذلك، وتؤكد أن الحوثي يعرقل أي عملية تفاهم للوصول لتسوية.

وأكد أن اللا مسؤولية والتهاون في مواجهة الوباء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي جريمة في حق المدنيين: «نحن أمام كارثة حقيقية».

وأشار إلى أن منظمات تابعة للأمم المتحدة قررت وقف أنشطتها في مناطق سيطرة الحوثي، لأن الاتقلابيين يسرقون المساعدات الإنسانية ويستخدمونها في المجهود الحربي، وأن ارتفاع نسبة الوفيات الناجمة عن كورونا بهذا المعدل الخطير، انعكاس للوضع الصحي المتردي.

وشددت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، على ضرورة إجراء الاختبارات اللازمة لمعرفة عدد الأشخاص المتأثرين بالجائحة بدقة، وقالت إن المأساة تتكشف، والمستشفيات تضطر لعدم استقبال الناس.

وأشارت في بيان، أمس الجمعة، إلى أن المنظمات الإنسانية تفعل ما بوسعها بالتمويل المتاح حالياً، مُضيفة: «نحو 80% من السكان في اليمن يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية، وكورونا ينتشر في أرجاء البلد دون رادع ودون قدرة على التخفيف من حدته».

وأكد المحلل السياسي اليمني، بليغ المخلافي، أن الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي لدعم الشرعية الشهر الماضي، كانت فرصة لتنحية الحرب جانباً والالتفاف لمواجهة الوباء المميت.

وأضاف لـ«الرؤية»، أن خروقات الحوثي المتواصلة نسفت أي جهود لمواجهة الوباء على الأرض، فقد تجاوزت هذه الخروقات 4 آلاف خرق، من بينها إطلاق صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقال إن الميليشيات الانقلابية تعاملت باستهانة مع حياة المدنيين، ولم تفصح عن الأرقام الحقيقية للإصابات أو الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 حتى الآن، لافتاً إلى أن الإحصاءات التي تتحدث عنها الأمم المتحدة تخص المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية وحدها.