الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

اغتيال مصوّر «جرائم الحوثي باليمن».. وأصابع الاتهام تشير إلى ميليشيات الإخوان

هزت جريمة اغتيال المصور اليمني نبيل حسن القعيطي، في مدينة عدن جنوبي البلاد، الوسط الصحفي والإعلامي المحلي والدولي، وسط اتهامات من قِبَل نشطاء وصحفيين جنوبيين، لميليشيات الإخوان بالوقوف وراء عملية الاغتيال.

يأتي ذلك مع تنامي مؤشرات العنف ضد الصحفيين في اليمن، الذي يحتل المرتبة الـ167 من بين 180 بلداً في مؤشر حرية الصحافة العالمية، بحسب منظمة مراسلون بلا حدود.

واغتيل القعيطي أمام منزله في مديرية «دار سعد» بمدينة عدن، أمس الثلاثاء، من قِبَل مسلحين مجهولين رموه بالرصاص الحي، بعد فشلهم في قتله دهساً، ولاذوا بعد ذلك بالفرار إلى منطقة مجهولة.

ونقل عدد من الأهالي القعيطي إلى مستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود، إلا أنه فارق الحياة لدى وصوله.

تنديد محلي ودولي

وأثار اغتيال القعيطي ردود فعل منددة على المستويَين المحلي والدولي، حيث أدانت نقابة الصحفيين اليمنيين الجريمة ودعت «السلطات الأمنية بعدن إلى سرعة التحقيق وكشف الجناة وإحالتهم للجهات القضائية لينالوا جزاءهم الرادع».

واعتبر المجلس الانتقالي في بيان نعى فيه القعيطي، الحادثة بأنها تكشف «ضيق قوى الإرهاب والتطرف والعدوان التي تخوض حرباً مفتوحة على شعبنا، من الكلمة والصورة التي تفضح جرائمها وإرهابها، وتكشف زيف ادّعاءات إعلامها المعتمد على تزييف الكلمة والصورة ولي عنق الحقيقة».

ودعا المجلس، الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب إلى المساهمة معه «في إجراء تحقيق شفاف يكشف خيوط هذه الجريمة ومن يقف خلفها ويقدم مرتكبيها إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل».

من جهته، وصف الاتحاد الدولي للصحفيين عملية اغتيال المصور الميداني نبيل حسن القعيطي - من وكالة الأنباء الفرنسية - بالعملية الإرهابية، والتي كانت أمام منزله بمدينة عدن. وأكد الاتحاد عبر حسابه على تويتر «لا لقتل الصحفيين، لا للإفلات من العقاب لمرتكبي الجريمة والجهات المسؤولة، لروحك السلام».

وأعربت منظمة أطباء بلا حدود «عن أسفها لتنامي العنف الذي يطال الصحفيين في البلاد».

وقالت المنظمة إنه وقبل حادثة الاغتيال الأليمة «كانت العديد من الانتقادات قد طالت نبيل حسن من مختلف التيارات الموالية لحكومة حزب الإصلاح (الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين)».

وقالت صابرين النوي، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود «إن اغتيال نبيل حسن أمر غير مقبول بتاتاً ويشكل ضربة أخرى للصحافة في اليمن. وبلغ الانقسام والاستقطاب الإعلامي نقطة حرجة، إلى درجة بات معها الصحفيون الهدف الرئيسي للهجمات والانتهاكات، بغض النظر عن المنطقة التي يعملون فيها».

اتهامات للإخوان

وحصلت «الرؤية» على تسجيل صوتي لنبيل القعيطي اتهم فيه مسؤولين يمنيين بقناة الجزيرة بمحاولة استقطابه مراراً للعمل معهم لصالح جماعة الإخوان، إلا أنه رفض. وشُنت عليه حملة شرسة منذ أيام على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف «قطع رزقي»، بحسب القعيطي.

وقال القعيطي إنه تلقى في بداية الحرب عروضاً من قناة الجزيرة للعمل معها مقابل 10 آلاف دولار شهرياً، ثم حاولت استقطابه مرة أخرى عام 2016، لكنه رفض.

وبعد ساعات من اغتيال القعيطي انتشرت قوات أمنية في مديرية دار سعد لملاحقة الجناة، وقد ألقت القبض على عدد من المشتبه بهم، إلا أنه لم يصدر حتى اللحظة بيان أمني رسمي في هذا الخصوص.

مسيرة حافلة

اشتهر القعيطي في عام 2015 عندما وثّق أحداث الحرب الحوثية على مدينة عدن، وعمل منذ ذلك الوقت مع العديد من المؤسسات الإعلامية الأجنبية والمحلية، وكان قد نجا في يناير 2019 من هجوم حوثي على قاعدة العند الجوية بطائرة مسيّرة خلال تغطيته استعراضاً عسكرياً.

وكان القعيطي من أبرز المصورين الشباب الذين لمعوا في فترة الحرب، وقد بدأ عمله في مجال التصوير عام 2007، حيث كان ينشر في صحيفة الأيام المحلية، ثم بدأ النشر عبر قناة خاصة على «يوتيوب» قبل تعاقده مصوراً مع وكالة «فرنس برس» عام 2015.

وكرمت الوكالة الفرنسية، القعيطي عام 2016 لتأهل فيلمه «معركة عدن» إلى المرحلة النهائية في جائزة «روري بيك»، لأفضل مصوري الفيديو في العالم.

وُلد القعيطي في مديرية دار سعد عام 1986، وهو زوج وأب لـ3 أطفال هم: «سارة (7 سنوات) وريتاج (6 سنوات) وزايد (عامان)»، وسمّى آخر أبنائه تيمناً باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، كما قال القعيطي في إحدى مقابلاته التلفزيونية.

ووُصف القعيطي بأنه من أشجع المصورين في اليمن الذين غطوا أحداث الحرب بدءاً من عدن، ثم محافظة لحج، والضالع وشبوة وأبين، ومأرب، والساحل الغربي وصولاً إلى الحديدة، ثم أخيراً في محافظة أبين التي كان يوثّق فيها جولات القتال بين المجلس الانتقالي وميليشيات الإخوان.