الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

الفرار من الجحيم.. روايات مفزعة ليمنيين هربوا من وحشية الحوثي

روايات وشهادات مفزعة يرويها يمنيون هربوا من بلدهم ولجؤوا إلى مصر بعد أن تعرضوا لانتهاكات وتهديدات بالقتل هم وأسرهم من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية التي قامت بالانقلاب على الحكومة الشرعية في اليمن عام 2015.

الناشطة اليمنية بشرى الجبيحي قالت لـ«الرؤية»، إن شقيقها حمزة تم اختطافه في 30 أغسطس 2016، وتم إيداعه بمقر الأمن القومي في العاصمة صنعاء، وبعدها بأسبوع اقتحمت الميليشيات منزل عائلتها واعتقلت والدها يحيي الجبيحي الذي كان يعمل صحفياً بالمركز الإعلامي لرئاسة الوزراء اليمنية، وصادروا وثائق وملفات تخص والدها.

وتضيف «بشرى»: «نحن الآن على مشارف العام الرابع وما زال الحوثيون يتحفظون على شقيقي، لكن الوالد تم الإفراج عنه».

حكم الحوثيون على والداها بالإعدام في 12 أبريل 2017، بعد اتهامه زوراً بالتخابر مع دول تحالف دعم الشرعية، ولكن بعد مطالبات منظمات حقوقية تم الإفراج عنه ضمن 10 صحفيين كانوا معتقلين لدى الميليشيات.

تم الإفراج عن الوالد فيما ظل حمزة قيد الاعتقال كرهينة ليضمن الحوثيون صمت الأب الذي أصبح حراً، بحسب الابنة.

استهداف الحقوقيين

انتهاكات الحوثي بحق المدنيين اليمنيين وثقتها العديد من المنظمات الحقوقية الدولية والتي تتراوح ما بين الخطف والاعتقال العشوائي إلى التعذيب والاغتصاب. وهذا ما أكدته أيضاً مؤسسة «تمكين» لحقوق الإنسان اليمنية، التي يرأسها مراد الغاراتي.

يقول «الغاراتي» لـ«الرؤية»، «عقب شهر واحد من عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي في مارس 2015، لاستعادة الشرعية في اليمن، هاجمت الميليشيات 80 منظمة حقوقية في صنعاء، من ضمنها المنظمة الخاصة به، لأنهم كانوا يريدون منع الحقوقيين من رصد انتهاكاتهم».

تعرض الغاراتي للاعتقال 3 مرات وخضع للتحقيق ثم تم وضعه قيد الإقامة الجبرية لثمانية أشهر حتى 2016، لكن تدخلات قبلية ساهمت في كف الحوثيين أيديهم عنه وأنقذته من السجن، إلا أن الحوثيين حاولوا تجنيده للعمل لديهم والحصول على نسبة من التمويل الخاص بمنظمته، وكذلك إعداد تقارير حقوقية تتغاضي عن انتهاكاتهم.

الضغوط على الغاراتي امتدت لتطال زوجته التي كانت تعمل في قطاع التعليم حيث حاولوا استقطابها وإغراءها بمنصب كبير للعمل معهم وإقناع الزوج بالاستجابة لهم لكنهم فشلوا.

في النهاية اضطر الغاراتي وأسرته للهرب من اليمن بعد أن لفقوا له تهماً عديدة منها تجارة السلاح والعمالة وإدارة أنشطة مخلة بالآداب لكنهم لم يفلحوا في الزج به في السجن لتدخل القبائل.

انتهاكات الحوثيين تخطت الخطف والتعذيب إلى التصفية الجسدية، هذا ما حدث مع صفوان حمود (26 عاماً) من صنعاء الذي وصل إلى القاهرة للعلاج من إصابة في الرأس بطلق ناري.

يروي حمود لـ«الرؤية»: «أنه كان يبيع القات» لعناصر الميليشيات الحوثية لمدة 3 سنوات دون مشكلات، لكنهم شكوا في أنه يعمل لحساب المقاومة فأطلقوا عليه الرصاص في رأسه وكان ذلك في مارس 2017، واضطر للمجيء للقاهرة للعلاج حيث لم يكن هناك إمكانية لعلاجه باليمن لنقص الإمكانيات.

بعض الأهالي ورجال القبائل جمعوا تبرعات وأرسلوا حمود إلى القاهرة لتلقي العلاج. ويقول حمود بصوت متلعثم تسببت فيه الإصابة «الجميع كانوا يقولون إنني سأعيش مشلولاً وأعمى، لكن الحمدلله شفيت بعد الجراحة». يعيش حمود الآن في القاهرة ويعمل كبائع متجول.

مصائد الألغام

صلاح عبده (28 عاماً) من تعز، جاء إلى القاهرة منذ 2017 هرباً من القمع والانتهاكات اليومية التي يمارسها الحوثيون. ويقول عبده إنه رأي بعينه الميليشيات وهي تزرع الألغام في مناطق تعز حتى يجعلوها مقبرة لمن يعود إليها من أهلها بعد أن طردهم الحوثيون.

التقرير النهائي للجنة الخبراء المعنيين باليمن المقدم لمجلس الأمن يناير 2020، أشار إلى أن عدد ضحايا الألغام الأرضية، يتزايد باستمرار، ووثق الفريق 33 حالة لضحايا الألغام من المدنيين في مناطق البيضاء، والحديدة، وشبوة، وتعز.

انتهاكات الحوثي بحق المدنيين لم تقتصر على التعذيب لكنها وصلت حد الاغتصاب، وهذا ما أكده (ح. ف) في شهادته لـ«الرؤية».

ويروي الشاب اليمني البالغ من العمر 34 عاماً أنه تم اختطافه من قبل الميليشيات عام 2017 وتمت مساومته للعمل معهم، لأنه يجيد الإسعافات الأولية، ولكنه رفض فتم احتجازه حيث عاين الممارسات المشينة من قبل عناصر الميليشيات.

ويضيف (ح. ف) أنه تمكن من الهرب بمساعدة أحد عناصر الميليشيات الذي تعاطف معه، ثم تمكن من الهرب من صنعاء في سيارة متجهاً إلى عدن في رحلة استغرقت حوالي 14 ساعة ثم غادر البلد عبر مطار عدن في رحلة متجهة إلى مطار سيول بكوريا الجنوبية ومنها إلى القاهرة، حيث لم تكن هناك رحلات مباشرة إلى القاهرة.

انتهاكات "الزينبيات"



رواية الشاب اليمني حول التعذيب والانتهاكات يؤكدها تقرير الخبراء الخاص باليمن، الذي وثق ممارسات مشينة يمارسها الحوثيون منذ نهاية عام 2017، من بينها حالات اعتقال واحتجاز وسوء معاملة وتعذيب، لـ11 امرأة، و3 حالات اغتصاب بصورة متكررة أثناء الاحتجاز.

وأشار التقرير إلى أن الفريق حصل على أدلة على استهداف الحوثيين للنساء اللاتي يحاولن الاضطلاع بدور نشط في الحياة العامة. ويحقق الفريق أيضا في دور "الزينبيات"، وهن نساء الحوثيين واتباعهم، في انتهاكات القانون الدولي الإنساني. وتحصل "الزينبيات" على تدريب عسكري لاستهداف النساء في المظاهرات.

ويقول (ح. س)، وهو مهندس يمني هرب خوفاً من القمع والتنكيل الحوثي إلى القاهرة، إن الميليشيات طلبت منه الانضمام إليهم وأغروه بالأموال والسلاح، لكنه رفض وقرر الفرار من البلد واللجوء لمصر.

ويوضح أنه أخذ القرار بعد أن رأى جيرانه وأصدقاءه يعودون في نعوش بعد أشهر من مشاركتهم في القتال إلى جانب الحوثيين فعلم أن الدور قادم عليه لا محالة.

ويروي أن طريق الفرار من صنعاء استغرق حوالي 16 ساعة بسبب وعورة الطريق ونقاط التفتيش الكثيرة التي أقامها الحوثيون وهو ما اضطره لدفع مبالغ مالية كبيرة للمرور، ثم وصل إلى عدن واستقل الطائرة من هناك إلى سيول بكوريا الجنوبية ثم القاهرة للنجاة بحياته.