الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«تركيا-قطر» .. هل ينهار محور الفوضى لتخريب الشرق الأوسط قريباً ؟

«تركيا-قطر» .. هل ينهار محور الفوضى لتخريب الشرق الأوسط قريباً ؟

أدروغان وتميم.(أرشيفية)

قال موقع «أحوال تركية» إن التحالف التركي القطري تلقى ضربة أفقدته التوازن بسقوط حكم جماعة الإخوان في مصر، ما جعله يتحول من نهج السعي لصنع السياسات في المنطقة إلى العمل على تخريب السياسات واستعراض القوى من خلال التورط في صراعات في دول عربية.

وقال الموقع المتخصص في الشأن التركي إنه خلال الفترة المقبلة سنرى ما إذا كانت السياسات التي يحتفظ بها أي من البلدين مستدامة، مشيراً إلى أن نهج تركيا الصارم، بقيادة رئيس مستقبله مهدد باقتصاد متعثر يجد نفسه في مواجهة مع دول مثل روسيا وفرنسا، يمكن أن يأتي بنتائج عكسية في أي لحظة.

وأضاف التقرير، الذي نشر بعنوان «هل جلب المحور القطري - التركي السلام أم الفوضى إلى الشرق الأوسط؟ أن الكثيرين فوجئوا باندفاع تركيا لمساعدة قطر قبل 3 سنوات لدى إعلان المقاطعة العربية للنظام القطري بسبب دعمه للإرهاب.

محور الفوضى

وقال التقرير إن انحياز تركيا إلى قطر، التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة، مثير للدهشة بالنظر إلى أن المملكة العربية السعودية، التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة، كانت أكبر شريك تجاري لأنقرة في المنطقة.

وقال إن تركيا لم تتوقف عند هذا الحد، بل حاولت تغيير توازن القوى في المنطقة من خلال استعراض قوتها بالعديد من الاعتداءات في ليبيا وسوريا، ومن اليمن إلى السودان.

أسباب التحالف المريب

وأشار التقرير إلى أن هناك أسباباً عديدة لهذا القرار، الذي دفع تركيا إلى مزيد من العزلة السياسية والتهميش في المنطقة. أول هذه الأسباب حسب التقرير التركي، هو علاقة الرئيس رجب طيب أردوغان الغامضة بأمير قطر.

وهناك العديد من التساؤلات حول هذه العلاقة، والتي لا تتفق مع الأعراف الدبلوماسية. على سبيل المثال، ذكرت بعض التقارير في 2018 أن أمير قطر تميم بن حمد أهدى أردوغان طائرته الخاصة التي تبلغ قيمتها 400 مليون دولار، ولم يقدم أي من الطرفين مبررات واضحة لذلك التصرف.

وأصبح أمير قطر صاحب أكبر عدد من الزيارات إلى تركيا في السنوات الأخيرة. وكان هناك الكثير من التكهنات حول سبب الحاجة إلى العديد من الاجتماعات المباشرة بين الزعيمين.

وفي حين أن محتوى اللقاءات غير معروف، فمن الواضح أن عامل الإخوان المسلمين هو أحد أهم الروابط التي تجمع الرجلين. واتخذت العلاقات بين الحليفين بعداً جديداً بعد رئاسة الإخواني محمد مرسي لمصر عام 2012.

انهيار خطط الهيمنة

ومع وصول مرسي، بدأت أنقرة والدوحة، اللتان شرعتا في وضع خطط لتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط، بالتعامل مع أطراف أخرى مرتبطة بالإخوان المسلمين في دول عربية.

وأصبحت كل دولة، بما في ذلك تونس وليبيا والمغرب ودول الخليج والأردن وسوريا والجزائر واليمن هدفاً. لكن الإطاحة بمرسي عام 2013 وإسقاط نظامه دمر خطط تركيا وقطر. وتحولت الدولتان من استراتيجية صنع السياسات إلى تخريب السياسات. وبعد الفشل في مصر، أصبحت ليبيا وسوريا واليمن والصومال بؤر تركيز المحور القطري التركي.

أما السبب الآخر لتشكيل هذا المحور فهو الثروة المعدنية في قطر وحاجة تركيا لها. لقد تأثر الاقتصاد التركي بشكل متزايد بأخطاء أردوغان في السياسة الخارجية منذ عام 2013، والتراجع في سيادة القانون وحقوق الإنسان في البلاد، والنهج التجاري الذي مهّد الطريق للفساد.

الخزينة القطرية

وهناك سبب آخر وفق قراءة المشهد، فهو ما يسمى بـ«الخزنة» الخاصة بأردوغان في قطر، والتي تحتوي على مليارات الدولارات، وهو صندوق يُزعم أنه تم إنشاؤه بعد تحقيق فساد في حكومته عام 2013.

وهذا الأمر رغم أنه يخضع للسرية وصعوبة التحقق التام، إلا أنه يجب أخذه في الاعتبار، حيث إن قطر هي الدولة الوحيدة التي وافقت على فتح خط مبادلة العملة مع تركيا هذا العام، حيث يكافح اقتصاد البلاد للتعافي من أزمة العملة عام 2018 ووباء كورونا هذا العام.

ولجأ رجل تركيا أيضاً إلى سياسة خارجية أكثر مغامرة لأنه لم يعد بإمكانه تقديم تعهدات بزيادة الرفاهية الاقتصادية للناخبين. وفي البداية، كان أردوغان يتأرجح باستمرار بين الانحياز إلى روسيا والولايات المتحدة في سوريا التي مزقتها الحرب.

المستنقع السوري

وفي حين أن بعض أجزاء شمال سوريا لا تزال تحت السيطرة التركية، فليس معروفاً إلى متى يمكن أن تستمر هذه العمليات المكلفة. مع استمرار تفشي جائحة الفيروس التاجي وإلحاقها الدمار باقتصادات العالم، تواصل تركيا، التي ليس لديها أموال في خزائنها، تحويل أموال إلى ليبيا كان يجب أن تقدمها كمساعدة لسكانها. بالإضافة إلى ذلك، تقوم بتوريد المسلحين من سوريا وطائرات بدون طيار ومدرعات وذخائر.

ويسعى ثنائي قطر وتركيا إلى جذب دعم غربي لحكومة السراج من خلال إثارة المخاوف من الوجود الروسي على الأرض في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، فلا الاتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة تريد روسيا في البلاد على المدى البعيد.

وقال التقرير إن قطر هي أكبر مشترٍ لمنتجات صناعة الدفاع التي ينتجها رجال أعمال لهم علاقات وثيقة مع أردوغان. وأشار التقرير إلى أن تركيا قلقة بشأن تغيير قطر مواقفها في أي لحظة.

وعلى هذا النحو، فهي تريد التقدم إقليمياً بقدر المستطاع بينما الدعم القطري لا يزال مضموناً.

خلافات الحلفاء

وكان صمت قطر أيضاً في مواجهة أزمة بين أنقرة وواشنطن في 2018، بشأن اعتقال قس أمريكي بتهمة الإرهاب، مثار انتقادات قوية في وسائل الإعلام التركية الموالية للحكومة. علاوة على ذلك، تم تصوير التغطية السلبية لشبكة الجزيرة القطرية للغزو التركي لشمال سوريا، تحت مسمى عملية «نبع السلام» في أكتوبر من العام الماضي، على أنها «طعنة» بحسب تقارير شبكة تلفزيون تي آر تي التي تديرها الدولة وصحيفة صباح اليومية الموالية للحكومة.

ورغم ذلك، كشفت وثائق أعدتها منظمات استخبارية دولية بينت أن تركيا وقطر دعمتا الجماعات الإرهابية في الحرب في سوريا. وبحسب تقرير لوكالة المخابرات الدفاعية الأمريكية بتاريخ 2 يونيو 2016، قدم البلدان المساعدة لجبهة النصرة التي تم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة. وشدد التقرير على أن التقلب في العلاقات بين أنقرة والدوحة لا يقتصر على هذه التطورات وقد يتعداها في الفترة المقبلة مع انحسار وباء كورونا وفشل استراتيجيات العدوان والتوسع على حساب الجيران التي تتبعها تركيا.