الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

علامات استفهام وغموض حول مقابل الاستثمار القطري السخي في تركيا

تثير الاستثمارات القطرية الكبيرة في تركيا العديد من علامات الاستفهام والتساؤلات بين قطاع كبير من الأتراك الذين ينظرون إليها بريبة خاصة أن اسم الدوحة أصبح مرتبطاً بالعديد من المشروعات التي تم بيعها بأقل من سعرها في صفقات غامضة.

وأصبحت الدولة الخليجية الصغيرة خلال السنوات الاخيرة الصديق المقرب لتركيا الآن حتى أن أول شخص يتواصل معه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلما كان محتاجاً للمال هو أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني.

وقال موقع «أحوال تركية» إن دولة قطر الصغيرة، التي يبلغ عدد مواطنيها 300 ألف نسمة، سارعت إلى مساعدة تركيا القوية ذات الـ82 مليون نسمة في أعقاب أزمة فيروس كورونا المستجد، عندما تراجعت احتياطيات البنك المركزي ووصلت لمرحلة مقلقة. وعرضت قطر دعم البنك المركزي التركي من خلال زيادة 3 أضعاف لاتفاقية مبادلة العملات إلى 15 مليار دولار.


وقال الموقع المتخصص في الشأن التركي إن الدوحة ربما تفعل ذلك بدافع الامتنان لأن تركيا سارعت إلى مساعدتها بعد المقاطعة العربية لقطر عام 2017 بسبب دعمها للإرهاب. لكنه تساءل عن وجود أسباب أخرى، بسبب الريبة التي يثيرها بيع شركات وعقارات تركية إلى إلى قطر مقابل لا شيء تقريباً.


وعلى سبيل المثال استحوذ القطريون على مصنع دبابات قيمته مليار دولار مقابل 50 مليون دولار فقط، بعد أن أصبحوا يملكون نصف BMC، وهي واحدة من أكبر شركات تصنيع السيارات العسكرية والتجارية في تركيا. والنصف الآخر يملكه رجل الأعمال التركي إيثيم سنجق المقرب من أردوغان.

واستحوذ القطريون أيضا على Digiturk، وهي أكبر شركة للبث التلفزيوني المدفوع في تركيا، وأصبحوا شركاء في مجموعة صباح إلإعلامية، واستحوذوا على حصة أغلبية في منتج الدواجن Banvit ومتجر Beymen المتطور. وهناك أيضا القصور المنتشرة على مضيق البوسفور الشهير في إسطنبول، والفنادق في منتجع مرمرة الساحلي، وهضبة سورمين في منطقة البحر الأسود الشمالية.

لكن أكبر استثمار لهم كان طائرة بقيمة 400 مليون دولار قدمها الأمير القطري إلى أردوغان في 2018، بالإضافة إلى إطلاق اسم أردوغان على حصان سباق قيمته ملايين الدولارات، بحسب الموقع التركي.

وتتسابق قطر على شراء الأراضي في تركيا خصوصاً في الأماكن الحيوية والشهيرة، فأينما توجد قطعة أرض ذات قيمة، ستجد القطريين. ويتم تحويل بعض منازل السليمانية الخشبية التاريخية في إسطنبول - وهي جزء من موقع تراث عالمي لليونسكو - إلى وحدات سكنية حديثة.

ويتولى تحالف من شركة كوزو للإنشاءات المؤيدة لأردوغان وشركة ديار القطرية عملية التطوير الحضري لمساحة 102 ألف متر مربع تضم أكثر من 700 منزل. كما حصلت الشركتان على استثمارات مثيرة للجدل في حي أتاكوي الراقي في إسطنبول.

وثارت دهشة الجمهور التركي بسبب واقعة شراء والدة الأمير القطري، الشيخة موزة بنت ناصر قطعة أرض مساحتها 44 فداناً تطل على مشروع قناة إسطنبول المائية، حتى قبل الإعلان عن مسار المشروع.

وبعد التقارير التي تحدثت عن هذا الاستحواذ القطري، قامت المديرية العامة لتسجيل الأراضي والسجل العقاري التابع لوزارة البيئة والتخطيط العمراني في تركيا بنشر تنبيه لمنع الوصول إلى معلومات صكوك ملكية البلدية.

وتساءل الموقع عن المقابل الذي تعد به تركيا قطر نظير كل هذا الإنفاق السخي، بما في ذلك صفقة التبادل المالي الموقعة حديثاً. هل هي قناة إسطنبول كلها؟ هل هو صندوق الثروة التركية، الذي تحاط تحركاته بالغموض؟ هل هو بنك فاكتيف؟ أم شركة بوتاس للبترول المملوك للدولة أم الخطوط الجوية التركية؟.

وأضاف أن هناك تناقضا وخللا مستمرا وواضحا في العلاقات التجارية بين البلدين. على سبيل المثال، كانت هناك زيادات غير طبيعية في المحافظ المالية للشركات القطرية في سوق الأسهم التركية. وقفزت قيمة محافظ 6 شركات قطرية من 16 مليار ليرة (2.3 مليار دولار) في نهاية يونيو 2019 إلى ما يقرب من 59 مليار ليرة بحلول نهاية العام.

ويشكل القطريون حالياً المستثمر الأكبر في بورصة إسطنبول.

ومن ناحية أخرى، نشرت وسائل إعلام مؤيدة للحكومة تقارير بعد محاولة الانقلاب المزعومة ضد أردوغان في يوليو 2016، تقول إن قطر ستقوم بضخ استثمارات بقيمة 20 مليار دولار. لكن هذه الأموال لم تصل أبداً.

ولا يوجد حتى الآن أي أخبار عن الاستثمار الذي تبلغ قيمته 20 مليار دولار الذي أعلنت قطر أنها ستقوم به في تركيا بعد الأزمة مع الولايات المتحدة في 2018 بشأن القس المسجون أندرو برونسون. وربما وصلت هذه الأموال، ولكن إلى جيوب أو خزائن بعض الأشخاص وهو ما لا يمكن التأكد منه حالياً.

وبالإضافة إلى كل هذا، تثير معدلات الحركة والزيارات بين الدولتين الشكوك، فقد سافر أردوغان وعائلته إلى قطر 56 مرة خلال السنوات الـ 12 الماضية، بينما زار أمير قطر وحاشيته تركيا 45 مرة.