الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الجزائر: الحراك يتحدى الرئيس ومخاوف من التصعيد في زمن «كورنا»

الجزائر: الحراك يتحدى الرئيس ومخاوف من التصعيد في زمن «كورنا»

الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون. (أرشيفية)

حذَّر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون مما سماه «أيادٍ تحرض بعدة وسائل» ومن «مخططات تحاول الإضرار بالجزائر»، في وقت يقوم ناشطون بالحشد عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستئناف مسيرات الحراك ابتداءً من الجمعة المقبلة.

وأشار تبون في تصريحات صحفيه مساء الجمعة إلى «تكالب أجنبي على الجزائر»، داعياً إلى ضرورة التفطن لهذه المخططات التي قال إنها «لن تنجح».

جاء ذلك في نفس اليوم الذي حاول فيه نشطاء في منطقة القبائل كسر الحظر على المسيرات الذي قرره الرئيس تبون في مارس الماضي في إطار تدابير مجابهة تفشي فيروس كورونا المتحور.

وقامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين الذين لم يكونوا بأعداد كبيرة بولاية بجاية 240 كم شرق العاصمة، وسط أنباء عن اعتقالات في وسط الناشطين، عكس ولاية تيزي وزو 120 كم التي كان عدد المتظاهرين فيها أكثر من بجاية.

وعلَّق الناشط ياسين مقراني من «نخبة حراك العاصمة» على قمع مسيرة بجاية الجمعة «هذه الحماقات ستزيد من إصرار المتظاهرين السلميين المطالبين بدولة العدل، القانون، العدالة الاجتماعية، الحرية ومع الأخطاء الفادحة للسلطة في التعامل مع عديد القضايا والإخفاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية».

وقال الناشط في تغريدة له على تويتر «ستجعل الجمعة المقبلة أكثر تعبئة جماهرية وأكثر انتشاراً في الولايات».

وأطلق الناشطون هاشتاغات للحشد لعودة مسيرات الحراك منها التصعيد_واجب_وطني، في حين تتخوف السلطة من موجة ثانية للحراك في وقت تكافح فيه انتشار وباء كورونا وتداعياته الاقتصادية.

ويرى الأستاذ بجامعة سطيف عبدالحليم غجاتي أن «الحراك يرى أن السلطة استثمرت، سياسياً، أزمة كورونا وتقدَّمت بالسرعة القصوى لكسب مساحات سياسية مهمة في إطار استعادة زمام المبادرة وفرض الأمر الواقع».

ويفسر ذلك، حسب ما قاله، عجاتي لــ«الرؤية» «سرعة تمرير تعديل قانون العقوبات الذي يشير بطريقة غير مباشرة إلى الحراك وكذا التراجع المفاجئ عن إجراء الانتخابات النيابية والمحلية قبل نهاية 2020 ما يوحي بتعديل جوهري على خارطة الطريق التي سطرتها السلطة من قبل».

وكان الرئيس تبون قد وعد بإجراء انتخابات محلية وبرلمانية مسبقة قبل نهاية السنة الجارية، قبل أن تشير تقارير إعلامية عن تراجعه عن الفكرة.

وأوضح أن «الحراك نفسه يرى أنه مجبر للعودة إلى ساحة التجاذب الذي فرض نفسه من جديد لكسر أحادية الجانب في المشهد السياسي بإعادة ترتيب المسائل السياسية التي تبناها منذ 22 فبراير 2019».

وعودة الحراك بقوة، حسبه «سيضع السلطة في موقف حرج محلياً ودولياً وسيزيد من عمق الخلاف والتباعد في التصور».