الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

الانقسام يخيِّم على حراك الجزائر عشية استئناف المظاهرات

الانقسام يخيِّم على حراك الجزائر عشية استئناف المظاهرات

ترقب وتوجس من عودة المسيرات بالجزائر. (من المصدر)

انقسم ناشطون بالحراك الشعبي في الجزائر حول استئناف المسيرات، غد الجمعة، بين متحمسين للعودة إلى الشارع وبين داعين للتريث وعدم المغادرة حتى تتحسن الظروف الصحية التي فرضها انتشار وباء فيروس كورونا المتحور في البلاد.

وكان العديد من الناشطين قد دعوا عبر وسم «هاشتاغ» منها (#عودوا_إلى_حراككم) إلى استئناف المسيرات الشعبية التي تم تعليقها منذ مارس الماضي، ودفعهم إلى ذلك تشكيكهم في تجديد نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتلفيقة لنفسه بعد عودة حزبيه جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، واستمرار اعتقال الناشطين والمدونين، والزيادات في الأسعار خاصة الوقود.

وزادت أحداث يوم الاثنين الماضي في منطقة تين زاواتين أقصى جنوب الجزائر التي قُتل فيها متظاهر شاب بالرصاص من قِبَل مجهولين، من المطالبات بالعودة للمسيرات، خاصة من ناشطين سياسيين يعيشون في الخارج على غرار الدبلوماسي السابق لعربي زيتوت الذي دعا إليها من بريطانيا.

ويقابل هؤلاء ناشطون دعوا للتريث وعدم الخروج غداً، بسبب عدم زوال مخاطر انتشار فيروس كورونا وهو ما سيمنح السلطة ذريعة بقمعها.

ودعا محامي الحراك الشعبي عبدالغني بادي في منشور على فيسبوك «تأجيل عودة الحراك إلى حين توفر الشروط الصحية الآمنة» واعتبر ذلك «عين العقل والصواب والحكمة».

وتساءل الناشط سيف الإسلام بن عطية الناطق الرسمي بمنتدى الحراك في منشور على فيسبوك «هل أنتم مستعدون لتحمُّل المسؤولية كاملة أم هي مغامرات وعنتريات؟».

ولاحظ سيف الإسلام أن معظم الدعوات لعودة المسيرات تأتي من شخصيات وتنظيمات مقيمة بالخارج قبل أن يتساءل الناشط الذي يعمل طبيباً «هل لهذه الأطراف المعلومات الصحيحة والكافية حول الوضعية الوبائية في العاصمة على الأقل؟ الإجابة لا لأني بحكم عملي في أكبر مستشفيات في الجزائر، الوضع غير مستقر والحالات ما زالت تتوافد بكثرة».

وتابع «هل هذه الأطراف مستعدة لتحمُّل عواقب تحويل الحراك إلى متهم بنشر الوباء في أوساط الشعب الجزائري.. الإجابة لا، سيتملصون منها ويُحمّلونها للنظام».

وأضاف «هل هم على استعداد لتحمل المسؤولية الأخلاقية على ما سيُستعمل ضدهم من مرسوم يمنع التجمعات ويعدها مساساً بحياة وأمن الأشخاص في زمن الوباء.. الإجابة هي لا، بل سيُحمّلونها للنظام الذى نحن متفقون حول تجاوزاته».

وخلص الكاتب الصحفي نجيب بلحيمر في منشور على فيسبوك «لا الذين يتحمسون للخروج تُحركهم يد خفية، ولا الذين يدعون إلى عدم الخروج تخلّوا عن القضية، كل ما في الأمر اختلاف في تقدير الموقف يُحسم بالنقاش الهادئ».