الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

وسط تصاعد التوتر في ليبيا.. قيس سعيد وماكرون يلتقيان في الإليزيه غداً

يبدأ الرئيس التونسي قيس سعيد، غداً، زيارة رسمية إلى العاصمة الفرنسية باريس، تستغرق يومين، برفقة وفد رفيع يضم وزير الخارجية نورالدين الري، ووزير المالية محمد نزار يعيش.

ووفق بيان لرئاسة الجمهورية التونسية، فإن أبرز محطات الزيارة ستكون لقاءً ثنائياً مع الرئيس الفرنسي ماكرون، ثم المشاركة في اجتماع موسع بين وفدي البلدين في قصر الإليزيه.

وتأتي الزيارة في سياق إقليمي ودولي خاص ووضع تونسي جديد مع رئيس لا ينتمي للطبقة السياسية التقليدية التي قادت النضال ضد الاستعمار الفرنسي، لم يظهر منه ما يحدد توجهاته نحو فرنسا، كما يواجه مشكلات داخلية أبرزها الاقتصاد المتداعي.

وتأتي الزيارة بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ويعتبر الملف الليبي أهم القضايا على جدول النقاش المرتقب بين الرئيسيين غداً، حيث يؤيد كل منهما أحد طرفي الصراع هناك.

فتونس رسمياً مصطفة مع حكومة فايز السراج المدعومة من النظام التركي، وسبق لقيس سعيد أن التقى السراج مرتين في حين لم يتواصل مع أي من ممثلي الشرق مثل البرلمان الليبي أو الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.

في حين ترفض فرنسا التدخل التركي في ليبيا، وأعربت عن انزعاجها من التدخل التركي ونقل الأسلحة والمرتزقة إلى الميليشيات هناك.

وفي هذا السياق، اعتبر الأكاديمي والناشط السياسي المقيم في باريس الدكتور شهاب دغيم، أن الزيارة تقنية ومحددة المعالم حسب عبارته.

وأضاف لـ«الرؤية»: «أن النقطة الأهم في الزيارة تتعلق بالأزمة الليبية وتداعياتها السياسية، وهو ما يبدو جلياً من تشكيلة الوفد المرافق».

وتابع أن الأمر الآخر الذي من المتوقع أن تدور حوله المحادثات هو الاقتصاد وتأثير أزمة كورونا على تونس، وإمكانية مساعدة فرنسا لتونس في التغلب على هذه الأزمة.

وتأتي الزيارة بعد أيام من توتر العلاقات بين فرنسا وتركيا عقب مناوشات اندلعت إثر محاولة قطعة بحرية فرنسية تفتيش سفينة تركية يُعتقد أنها كانت تحمل أسلحة إلى ميليشيات حكومة السراج، تبيّن أنها رست قبل توجهها نحو ميناء مصراتة الليبي، في ميناء قابس التونسي، وذلك في عملية تمويه أثارت علامات استفهام كثيرة، وسط توجس فرنسي واضح من غموض الموقف التونسي.

واعتبرت الناشطة التونسية، وداد بنعلي كربنتر في تصريحات لـ«الرؤية»، أن الزيارة مهمة جداً في وقت لم تتضح فيه معالم العلاقة بين البلدين منذ وصول قيس سعيد للحكم، وقد تأخرت كثيراً خاصة أنه لا يوجد لا سفير ولا قنصل عام في باريس منذ 7 أشهر تقريباً، وهي المرة الأولى في تاريخ العلاقات بين تونس وفرنسا، ويزيد من تعقيد الأمر تصاعد الأمور على الساحة الليبية ومحاولات الزج بتونس في أتونها.